الخميس 12 يونيو 2025 06:39 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور فتحى الشرقاوى يكتب: سيكولوجية التربيط لشغل المناصب في الجهاز الاداري

دكتور فتحي الشرقاوي
دكتور فتحي الشرقاوي

تحت دعوى الخبرة العريضه لبعض الأفراد واحقيتهم المطلقه في أن يكونوا قاده طوال أعمارهم وكأن لا يوجد غيرهم لديه الجداره والقدرة والقيادة تنتهي قاعدة العداله في إختيار الأفراد للمناصب ذات البريق القيادي الاعلى، والمتابع لمسرح عمليات تعيين وتوظيف الاجهزة الادارية العليا في معظم بلدان العالم النامي في كل مجالات الحياة ،سيجد دون ادنى عناء ظاهرة في حاجه لبحث ودراسه من علماءالانسانيات وهى أن اي مسؤل كبيريترك مكانه سواء بالاقاله ( لفشله في ادارة ملف وزارته) أو لضغط الرأي العام لعدم وجوده، سرعان ما فترة وجيزة نجده وقد توسد وتقلد مكانة قيادية جديدة اخرى في مكان اخر،لا تقل أهمية وميزة عن مكانته الأولى( يقع واقفا كمايقولون في الامثال الشعبية )
ولاشك أن البعض سيطالعنا ببعض المبررات المُعَلبه سابقة التجهيز منتهية الصلاحية لأنهم اناس خارقون يحملون في جيناتهم والخلايا التي بين ضلوعهم بذور التفوق والتماز والابداع التي تؤهلهم بالقطع للنجاح في اي منصب قيادي جديد يتم زرعهم فيه، وعلى الرغم من الوجاهه الشكليه التي يبدو عليها مثل هذا المبرر الواهي الرائع شكلا والممعن في السوء موضوعا، إلا أننامازلنا ننتهجه ولست في حاجه لذكر نماذج بعينها للتدليل ويكفي أن تلقى نظره عابره من هنا وهناك، لكي تدرك تلك الحقيقة الماثله أمام عينيك ولا يسعني في هذا المجال سوى حفنه من التفسيرات النفسيه تعج بها كتب تراثنا النفسي في مجال علم النفس السياسي لسر انتشار تلك الظاهره
مع افتراض حسن النيه بالقطع سأكتفي بتفسيرواحد
منها فقط،على أن يتم استكمال بقية التفسيرات النفسية الاخرى في بوستات لاحقه بإذن الله تعالى
التفسير الاول:
(التربيط) مصطلح سيئ السمعه في المجالين السياسي والاداري ذائع الانتشار بين اوساط المصريين البسطاء، يعني ببساطه أن المسؤل إبان توسده لمكانته القياديه، وقبل تركه إياه، يقوم بالتمهيد( التربيط) مع بعض الجهات والاماكن الاخرى بحيث يضمن خروجه الآمن من هنا الى هناك بمجرد انتهاء ولايته قد يرى البعض ان هذا يمثل توجها مشروعا
ولا غبار عليه انطلاقا من سعي كل شخص للارتقاء والبحث عما يناسبه من مكان ومكانه ونحن بالقطع نرحب بمثل هذا المسلك،لكن كما يقولون الشيطان يكمن في التفاصيل، فقد أشار التراث العلمي في مجال علم النفس السياسي،أن بعض القاده إبان فترة شغلهم لمكانتهم القياديه،خاصه مع دنو واقتراب رحيلهم، قد يلجاون بشكل أو بأخر إلى الافراط في الاتجاه التسهيلي الإداري لبعض الأفراد والجهات،كعربون محبه ومغازلتهم ،انتظارا لما هو آت لاحقا، ( شيلني واشيلك ) وفقا للمثل الشعبي الدارج) إن هذه المعادله ذات النزعه التفاوضيه ( المقايضه) غير الظاهرة والمُعلنه سيئة السمعة،قد تودي بمرور الوقت إلى خلق ظاهرة خنق الكفاءات وعدم اتاحه الفرصه أمامها للظهور ،وهو مايميز مجتمعات العالم الثالث ، ولعل ذلك ما يفسر مدى العقم والجفاف الذي تعانيه تلك المجتمعات في مدى إعدادها لكوادر جديدة قادره على إستكمال المسيرة
وفي نفس الوقت عقم الأفكار وعدم تجددها لثبات نفس الشخص المسؤل وتوسده لعده مناصب واماكن اداريه اخرى
@مجرد_خاطره

ا.د.فتحي الشرقاوي
أستاذ علم النفس السياسي
جامعة عين شمس

سيكولوجية التربيط لشغل المناصب في الجهاز الاداري فتحي الشرقاوي الجارديان المصرية