الجمعة 13 يونيو 2025 11:49 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

محمد الشافعى يكتب : لماذا مصر دون غيرها ؟!

الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى
الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى

في الآونة الأخيرة، تزايدت الدعوات لإرسال قوافل إنسانية من دول مثل تونس والجزائر وليبيا لكسر الحصار عن قطاع غزة، مع التركيز على التظاهر أمام معبر رفح المصري. هذا التوجه أثار تساؤلات ، لماذا يتم اختيار مصر كوجهة رئيسية، رغم وجود دول أخرى مجاورة لإسرائيل مثل الأردن وسوريا ولبنان، أو حتى محاولة الوصول عبر البحر المتوسط؟
** لماذا مصر وليس دول المواجهة الأخرى
صحيح أن هناك دولاً أخرى تتاخم إسرائيل، مثل الأردن وسوريا ولبنان، لكن الواقع الجيوسياسي يُظهر أن:
- الأردن .. لديها معبر "الكرامة" (جسر الملك حسين) وحيث أن العلاقات الدولية للأردن مع أمريكا وأوروبا واسرائيل على مستوى طيب .
- سوريا .. أصبحت العلاقات سوية بينها وبين أمريكا واسرائيل ودول الاتحاد الأوروبى وكما هو متداول سيتم قريبا شبه تواجد علاقات دبلوماسية وتطبيع مع اسرائيل .
- لبنان .. بعد تحييد حزب الله والاتفاق الدولى على ابعاده من الساحة والمواجهة مع اسرائيل وغياب الدور الايرانى المحايد دائما عن لبنان وسورية ، تظهر لبنان كدولة مسالمة يمكن أن تكون التظاهرة من لبنان .
- البحر المتوسط.. يُعد خياراً آخر ، حتى أن إسرائيل تفرض حصاراً بحرياً على غزة، وأي سفن إغاثة تواجه خطر الاعتراض من البحرية الإسرائيلية (كما حدث مع يخت مادلين و اسطول الحرية 2010 ) .
** مصر تقدم مساعدات إنسانية مستمرة عبر رفح، لكن فتح المعبر بالكامل ليس قراراً مصرياً خالصاً، بل هو خاضع لاتفاقيات دولية (مثل "بروتوكول باريس" واتفاقية "فيلادلفيا") تفرض تنسيقاً أمنياً مع إسرائيل. كما أن:
- *مصر تخشى تدفق اللاجئين إلى سيناء، مما قد يُغير التركيبة الديموغرافية ويُهدد الأمن القومي.المصرى
- *الضغوط الأمريكية والأوروبية* على مصر كبيرة لعدم فتح المعبر إلا تحت شروط محددة. وكل هذا من أجل ( التهجير ) الذى ترفضه مصر لعدم ضياع القضية الفلسطينة التى بذلت ولازالت تبذل من أجلها الكثير والكثير من الشهداء والمال والمساعدات .
** هل الهدف "توريط مصر" أم الضغط على إسرائيل
الغرض الأساسي للقوافل هو " كسر الحصار إعلامياً وسياسياً " ، وليس تحميل مصر المسؤولية. لكن المشكلة أن بعض الأطراف تُحمل مصر وحدها مسؤولية فتح المعبر، رغم أن الحصار مفروض أساساً من إسرائيل، والدول العربية الأخرى لم تقدم بدائل عملية.

*لماذا لا يتم الضغط على الجزائر أو تونس أو ليبيا لفتح قنوات دبلوماسية مع إسرائيل؟
** أين دور حكام الدول الداعمة للقوافل؟
السؤال الأهم: لماذا لا تتحرك الحكومات الجزائرية أو التونسية أو الليبية سياسياً في الأمم المتحدة أو عبر تحالفات دولية لفرض فتح المعابر؟
- الضغط الشعبي عبر القوافل قد يكون له تأثير إعلامي، لكنه غير كاف دون ضغط سياسي من حكومات هذه الدول على المجتمع الدولي.
- بعض هذه الدول تتخذ مواقف خطابية قوية، لكنها لا تقدم حلولاً عملية بديلة لمصر.
**هل تسعى القوافل إلى "ترند" أم فعل إنساني حقيقي؟
الحراك الإنساني لمساعدة غزة مطلوب، لكن يجب أن يكون:
- مبنياً على استراتيجية واضحة، وليس مجرد ضغط عاطفي على مصر.
- متوازناً، بمعنى أن يُوجه الضغط أيضاً على إسرائيل والدول الغربية الداعمة لها.
-واقعياً، فمصر لا تستطيع فتح المعبر منفردة دون عواقب سياسية وأمنية جسيمة.


**بدلاً من تحميل مصر المسؤولية الكاملة، لماذا لا تتحول الجهود إلى
-1مقاطعة دولية لإسرائيل* عبر حكومات هذه الدول.
2دعم قضية غزة في المحافل الدولية* (مثل محكمة العدل الدولية)
3إرسال مساعدات عبر منظمات دولية تضغط على إسرائيل للسماح بدخولها.

مصر قدمت وما زالت تقدم الكثير، لكن الحل الجذري لا يكون بمعبر رفح فقط، بل بوقف الحرب والحصار من مصدرهما: الاحتلال الإسرائيلي.

لماذا مصر دون غيرها محمد الشافعى مقالات محمد الشافعى الجارديان المصرية