وجيه الصقار يكتب : العشوائية فى امتحانات الثانوية !


يسود استياء عام بين كثير من المعلمين ممن يقدمون اعتذارات عن الاشتراك فى امتحانات الثانوية العامة، والمشكلة أن الوزارة حددت وقت الاعتذار قبيل الامتحان ولمدة 3 أيام حتى الخميس 12 يونيو، ومع هذا العدد المهول هناك سخط عام لهذا التعذيب والقرف، بالوقوف ربما طوال اليوم أمام موظفين دون التمكن من التقديم، وكان يمكن فتح الاعتذارات منذ شهر مثلا أو أسبوعين أوجعل الاعتذارات على النت، وليس بهذا العذاب، فإن معظم المعتذرين من أصحاب الأمراض والعجز الجزئى، مع بهدلة سيدات بزدحمن بعضهن يحمل أطفالا دون سن الثانية، فى اختناق مستحيل وصراخ وسخط عام، نتساءل،: هل الوزارة لم تكن تعلم بموعد امتحانات الثانوية لتعذب المدرس وتزيد حالة القرف التى يعانيها من ظلم مادى وأدبى. فضلا عن أن قرارات الاعتذار قبيل عقد اللجنة ومافيها من مفاجآت تربك رئيس اللجنة وانتظام الامتحان ممايضطره للاستعانة بعناصر خارج المرحلة بطريقة مباغتة. ولعل هروب بعض المعلمين من المراقبة في امتحانات الثانوية العامة يرجع للضغط النفسى والعصبى من أداء اللجان والخوف من الخطأ والمشاكل السنوية للامتحان مثل ظاهرة الغش والضرب، كما أن مكافأة الامتحانات لا تتناسب وجهد المعلم والتقدير لجهوده، والاذلال والإهانة، فلماذا لا يكون الاعتذار على "النت" مثلا او يقدم طلب الاعتذار فى مبنى الإدارة وتتولاه لجنة فى وقت مبكر حتى تستقر اللجان وخطة العمل الذى تأكد أنها عشوائية ودون مسئولية، أو حتى للتبديل بين المعلمين، أليس غباء إداريا تنظيميا؟! مع غياب حماية كافية للجان .وعدم تعطيل وسائل الغش والانترنت فى أثناء اللجان، أو استخدام أجهزة تشويش عليها لأن تلك المشكلة من أسباب هروب المعلمين من الملاحظة والمراقبة فى لجان الثانوية، حتى إن البعض يذكر إمكانية الإعفاء بدفع مبالغ لبعض سماسرة التعليم، للحصول على موافقة بالاعتذار، ويتسلموا المبالغ المتفق عليها، فى دائرة ألف جنيه ربما تزيد، وحجة بعضهم أنهم يتنقلون فى مواصلتين أو 3 للوصول للجنة الامتحان ذهابا وعودة، يخرجون من الفجر ويعودون مساء، دون طعام أوشراب وينفقون مبالغ لا تعوضها بدلات الملاحظة بالوزارة، مع المشكلة بأن الأهالى يجبرونهم على تغشيش الأولاد، أوضربهم ومطاردتهم إذا لم يستجيبوا فى معظم اللجان، ولا أحد يحمى المدرس، وكأن شيئا لم يحدث، فالوزارة عاجزة عن ضمان حمايتك أو تعويضك من مخاطر الضرب أو القتل...أما الطامة الكبرى فهى فى تسعيرة الغش فى بعض لجان الثانوية العامة الشهيرة ولا تقل عن 5 آلاف جنيه لكل طالب، ويتفرغ لها معلمون .. تدخل الإجابات اللجنة بالتفصيل وتعطى للطالب ويساعد على ذلك نظام الاختيار من متعدد، ولا يحتاج أكثر من 10 دقائق لغش المادة كاملة، ليحصل على الدرجة النهائية..وفى النهاية يدخل معظم هؤلاء الطلاب كليات الطب ولا عزاء للطلاب المجتهدين الذين يضيع مستقبلهم فعلا .