الجمعة 6 يونيو 2025 11:09 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

محمد الشافعى يكتب: الشرع ...خادم ترامب المطيع :

الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى
الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى

في ظل المشهد السوري المأساوي اليوم، يبرز سؤال محير: كيف يحافظ نظام احمد الشرع على بقائه رغم كل الكوارث التي تحل بسوريا؟ كيف يُفسر الصمت الرسمي السوري تجاه التوسع المستمر للاحتلال الإسرائيلي في الجولان والمناطق السورية، بينما تُدفع المليارات لإعادة إعمار المناطق الخاضعة للنظام، بعلاقات "طيبة" مع واشنطن والخليج؟
الشرع الجولاني: شرعية مشكوك فيها
وأحب أن أطلق على النظام السوري الحالى لقب "شرع جولان"،لأن تواجده و بقاءه جاء برضا القوى الدولية والإقليمية، بما فيها الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا، رغم كل الشعارات المعادية للاحتلال والصهيونية. فكيف نفسر هذا التناقض؟
التنسيق الأمني غير المعلن مع إسرائيل
- تقوم إسرائيل بقصف مواقع في سوريا بشكل متكرر، بدعوى استهداف الميليشيات الإيرانية، لكنها تتجنب ضرب قوات النظام بشكل مباشر.
هناك تقارير عن تنسيق أمني غير مباشر بين الطرفين عبر الوساطة الأمريكية ، خاصة في منطقة الجولان المحتل، حيث يُسمح للنظام باستعادة السيطرة على بعض المناطق مقابل ضمان أمن الحدود الإسرائيلية.

الاحتلال الإسرائيلي يتوسع.. والصمت السوري مريب
- في السنوات الأخيرة، توسع الاحتلال الإسرائيلي في الجولان بشكل غير مسبوق، بما في ذلك مشاريع الاستيطان وبناء مزارع الرياح، دون أي رد فعل عسكري أو دبلوماسي حقيقي من النظام.
- حتى الادعاءات السورية برفض الاحتلال تبقى حبراً على ورق، فلم تقدم دمشق أي خطوات عملية لاستعادة الجولان، بل إن بعض التقارير تشير إلى أن النظام يعتبر الجولان "ورقة تفاوضية" مع الغرب.
العلاقة "الغريبة" مع أمريكا والخليج
- رغم العداء الظاهري، فإن النظام تلقى دعما غير مباشر من بعض الدول الخليجية عبر استثمارات في إعادة الإعمار، بل إن بعض التقارير تشير إلى أن واشنطن لم تعترض على عودة سوريا إلى الحظيرة العربية.حتى أن الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكى ترامب للمنطقة أصر على مقابلة احمد الشرع الذى كانت من قبل أمريكا تدفع الملايين للقبض عليه واليوم تدفع له الملايين وتدفع الدول المجاورة لدعمه ، فكيف نفسر تلك الإزدواجية حيث يقبل الشرع اليوم في المحافل الإقليمية بضمانات أمريكية وخليجية؟


يبقى النظام رغم الخراب
النظام السورى الجديد أصبح أداة في يد القوى الكبرى و أصبح ورقة في الصراع الدولي، فروسيا تدعمه عسكرياً ولا تريد الخروج من سوريا ، وامريكا تدعمه سياسيا واقتصاديا ليكون حارس الشرق لإسرائيل وإيران بالرغم من اجبارها على الخروج من سوريا تستخدمه كورقة ضغط، وإسرائيل تتعامل معه كنظام ضعيف يمكن السيطرة عليه حتى لا يصعد أى نظام اسلامى أو تتعامل على تقسيم سوريا وهو الأرجح بإحراج نظام الشرع بالضربات اليومية على سوريا .
سوريا تباع قطعة قطعة
بين التوسع الإسرائيلي في الجولان، والتواطؤ الدولي، وعلاقات النظام "الغامضة" مع أعدائه السابقين، يبدو أن سوريا تباع تدريجيا تحت مسمى "الاستقرار".
نظام أحمد الشرع ، يبقى لأن القوى الكبرى تريده أن يبقى، حتى لو كان الثمن هو استمرار الاحتلال وضياع سيادة البلد.
السؤال الأكبر: إلى متى سيستمر الشعب السوري في دفع ثمن هذا اللغز

محمد الشافعى مقالات محمد الشافعى نظام الشرع الجارديان المصرية