الأحد 15 يونيو 2025 12:54 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

السيناريست عماد النشار يكتب : صراع وجود... أول مواجهة مباشرة بين النظام الإيراني والكيان الصهيوني

السيناريست عماد النشار
السيناريست عماد النشار

ببساطة، ودون تنظير و"فزلكة"، أو لعب دور الخبير الاستراتيجي والعسكري والسياسي، ما يحدث الآن هو صراع وجود، والذي يجري ليس مجرد تصعيد عابر ولا ضربة وردّ كما اعتدنا في السنوات الماضية نحن أمام أول مواجهة مباشرة وصريحة بين النظام الإيراني (نظام الملالي) والكيان الصهيوني المجرم، بعد عقود من الحروب بالوكالة والضربات "المدروسة"، إيران وإسرائيل وجهاً لوجه، لأول مرة دون قناع، دون وسطاء، ودون خطوط خلفية، النظام الإيراني"النظام الملالي" يدافع عن بقاءه، والكيان الصهيوني المجرم يضرب ليُنهي ما يعتبره تهديدًا وجوديًا،وكل ما كان يُدار في الظل، بات الآن في وضح النهار.
ففي فجر الجمعة، شنّت إسرائيل ضربات عسكرية واسعة وغير مسبوقة على مواقع حساسة في عمق إيران، شملت منشآت نووية، ومراكز تطوير صواريخ، ومقار للحرس الثوري، وأسفرت عن مقتل شخصيات بارزة في المؤسسة العسكرية والعلمية الإيرانية.

الرد الإيراني جاء سريعًا وعنيفًا، إذ أطلقت طهران مئات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه تل أبيب ومدن أخرى، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وتدمير جزئي للبنية التحتية في عدة مواقع استراتيجية داخل الأراضي المحتلة.
هذه ليست معركة عادية، إنها معركة بقاء،
النظام الإيراني يخوض اليوم حرب البقاء الأخيرة، بعد أن تم قطع أذرعه الإقليمية،في لبنان حزب الله يتعرض لخسائر متواصلة ويُحاصر سياسيًا وعسكريًا،
في سوريا النفوذ الإيراني يُستنزف بقصف إسرائيلي دائم،في غزة، الحصار الإسرائيلي والدولي يضرب المقاومة، بينما الدعم الإيراني يعاني شللًا كبيرًا، ولا يتبقى غير الذراع الحوثي في اليمن الذي مازال يناوش من بعيد رغم القصف الصهيو امريكي العنيف .
الكيان الصهيوني من جهته، يرى أن اللحظة قد حانت لتوجيه الضربة القاضية للمشروع الإيراني في المنطقة، والانتقال من الدفاع إلى الهجوم الاستراتيجي لإنهاء تهديده بشكل مباشر،بينما خلف الكواليس معسكران عالميان يتصارعان، فالمعركة التي نشهدها ليست محلية فقط، بل تقف خلفها قوى دولية كبرى.
إيران تحظى بدعم لوجستي واستخباراتي من روسيا والصين وباكستان، إلى جانب دعم تقني وتسليحي من كوريا الشمالية التي تربطها بطهران شراكات عسكرية طويلة ومعروفة في مجال الصواريخ وتكنولوجيا الأسلحة.
في المقابل، الكيان الصهيوني يتلقى دعماً أمريكيًا غير محدود سياسيًا وعسكريًا، إضافة إلى دعم واضح من الهند وعدة دول أوروبية رغم أنها تعاني من أزمات داخلية خانقة، تحاول حكوماتها تغطيتها من خلال إشغال الشعوب بسيناريوهات الحروب والصراعات الخارجية.
الخلاصة،المنطقة أمام صراع وجود حقيقي،لم يعد هناك مجال للتفاوض أو الخطوط الحمراء،كل طرف يعرف أن بقاءه مرهون بكسر الطرف الآخر، وليس فقط بإضعافه، وإذا استمرت هذه المواجهة بنفس الوتيرة، فنحن أمام احتمال حقيقي لانفجار إقليمي شامل، قد يتجاوز الحدود، ويغير شكل الشرق الأوسط لعقود قادمة.

السيناريست عماد النشار صراع وجود... أول مواجهة مباشرة بين النظام الإيراني والكيان الصهيوني الجارديان المصرية