الجمعة 30 مايو 2025 07:36 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

جمال قرين يكتب: حتى”البطيخ” مش عارفين ناكله ياريس!

الكاتب الكبير جمال قرين
الكاتب الكبير جمال قرين

معقولة اللى بيحصل للمصريين فى هذه الأيام، بصراحة الوضع الاقتصادى والمعيشى اللى الناس فيه الٱن لايسر عدو ولاحبيب، ولم يمر عليهم قبل كده، ولاحتى أيام الانكسارات الكبرى، فى يونيو 67 كانت الدنيا زى ما الٱباء والأجداد بيحكوا ماشية، والأسعار فى متناول الجميع، وأيضا أثناء حرب الاستنزاف وأكتوبر 73 كانت بردو الدنيا حلوة، ومفيش حرمان من أى حاجة، ولا ارتفاع للأسعار بهذا الشكل المرعب، حتى أن كيلو اللحمة تخطى حاجز ال 500جنيه، ده فى المناطق الشعبية، التى تضم الفئات الفقيرة والمتوسطة الدخل، أما أسعار الفاكهة فحدث ولاحرج، مفيش فاكهة النهاردة أقل من 60 و70 جنيه، العنب ياناس بقى ب 70 و80جنيه، معقولة،

والجوافة فاكهة الغلابة ب 50و60جنيه، خش ع البطيخ، مفيش بطيخة حاليا أقل من 200جنيه، هو فيه ايه ؟! اى اللى بيحصل ده فى مصر، عيب والله وميصحش كده! فين الرقابة ع الأسواق، صحيح هو فيه حكومة فى بلدنا، أفيدونا أفادكم الله، ناهيك عن أسعار السلع الغذائية الضرورية للمواطنين، كل يوم الحاجة بتزيد، لأن سيادة وفخامة تاجر التجزئة هو نفسه اللى بيتحكم فى تسعير السلع، بدون رقابة طبعا، وإن وجدت فكلها مجاملات بين التجار ومفتشى التموين وماشابه ذلك، بصراحة الوضع جد وخطير، ومن فضلكم بلاش تختبروا صبر المصريين أكتر من كده، لأن المواطن الٱن مش قادر يحصل على الحد الأدنى عشان يعيش، وفى نفس الوقت مطالب بأن يكون أكثر وطنية واصطفافا من أى وقت مضى، طيب ازاى؟! وهو شايف بعينه السفه والتبذير والفشخرة فى مواكب المسئولين، وماخفى كان أعظم

ناهيك عن الفساد الذى أصبحت رائحته تزكم الأنوف، ولم يعد للركب بل تجاوز فروة الرأس، ومحدش يقولى اذكر لنا وقائع بالأدلة، ولاتلقى الكلام على عواهنه، أقولك تابع الأجهزة الرقابية، والصحف، وحضرتك حتعرف أد إيه حجم الفساد بقى فى بلدنا، طبعا الرئيس السيسى لوحده مش حيقدر يواجه هذا الكم من الفساد اللى بقى متجذر ومتغول فى بعض مؤسسات الدولة إلا مارحم ربى، إلا مع وجود حكومة قوية فعلا، وتضرب بيد من حديد على أيدى هؤلاء الفاسدين، وتسن تشريعات رادعة تصل الى درجة الإعدام، لمن يتلاعب باقتصاد البلد وبقوت الشعب، محتاجين ثورة تصحيح جديدة ياريس تقتلع مراكز القوى، وتنضف البلد من شرورهم، لأن الناس بصراحة مش عارفة تعيش، ولا عارفة تاكل ولاتشرب ولاتعلم أبناءها كويس، خد بالك ياريس من الداخل شوية، لأن الشعب هو عمود الخيمة مثل الجيش تماما، حتى لاتعطى الفرصة للمتربصين بمصر، أن يستغلوا عوز الشعب وحاجته، ويلعبوا على هذا الوتر الخطير، إن الشعوب ليس لها كتالوجات ولاأمان لمكرها، وأرجو ألا يفهم كلامى أنه تهديد لفخامتكم لاسامح الله

ولكنه تحليل من صاحب قلم بيحبك، وبيحب مصر أكتر من أى حد، حضرتك أخدت قرارات سياسية وتاريخية مهمة وفى توقيت صعب، ووضعت كفنك على يديك، فى 3/7/2013 حتى تخلصت البلاد من حكم القبيلة للأبد، واليوم ننتظر من سيادتكم، قرارات ثورية، تبدأ بتغيير الحكومة، واختيار حكومة تكنوقراط جديدة، مع أهمية إعطائها كافة الصلاحيات، ومراقبة أدائها، والوزير الذى يثبت فشله يتم تغييره فى الحال، ولايصح أن ينتظر الشعب تغييره حين إقالة الحكومة، لأن الشعب فوق الحكومة، والحكومة هى مجرد خادم للشعب

والأهم فى الأيام المقبلة مراقبة الأسواق، وعودة التسعيرة الجبرية، أيا ماكانت تداعياتها، لأن سلامة الجبهة الداخلية، وشعور الناس بالأمان الاقتصادى والمعيشى والاجتماعى هو الأهم، لأنى أخشى ماأخشاه أن تتعرض بلادى لموجة عنف نحن فى غنى عنها الٱن ومشاكل اجتماعية أيضا لاتتحملها مصر اليوم، إذا استمرت الاوضاع الاقتصادية والمعيشية للمصريين بهذا الشكل المرعب،

ومن الملاحظ فى السنوات الثلاث الأخيرة كم الحوادث، التى لم يعرفها مجتمعنا من قبل، سواء بين الطبقات الفقيرة المطحونة والمتوسطة، أو حتى بين الطبقات الأكثر ثراء، وشفنا ورأينا بأعيننا حادث مقتل حفيد د. نوال الدجوى التربوية المعروفة بسبب المال والنفوذ، يقينى أن تقوية الجبهة الداخلية لم ولن يكون بالخطب والمواعظ، ولكن بالأفعال والقرارات الاقتصادية التى تصب فى صالح المصريين من الطبقتين الفقيرة والوسطى، والتى يلمسها رجل الشارع وتسعده

وبلاش ندوس على المصريين أكتر من كده، أما الطبقات الغنية والأكثر ثراء فدوسوا عليها لأنها ستتحمل، لكن اللى عايشين بالكاد حيعملوا ايه ، حيضطروا يسرقوا، او يرتشوا أو يبقوا قطاعين طرق، وفى كل الاحوال ده خطر على بلدنا، والأوطان ممكن تسقط وتنهار بسبب العوز والفقر والجهل، انتبهوا أيها السادة، مصر تستحق منا أن نحافظ عليها ونفديها بأرواحنا، لذا ننتظر فى الأيام المقبلة من صانع القرار فى بلادى أن يجمع حوله وأن يختار من أبناء مصر المخلصين فى كافة المجالات المختلفة للتشاور، ماذا نفعل لمصر والمصريين عشان نحافظ على بلدنا؟ وتبقى أد الدنيا، مع أهمية استبعاد المنافقين والمطبلين والانتهازيين، وكفاية عليهم كده، زى ماعمل السادات رحمة الله عليه، حينما تولى مقاليد الحكم وتخلص من مراكز القوى، وحينما أعد العدة لحرب أكتوبر 1973، واختار الأكفاء وأعطاهم صلاحيات كاملة حتى تحقق النصر العظيم، وعشان فى الٱخر نعرف ناكل بطيخ ياريس !

جمال قرين مقالات جمال قرين حتى”البطيخ” مش عارفين ناكله ياريس! الجارديان المصرية