الجمعة 13 يونيو 2025 12:35 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : فيتامين د...وشباب في الشيخوخة

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

كل كروموسوم من أصل 46 أو 23 زوج يحتوي على جزء طرفي يسمي تيلومير يحمي الكروموسوم ويشبه في موضعه الجزء المعدني الذي يمسك رباط الحذاء من طرفيه حتي لا يهترا او يبلي، ويقوم التيلومير بدور مهم في دعم الشيخوخة الصحية، وحيث أن طول التيلومير يتناسب عكسياً مع عدد مرات انقسام الخلايا، ومن ثم فإنه ومع التقدم في العمر يقصر طوله حتي ينتهي مع موت الانسان حيث لا سبيل للحياة مع انعدام الانقسام الخلوي، لكن الخلايا السرطانية استطاعت التغلب على الموت بوجود أنزيم التيلوميراز والذي يمنح التيلوميرات طولا مستديما ولا يقصر مع التقدم في السن.

أظهرت إحدى الدراسات أن مكملات فيتامين د تساعد على تقليل معدل النقص في طول التيلوميرات والذي يحدث طبيعياً مع التقدم في السن بما يمثل حماية من الأمراض المرتبطة بالعمر والشيخوخة البيولوجية، مما يضيف إلى المكونات الوقائية لفيتامين د والتي يجب على الخبراء أخذها في الاعتبار جنباً إلى جنب مع المخاطر المحتملة، وكانت دراسة نشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية قد أوضحت تأثير مكملات أحماض اوميجا 3 الدهنية وفيتامين د علي تقليل معدل قصر التيلوميرات في خلايا الدم البيضاء مما قد يساعد في إبطاء الشيخوخة البيولوجية ويقي من خطر الوفاة وبعض الأمراض. حيث أنه عندما تصبح التيلوميرات قصيرة جداً، تدخل الخلايا في مرحلة الشيخوخة (حالة عدم الانقسام ) أو الموت الخلوي المبرمج وكلتا الحالتين تسهمان في الشيخوخة والأمراض المرتبطة بالعمر.

فحص الباحثون طول التيلومير في كريات الدم البيضاء في المشاركين الذين تلقوا المكملات والذين تلقوا الدواء الوهمي، حيث بدا أن لفيتامين د تأثيرا إيجابيا على طول التيلومير بين المشاركين الذين تلقوا فيتامين د كان هناك قصر طفيف فقط في طول التيلومير عند عامين وأربعة أعوام ، في المقابل كان هناك قصر كبير في طول التيلومير في مجموعة العلاج الوهمي في كلتا النقطتين الزمنيتين، وبدا أن مكملات أحماض اوميجا 3 الدهنية ليس لها تأثير كبير على طول التيلومير.
معروف أن فيتامين د يدعم العظام والجهاز المناعي ويقلل من الالتهابات، لكن هذه الدراسة ترتبط ارتباطا مباشرا بالحفاظ على التيلومير اي إبطاء شيخوخة الخلايا وهو ما يرتبط بالشيخوخة الصحية والوقاية من الأمراض وهذا سوف يمهد الطريق لارشادات طبية جديدة في المستقبل وسيكون له أثر كبير في الطب الوقائي.
بالنظر إلى توصيات المعاهد الوطنية للصحة NIH فإن أكثر الفئات عرضة للإصابة بنقص فيتامين د هم الرضع الذين لا يحتوي حليب الأم علي وفرة من فيتامين د ، حيث أن الرضع الذين يرضعون رضاعة طبيعية حصرية أو جزئية يحصلون على 10 ميكروجرام mcg أو 400 وحدة دولية IU من فيتامين د يوميا حتي الفطام. والأشخاص الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس بشكل كاف مثل الذين يعيشون في مناخات باردة وخصوصا في فصل الشتاء والأشخاص الذين تجبرهم ظروفهم علي عدم مغادرة المنزل مثل كبار السن أو يعملون في نوبات ليلية أو يغطون بشرتهم لأسباب دينية هؤلاء لا يحصلون على الكمية الكافية من التعرض لأشعة الشمس التي يحتاجها الجسم لإنتاج ما يكفي من فيتامين د والأشخاص ذوي البشرة الداكنة حيث المزيد من الميلانين مما يقلل من كمية فيتامين د التي ينتجها الجلد مقارنة بالأشخاص ذوي البشرة الفاتحة هذا إضافة إلى أن السمنة وحالات الإصابة بالتهاب الأمعاء حيث تقل قدرة الأمعاء علي امتصاص فيتامين د مما يتطلب ضرورة حصول الأشخاص على الكمية الكافية من فيتامين د من أجل شيخوخة صحية.

فيتامين د...وشباب في الشيخوخة دكتور رضا محمد طه الجارديان المصرية