السبت 31 مايو 2025 06:53 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

محمد الشافعى يكتب : مهزلة الدوري المصري،..نهاية مسرحية تليق بـ أعجوبة” الكرة المصرية

الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى
الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى

في مشهد يلخص حالة الكرة المصرية المزرية، انتهى الدوري المصري موسم 2024..2025 بنهاية أشبه بمسرحية هزلية، حيث احتفل "نادي بيراميدز" بلقب الدوري للمرة الأولى في تاريخه، بينما احتفل "الأهلي" بلقب "أهم أبطال الدوري"!
سيناريو غير مسبوق حتى في أكثر دوريات العالم فوضوية، ليؤكد أن الدوري المصري لم يعد مجرد دوري ضعيف فنياً وإدارياً، بل تحول إلى سيرك كبير تُدار حلقاته بالصدفة والعشوائية.
**الاحتفال بالجهل: اتحاد الكرة يعلم الغيب!
الأكثر إثارة للسخرية هو قيام اتحاد الكرة المصري ورابطة الأندية بتنظيم "حفل لتوزيع الجوائز في ستاد القاهرة" قبل حتى أن تُحسم نتائج الجولة الأخيرة بشكل رسمي! الأهلي كان يحتاج إلى الفوز على فاركو ، بينما كان بيراميدز مطالباً بالفوز على سيراميكا كليوباترا. لكن الاتحاد أصر على تنظيم الحفل وكأنه يعرف النتيجة مسبقاً، بل وتم تجهيز منصة للأهلي كما لو أن اللقب محسوم لهم!

وبينما كان الجميع ينتظر نتائج المباراتين، أعلن بيراميدز نفسه بطلاً بعد فوزه (5/1)، بينما تمسك الأهلي بلقب "أهم أبطال الدوري" بناءً على فوضوية رابطة الأندية و اتحاد الكرة المصري! وكأننا في مباراة "كلنا أبطال" بدلاً من منافسة رياضية عادلة.

** دوري المشوهين: الإدارة العشوائية تقتل الكرة المصرية
المشهد الأخير كان مجرد تتويج لفوضى استمرت طوال الموسم:
- تذبذب القرارات : تغيير نظام الدوري أكثر من مرة، وتأجيل المباريات بلا معايير واضحة.
- أزمات التحكيم : أخطاء فادحة غير محسوبة، وغياب وتغيير ضمير تقنية الـVAR في معظم المباريات.
-انهيار المستوى الفني : هروب الجمهور من الملاعب بسبب أداء فرق بلا هوية أو خطط واضحة.
- صراعات غير رياضية: اتهامات بالتواطؤ، واتحاد كرة لا يملك أدنى قدرة على الإدارة الحكيمة ولا رابطة الأندية المستحدثة .

** اليوم، الدوري المصري لم يعد فقط في ذيل دوريات إفريقيا، بل أصبح نموذجاً للفشل الإداري والتنظيمي. حتى دوريات مثل تونس والمغرب والجزائر تفوقت عليه تنظيمياً وجذباً للجماهير.
**النهاية السعيدة للجميع.. إلا للكرة المصرية!
في النهاية، الجميع انتصر:
- ( بيراميدز ) احتفل بلقبه الأول (وإن كان وسط شكوك حول نزاهة المنافسة.
- ( الأهلي ) احتفل بـ"أهمية تاريخية" وكأنها جائزة ترضية كما هو المعتاد
- *اتحاد الكرة: نجح في تحويل الدوري إلى مسلسل مأساوي كوميدي.
لكن الخاسر الأكبر هو " الكرة المصرية " ، التي فقدت مصداقيتها، وأصبحت ساحة للمهازل بدلاً من المنافسات الشريفة. إذا كان هذا هو حال "أعظم دوري في إفريقيا"، فليس غريباً أن يصبح المنتخب المصري نفسه في تراجع مستمر.

الرياضة لا تُبنى بالاحتفالات الوهمية، بل بالإدارة الرشيدة والتخطيط السليم. لكن يبدو أن الكرة المصرية اختارت أن تسير في الاتجاه المعاكس!

مهزلة الدوري المصري نهاية مسرحية تليق بـ أعجوبة” الكرة المصرية الجارديان المصرية