ماجد نصيف يكتب : كيف تواجه شبح الإحباط واليأس؟


من منا لم يواجه فى حياته الكثير من المش^اكل والعقبات التي تحول بينه وبين تحقيق أهدافك، وتختلف درجة وشدة هذه العقبات حتى قد تصل شدتها إلى أن يصيب المرء بحالة من الإحباط واليأس تجعله يستسلم لهذه المعوقات ويعتقد أنه لا خلاص منها
ولكن على كل منا ان يدرك أن الإنسان الذى يريد تغيير حاله وتطوير ذاته والسعي إلى الكمال فإنه حتماً سيواجه معوقات كبيرة وكثيرة وأول هذه المعوقات وأشدها هو نفسه ...نعم نفسه !
إذ إن أكبر المعوقات هي التي تنبعث من الذات ،ﻷن غالبا التأثير الخارجي لا يكون له أثر كبير ما لم يكن هناك قابلية من الداخل.
وعليك ان ندرك أن أساس التغيير ـ سلباً وإيجاباً ـ هو التغيير الداخلي وأن العوامل الخارجية ليست أساسية في التغيير فإن الاهتمام الأولي يكون للداخل، وهذا المسلك ضروري إذا أردت أن تتغلب على كثير من الإخفاقات وتتخلص من الإحباط أن تتجه إلى نفسك فتقوم بإصلاحها .
ومن يريد أن يغير من حاله عليه ان يعود نفسه على مواجهة الصعاب، وليعلم أن الطريق لن يكون سهلاً خالياً من المتاعب والمنغصات، ومن يريد التغيير دون أن تواجهه مشاكل في الطريق فهو لم يعرف حقيقة الحياة وطبيعة التحول والترقي. وإذا كانت المعاناة من ضروريات التغيير فإن الأمر السلبي الذي قد يصاحب التغيير هو حالة الإحباط التي قد تصيب الإنسان من هذه المعاناة؛
والحقيقة أن الإنسان قد يجعل من الإحباط قوة دافعة للإنجاز وتحقيق أهدافه وطموحاته، فبالإمكان تحويل الإحباط إلى حدث إيجابي.
إننا إذا نظرنا إلى الشيء الإيجابي في أمر ما فإننا نكون قادرين على حل مشاكلنا وتجاوز الوضع بطريقة أسرع وأسهل من هؤلاء الذين لا يرون إلا السلبيات والوقوف عند الإحباطات. فهناك فرق بين أن تكون ضحية أو أن تكون المنتصر. فأنت إذا نظرت إلى الإحباط على أنه منحة وهدية فإنك تكون قادرا على تجاوز هذا الإحباط وتحسين حياتك وتحقيق أحلامك .
إذا نظرت إلى العقبات التى تحبطك وتواجهك باعتبارها فرصا وخبرات اكتسبتها فإنك ستواصل في مسيرك وتتغلب على العقبات والمشاكل التي تواجهك. فليس هناك فشل مطلق؛ بل مع الفشل هناك خبرات ومعلومات حصلت عليها، فغالب الشر ينطوي على شيء من الخير،
إنت تحتاج فقط أن تتعلم كيف تتعامل مع الإحباط واليأس بعيدا عن النظرة السوداوية المتشائمة ﻷن نظرتك مهمة جداً في ذلك وقد قيل: "يرى المتشائم العقبات في كل فرصة، ويرى المتفائل الفرصة في كل عقبة" لذلك انظر إلى عملك بدقة ستجد على الأقل هناك شيئاً صحيحاً، وهذا رائع.
عندها أسأل نفسك: كيف يمكن تطوير ذلك النجاح؟ بوضعك هذا السؤال فأنت أخرجت نفسك من الحالة السلبية المحبطة وعدت لتركز على الوضع الإيجابي، وبالتالي ستتغلب على المشاكل التي تواجهها.
إن سبب الإحباط ـ أحياناً ـ هو في البقاء والاستمرار على حال واحد وعدم التغيير، وتظن أن هذا هو قدرك ويجب عليك أن نرضى بهذا الواقع ونتعايش معه، وهذا في واقع الأمر سلب لقدراتك، فإذا كنت في وضع سيء فعليك أن يغير هذا الوضع فأنت لن تخسر واقع حسن ومبهج ، والحياة مكان للفرص ولن تنال الفرص إلا بالسعي والبحث عن هذه الفرص ،خاصة عندما يمنحك الله شخصا يؤمن بك وبقدراتك ويحاول ان يدفعك للامام ،ويمنحك طاقة إيجابية ،ويجردك من طاقتك السلبية التى يحاصرك بها من حولك او تحاصر نفسك بها ..ابدا الآن وقود انقلابا فى حياتك قبل فوات الآوان .