السبت 14 يونيو 2025 05:43 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

منار سعيد تكتب : شبح الحرب الدينية

دكتورة منار سعيد
دكتورة منار سعيد

منذ قيام الثورة الاسلامية في إيران عام 1979 تبنت طهران خطابا معاديًا لإسرائيل واعتبراتها " العدو الأول للمسلمين " وقطعت كل العلاقات الدبلوماسية معها . في المقابل ، تعتبر إسرائيل أن إيران تهديد وجودي ، وخاصة في ظل سعيها لتطوير برنامجها النووي ودعمها لحركات مُسلحة مثل حزب الله في لبنان وحماس في غزة .

وبعد 2011 ، استغلت إيران فوضى "الربيع العربي" لتعزيز نفوذها في سوريا والعراق واليمن ولبنان الأمر الذي أقلق إسرائيل ، التى بدأت تنفيذ عمليات عسكرية مُتكررة لاحباط نقل السلاح الإيراني المتطور لحزب الله وحماس .

وفي أكتوبر 2023 اعلنت إيران دعمها الكامل لعملية "طوفان الأقصى" التى شنتها حماس واعتبرتها ردا مشروعًا على الاحتلال الإسرائيلي . كما حذرت إسرائيل من استمرار " الإبادة الجماعية ضد غزة ". ورغم لهجتها النارية ، لم تشارك إيران بشكل مباشر في الحرب تجنبًا لصراع شامل مع أمريكا وإسرائيل . بينما حافظت على سياسة " الرد بالوكالة " عبر اذرعها في المنطقة دون انخراط عسكري مباشر .

وفي إبريل 2024 ، شنت إسرائيل غارة جوية على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق اسفرت عن مقتل عدد من قيادات الحرس الثوري الإيراني . الهجوم الذي اعتبرته طهران تجاوزا للخطوط الحمراء وردت بعد أسبوعين بهجوم صاروخي واسع النطاق استهدف قواعد عسكرية ومنشآت استراتيجية داخل إسرائيل تم اعتراض معظمها بواسطة الدفاعات الجوية الإسرائيلية بمساعدة أمريكية وبريطانية . وهو ما أدى إلى مزيد من التصعيد الإقليمي .

اتخذت المواجهه بين إسرائيل وإيران عدة اشكال هي :

§ الحرب السيبرانية : حيث تبادلت إيران وإسرائيل على مدى السنوات الماضية عشرات الهجمات السيبرانية حيث استهدفت ايران بنوكًا ومحطات مياه وكهرباء في إسرائيل. وبدورها قامت إسرائيل باختراق أنظمة أمنية ومنشآت نووية إيرانية .

§ الاغتيالات والعمليات السرية :حيث اغتالت إسرائيل علماء نوويين إيرانيين واستهدفت قادة الحرس الثوري في سوريا والعراق .

§ الحرب بالوكالة : من خلال الدعم الإيراني لحزب الله وحماس والحوثيين والجهاد الاسلامي . وقيام إسرائيل بتنفيذ عمليات دقيقة ضد هذه الأطراف دون مواجهه مباشرة مع إيران .

أما الموقف الدولي فقد تنوع بين موقف حذر يدعو للتهدئة مع تأكيد الدعم الشامل لإسرائيل تترأسه الولايات المتحدة . ومتفرج يقف مكتوف الأيدي كونه لا يمتلك نفوذًا حقيقيًا على أيا من الطرفين تمثله دول أوربا . وموقف ثالث مؤيد للموقف الإيراني في سياق توترعلاقته بالغرب وتترأسه روسيا والصين .

كل هذه التصعيدات وصلت بنا إلى النقطة التى نقف عندها الأن ونحن على أعتاب حرب إقليمية شاملة . بغض النظر عن توقيت وقوعها فهي قادمة لا محالة . أتوقع بشدة أن تكون حربًا دينية مُقنعة. وإن بدت استراتيجية في الأونة الأولى إلا أنها سرعان ما ستكشف عن وجهها الحقيقي . حرب دينية ضد الباطل، ضد كل ما هو "صهيوني" . حرب سيُرد فيه الحق إلى أصحابة ويعود الأقصى للفلسطينينن والمسلمين جميعًا. قال الله تعالى " وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5) . صدق الله العظيم .

منار سعيد مقالات منار سعيد شبح الحرب الدينية الجارديان المصرية