رزق جهادى يكتب : الأيام القادمة ماذا تحمل من مفاجآت..؟


مابين ماضي ذهب ومستقبل آت...أجيال ضاعت وأخرى صنعت المعجزات..!
هى رسالة إلى كل جيل عاصر تلك الحروب والكبوات...منذ أن بدأت تلك الألفية اللعينة وهى تحصد فى الأمنيات...فعندما كنا صغارا كنا نرى أن يوم القيامة سوف يكون سنة ٢٠٠٠م وعندما جاءت تلك وبلغ عمرنا العقدين على مشارف القرن ٢١ ظننا أن ذلك القرن هو الذي ستتحقق فيه كل الأمنيات ولكن مع مرور السنوات...صدقت رؤيتنا عندما كنا اطفال...فعلاً إن نهاية العالم فلقد عصرنا الإنتفاضة الفلسطينية الثانية وموت الشهيد محمد الضرة فى حضن أبية حينها كنا طلبة فى الجامعات غضبنا وثورنا وقلنا لماذا لا تتحرك الحكومات ولكن حينها قالوا لنا ( بلاش شغل عيال خلوا الكبار تتصرف هو مفيش خلاص حكومات وكفايا عليكم إظهار الغضب داخل أسوار الجامعات رسالتكم وصلت إلى كل الحكومات... حينها سألنا سؤالاً وماذا أنتم فاعلين ؟
ثم مرت السنوات لنكون فى عام ٢٠٠٣م وكنا مازلنا في الجامعات وقتها سقطت العراق...وسقط الجميع فى حيرة من أمره هل صدام حسين هو اللى غلط ولا إحنا بس مش فاهمين...! ومرت سنين وحكم عليه بالإعدام وفى مثل تلك الأيام وفى صباح عيد الأضحى تم التضحية بزعيم وبدلاً من أن نفرح ونبارك لأنفسنا بالعيد ذهبنا إلى بعيد لنجلس فى المقاهي ونسمع الأخبار ونسأل هل هذا صحيح..؟ وعندما إنتظرنا موفق عربى للتنديد...جاءت قمة عربية على مستوى الزعماء العرب... حينها سمعنا بصمت وهدوء شديد...ما بين من أغفل ذكر الواقعة وما بين من إعتبره شهيد...وقد إستوقفتنى كلمة زعيم عربى نحسبه اليوم أنه كان أصدق الحديث... فهذا معمر القذافي متحدثا إليهم اليوم مات صدام حسين وغداً وبعد غد الدور عليكم...وقتها ضحك الجميع ما بين رؤساء سوريا واليمن وتونس ومصر... ضحكات كلها سخرية وكأن محدثهم رجلاً مريض..
ومرت السنوات ببطء شديد إلى أن وصلنا إلى عام ٢٠١٠م عصر القبضة من حديد وتشبس كل حاكم بكرسيه بمكر شديد...ومع بوادر يناير سنة ٢٠١١م كان العالم العربي قد تشكل بثوب جديد ظن البعض أن تلك هي الحرية والعدالة الإجتماعية ولكنهم وقعوا في فخ عميق...على إثره إختفت أنظمة إلى الأبد وقسمت دول مابين شرق وغرب وشمال وجنوب وتاهت شعوب فى الفقر والبحث عن الحرية والعدالة الإجتماعية الزائفة ليجدوا أن دولهم ذهبت إلى مستنقع صديد...إلا من رحمهم ربى وأرسل إليهم عبدا صالحا منيب ذلك الشعب الذى فاز من جديد
وتمر السنوات مابين ٢٠١٥م إلى ٢٠١٩م حينها ضاعت قيمة العملات ومن ثورة إلى ثورة تاهت الأجيال
وعندما إرتحنا لبعض شهور جاءت الفاجعة الكبرى بنهاية ٢٠١٩م لتستمر حتى بدايات ٢٠٢٢م مرض حصد الملايين وسمى (كوفيد 19) فلم يخلو بيتا مابين مريض وقتيل... وعشنا أياما أسود من قرن الخروب.
وقد ارتحنا مدة شهر واحد فقط وبعدها فبراير ٢٠٢٢م لتشتعل الحرب الروسية الأوكرانية ومعها إشتعلت الأسعار وبدأ العالم في تخزين السلع وقلت الخدمات... ليضع ذلك الجيل يده على خده... ويسأل نفسه أليس هذه يوم القيامة ؟
وإستمر حالنا على هذا إلى أن جاء مايسمى (بطوفان الأقصى) فى السابع من أكتوبر ٢٠٢٣م قبلها بيوم كنا بنحتفل بإنتصارات أكتوبر ٧٣ ، وتساءلنا هل حماس سوف تحرر الأقصى..ومع مرور الأيام تلو العام كانت الإجابة واضحة للعيان لقد دمرت غزة ولم يحرر الأقصى...وإزداد الكلام على تهجير أهل غزة...وإستشطنا غضبا وإسترجعنا ما تبقى من حماس أيام الجامعة ووقفنا وهتفنا وقلنا لا التهجير وسيناء ليست البيع...! وقد تعجب الجميع إنتم لسه فيكم حيل..أما أنتم جيل عنيد لا نافع فيكم فقر ولا قبضة من حديد.
وفى يناير سنة ٢٠٢٥م فاجاتنا الإنتخابات الرئاسية الأمريكية برئيس جديد...مع صبح يصدر قرار جديد مابين جنون العظمة وتخليه أنه فرعون جديد سقط العالم في حرب اقتصادية دمرت ما تبقى من عقلا رشيد..!
واليوم إستيقظنا على خبر صادم ومريب...قال تجددت المواجهات العسكرية بين القوات الروسية و الأوكرانية بضربة درونات قسمت ضهر العجرفة الروسية...واليوم ننتظر أن تنتهي الدنيا دية بضربة نواوية...مش قلنا لكم لما كنا عيال إن سنة ٢٠٠٠م كان المفروض تقوم يوم القيامة
ـ فى النهاية :-
بالزمة أليس نحن جيل المظاليم عاش طفولته...ولكنه حرم من شبابه وعجز قبل أوانه...!