حكايات مصيرية
الكاتب الصحفي الحسيني عبد الله يكتب : بين التصعيد والتنافس


تُعد العلاقات الأمريكية الصينية من أكثر العلاقات تعقيدًا وتأثيرًا في النظام العالمي. وسيتطلب الحفاظ على الاستقرار العالمي خلال الأعوام المقبلة توازنًا دقيقًا بين التنافس والتعاون بين هذين العملاقين الاقتصاديين.
فالعلاقات الأمريكية الصينية في السنوات الأخيرة شهدت تصعيدًا ملحوظًا، خاصةً في المجالين الاقتصادي والتكنولوجي. تجلى ذلك في فرض رسوم جمركية متبادلة، وقيود على تصدير التكنولوجيا، وتنافس على الموارد الحيوية، مما أثر على الاقتصاد العالمي بأسره.
ففي أبريل 2025، فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية إضافية بنسبة 50% على الواردات الصينية، مما رفع إجمالي الرسوم إلى 104% على بعض المنتجات. وردت الصين بفرض رسوم بنسبة 50% على المنتجات الأمريكية، ليصل إجمالي الرسوم إلى 84%
هذا التصعيد أثر سلبًا على قطاعات متعددة، بما في ذلك الزراعة والتكنولوجيا.
والحقيقة إن هناك حرب ومتنافس على الموارد الطبيعية من المعادن. الأرضية النادرة
والتي تُعد الصين أحد أكبر الموردها ، والتي تُستخدم في صناعات التكنولوجيا المتقدمة والدفاع. في أبريل 2025، فرضت الصين قيودًا على تصدير سبعة من هذه المعادن، مما هدد سلاسل التوريد العالمية، خاصةً في الولايات المتحدة التي تعتمد بشكل كبير على هذه الموارد
وفي مجالات التنافس التكنولوجي تسعى الصين لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجالات التكنولوجيا المتقدمة من خلال مبادرة "صُنع في الصين 2025". وقد حققت تقدمًا ملحوظًا في مجالات مثل السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية والذكاء الاصطناعي. في المقابل، فرضت الولايات المتحدة قيودًا على تصدير التكنولوجيا المتقدمة إلى الصين، مما دفع الأخيرة إلى تعزيز قدراتها المحلية
أخير رغم التصعيد خلال الأشهر الماضية فقد ، أظهرت المحادثات التجارية الأخيرة بين البلدين بعض بوادر التهدئة، حيث تم الاتفاق على خفض بعض الرسوم الجمركية. ومع ذلك، لا تزال التوترات قائمة، خاصةً في ظل التنافس على الهيمنة التكنولوجية والاقتصادية. تشير التوقعات إلى أن العلاقة بين البلدين ستظل متوترة، مع احتمال استمرار التنافس في مجالات متعددة، مما يتطلب إدارة حذرة لتجنب تصعيد أكبر