هند منصور تكتب : دفن النساء وهن احياء


تتهم بعدم الوفاء، وقلة الأصل، والشهوانية. وترفض، ويشمئزون منها ويقومون ضدها بثورات إن تزوجت المرأة بعد وفاة زوجها. ولماذا؟!
الحقيقة الى الان لم اسمع اجابة واحدة.
ويمدحونها اذا قبلت ان تحيا وحيدة بعد وفاة شريك حياتها وحملت المسئولية بمفردها، وتتعرض الى الطمع فيها والعروض الدنيئة من قبل رجال كثيرون وتظل تقاوم الى ان تنتصر فى هذه الحرب الشرسة. ويقومون عليها اذا جاء فى مخيلتها ان تبتسم او تضحك بصوت عال او انها تهتم بنفسها او مظهرها، فلابد ان تعيش منكسرة وحزينه ولا تقبل تعزية الله لها. وتتهم انها سيئة الحظ ويلحق بها النحس لانها فقدت زوجها!! ويصبح دورها فى الحياة أن تحيا مع الالم الى ان تمرض وتموت لكى تنال شرف لقب : المرأة الاصيلة والمخلصة والجدعة، وتنال وسام انها امرأة بمئة رجل فى الوقت الذي لا يحتمل فيه الرجل ذاته هذا العناء وليس لدية القدرة على تطبيقه.
والاغرب من هذا انهم يعطون للرجل الحق فى ممارسة حقوقه كإنسان وزواجه مرة اخري بعد وفاة زوجته رأفة به لانه رجل لايحتمل الحياة بدون شريكة حياة وليس لدية القدرة على تحمل أعباء الحياة ورعاية الاولاد بمفرده. ولا ينسون ابدا انه رجل يريد من يرعاه ويعوله وبهتم بشئونه فرفقا به لا تزعجونه.
_ والسؤال هنا
من الأضعف ومن يحتاج اكثر الى الرعاية والاحتضان ومن الاكثر إحتياجاً لمن يحامى عنه ويكون سند له فى الحياة؟!
فى الحقيقة الى الان لم اسمع إجابة مقنعه. لماذا يمارسون قهر المرأة بما يحلونه للرجل رغم أن الإنسان إنسان وكلا منهما له احتياجاته وله قدراته الخاصة على التحمل ولابد من ان يكون له شريك ليدعمه على استمرارية الحياة!!
غرائب يمارسونها!
عندما تمرض الزوجة وتصبح طريحة الفراش متألمة ومعذبة من ألمها الجسدى والنفسي وأيضاً تشعر بالعجز وتُشل حركاتها ولم تكن لديها القدرة على اداء مهامها اليومية التى اعتادت عليها واعتاد الجميع عليها.
حينئذ تقدم النصائح للزوج بكل الحب والإخلاص إنه يتزوج من أخرى ؛ لكي يجد من ترعاه وتسدد احتياجاته النفسية والجسدية وتدير شئون بيته
ويكون عذره الوحيد فى هذه الحالة إنه ليس له قدرة ولا يستطيع إحتمال هذه الالام المبرحه. ويشفقون عليه لان زوجته أصبحت عالة عليه بمرضها. وعدم قدرتها على العطاء كعادتها!
ولكن ان مرض الرجل وأصبح طريح الفراش متألم. لابد ان تجلس زوجته عند قدميه متألمة وحزينة ومكسورة وتقوم بخدمته ورعايته. ولا تقصر فى تدبير بيتها ورعاية أولادها وتقوم بعمل الزوج ان أمكن بدلا منه لتأتى بالمال الذي يدير البيت او تقوم بعملها هى فى الخارج للانفاق على البيت وفى الداخل لتدبير شئون بيتها وكل هذا لكى تنال شرف الزوجة الصالحة الأصيلة.
_ فلماذا لم يكن أيضا الزوج الصالح الأصيل ؟!
إلى الان لم أجد إجابة مقنعه!
غرائب يمارسونها!
عندما يغضب الرجل يقوم بثورة ويرفع صوته ويعلن عن غضبه واستيأه بطرق كثيرة المقبول منها والمرفوض، وبجب على المرأة بعد إهانتها والاساءة لها بكل الطرق المتاحة ان ترضى زوجها وتقوم باحتوائه وتهدء من روعته وتريح أعصابه لكى تأتى بالسلام لبيتها.
أما عن غضب المرأة فهى لابد ان تتحلى . بالصبر والهدوء والمثابرة، ولا ترفع صوتها وقت غضبها، وليس من الأدب ان تنطق بما لايقبل ولابد من إحتمال الزوجة لزوجها ولى نعمتها ولا تكن عابثة الوجه ولاتتكلم كثيرا لكى لايغضب ولا تبكى امامه لكى لا تعكر صفوه وكل هذا لكى تنال شرف انها إمرأه مثالية تحافظ على بيتها وزوجها واولادها ويشهد لها بالحكمة.
_ لماذا كل هذا العناء؟!
لم يكن لدي إجابة !!
ليس هذا فقط بل الكثير والأكثر من الغرائب. ما نسمعه ونتعلمه دون أن نعرف مصدره او مدي صحته اولماذا نفعله من الأساس !
انا لم اكن ضد الهدوء والسلام والتقدير والاحترام ولم اقصد ابدا ان احث المرأة على ترك زوجها اثناء مرضه او على رفع صوتها او الأساءة لمن حولها واستخدام العنف عندما تغضب، لكن كل ما أريد إلقاء الضوء عليه هو.
1_ من أين آتى هذا التعليم والأعراف المضلله؟
2_ لماذا تسلبون المرأة حقها فى بناء حياة جديدة إن أرادت بعد وفاة زوجها. رغم أن الله منحها هذا الحق لادراكه إحتياجاتها كإنسانة؟!
3_ لماذا تكيلون بمكيالين على الانسان ذاته بتكوينه وأحتياجاته المشتركة رجلا كان او امرأة؟
4_ لماذا نحكم على بعض بما لانستطيع فعله بيننا وبين انفسنا؟ ونعلم قدرتنا وندرك تماما إحتياجاتنا لامور نُحرمها على الكثيرين. ولماذا.؟ لكى ننال المدح من أناس غدا تتغير علينا؟!
واخيرا..
فعلا اريد اجابة واضحة لكى تهدء حيرتى من هذه الأمور وغيرها الكثير.