باختصار ..
المستشار أحمد النجار يكتب: حصار محجوب عبدالدايم


لولا ثورة ٢٣ يونيو عام ١٩٥٢ بقيادة جمال عبد الناصر..
لظلت أحوال المجتمع المصري على حالها ..
إذ كان المواطن المصري ؛محاصر بالافات الثلاثة؛ التى كانت تورثه العجز؛
فيورثه لابنائه وأحفاده على مر الزمان ..
هذه الآفات الثلاثة..
كانت عبارة عن الفقر والجهل والمرض ..
والحقيقة التاريخية.. تقطع بأنه؛
لولا دولة ناصر ماوجد هذا المواطن المستشفى ولا المدرسة؛ ولا كوب المياه الصالحة للشرب؛ كما كفلت له دولة عبد الناصر أن يتملك الأرض؛ التى كان يشقى مسخرا فى زراعتها لحساب المالك الاقطاعى ..
كما وفرت له ولأبنائه؛ فرص الحصول على وظائف الدولة؛ وشيدت له المصانع والشركات ..
والمفارقة.. أن من كان يحارب دولة عبد الناصر فى أغلبهم ؛
كانوا من الفقراء والمعدمون؛
ممن ينتمون إلى الجماعات الأصولية الدينية كالإخوان ؛
وكذا الشيوعيون الذين كانوا يرفعون شعارات العدالة الاجتماعية ؛
ويطالبون بالمساواة؛
وبإزالة الفوارق بين الطبقات ..
ورغم أنحياز ناصر الفطرى للفقراء ..
ورغم أن الحقيقة التاريخية؛ تقطع بكون هذه الثورة ؛
هى أول وآخر محاولة جدية لتكريس العدالة الاجتماعية في المجتمع المصري..
ورغم غروب شمس دولة عبد الناصر ؛وانقلاب من جاء بعده على توجهاتها ..
ورغم الاجهاز عليها وعلى أهدافها؛
بل وطمس معالمها بالكلية ..
فلم يعد يتبقى منها سوى الرمز والفكرة ...
ولان الفكرة كانت (محجوب) الذى صار رمزا ليونيو ٥٢..
و الذى لم تتمكن أنظمة الحكم اللاحقة لها فى إجمالها من إقصائه ..
ومحجوب هو (محجوب عبد الدايم بطل فيلم القاهرة ٣٠) ..
وهو لم يكن منذ يونيو ٥٢؛ مجرد شخصية درامية اخترعها اديب نوبل؛ بل صار فكرة ..
ولان الفكرة لاتموت ..
فقد أطل علينا محجوب فى كل موقع ؛
فصار وزيرا واميرا ونائبا ومسؤولا ؛
فها هو يرتدى كل الأقنعة ؛ ويلبس كل الثياب ..
بدءا من الثورى والسياسى وصاحب اللحية البيضاء؛
ورجل الدين ..
كما يطل علينا اليوم متخذا سمت المصلح اللى (هيعدل المايل)
توطئة لاستلاب الوعى وإلارادة ...
محجوب لديه القدرة على سرقة الوطن ذاته ...
محجوب يفرض حصاره علينا اناء الليل وخلال النهار...