الإثنين 14 يوليو 2025 06:38 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

منتهى الحرية

هيثم جويدة يكتب: رسالة بلا ضجيج

الإعلامى هيثم جويدة
الإعلامى هيثم جويدة

في كل لحظة اشتداد كانت عيون المصريين تتجه إلى جيشهم لا خوفا بل اطمئنانا، فالرابط بين الشعب وقواته المسلحة ليس لحظة عابرة، بل جزء أصيل من الوعي الوطني ترسخ عبر التجربة والتاريخ بأن هذا الجيش لا يخذل ولا يغيب، ومرورا بما يحدث الان في المنطقة ظهرت اسئله من الهامش إلى العلن كلما تصاعد دخان التوتر في منطقة مشتعلة، وهذا الاسئله لا تأتي من فراغ، بل من شواهد يومية تتكرر وتتمدد على حدود السياسة والجغرافيا.. هل تشهد مصر صراعا عسكريا قريبا أم أن ما نراه مجرد ضجيج إقليمي تعودنا عليه هذا السؤال لا يعني رعبا ولا قلقا بل ناتج عن وعي شعبي متجدد بتاريخ دولة لا تتحرك إلا حين يجب أن تتحرك، والسياسة المصرية في السنوات الأخيرة أثبتت أنها تعمل بدبلوماسية وتسعى لحقن الدماء وتؤمن بأن الحوار دائما أسبق من الصدام، وتحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي اختارت مصر أن تكون طرفا فاعلا في استقرار المنطقة لا في إشعالها، والرئيس يعرف جيدا كيف يوازن بين الحكمة والحسم وكيف يضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار، وفي قلب هذه الرؤية المستقرة يظل الرابط الأبدي بين الشعب المصري وجيشه أحد أعمدة الثقة الكبرى فهذا الرابط لم يكن وليد اللحظة بل هو في عمق الشخصية الوطنية من جيل الأجداد الذين صمدوا في وجه الاحتلال إلى بطولات الجيش في عدوان ٥٦ مرورا بانتصار أكتوبر ٧٣ الذي أعاد الكرامة للوطن وصولا إلى ثورة ٣٠ يونيو التي حمى فيها الجيش إرادة الملايين وأنقذ البلاد من الفوضى لم يكن الجيش يوما غائبا عن نداء الوطن ولم يتردد لحظة في تلبية صوت الشعب وظل دوما الحصن والسند وبينهما حدوتة مصرية خاصة لا تشبه سواها ترابط لا يصطنع، بل ينبض من الوجدان المصري نفسه، علاقة صنعتها المواقف ورسختها اللحظات المصيرية، وفي غزة تواصل مصر جهودها للتهدئة وتحتفظ بدورها التاريخي كوسيط يحظى بثقة كل الأطراف وفي السودان ورغم التحديات القائمة على الحدود تتعامل الدولة المصرية مع الأزمة بروح المسؤولية وتقدم المساعدات الإنسانية دون الانجرار إلى أي صدام وستظل تقدم الدعم، كما تعاملت مصر أيضا في ملف سد النهضة منذ البداية بمنتهى الصبر السياسي وظل المسار التفاوضي هو الخيار الأول رغم أن الدولة لا تغفل أدواتها الأخرى، فالجيش المصري بقوته وتجهيزه ومكانته الإقليمية لا يتحرك بدافع القلق بل بدافع الاستعداد الدائم لحماية الأمن القومي، والتجهيز هنا ليست دعوة لحرب بل ضمان للسلام، فمصر لا تبدأ معارك لكنها لا تتراجع أمام تهديد ولا تسمح لأحد بأن يقترب من ثوابتها، ولا توجد مؤشرات حتى الآن على أن البلاد تتجه إلى صدام أو حرب وما يدور في المنطقة تراقبه الدولة بدقة ولكن بإيقاع راسخ.. الأمن مستقر والمؤسسات تعمل والشعب واعي والرسائل تخرج إلى الخارج بلغة القوة المحسوبة وتبقى مصر كما عرفناها دولة تدعو للسلام وتحمي شعبها بوعي وتحسم خياراتها في التوقيت الذي تراه مناسبا دون تهويل أو تردد.

هيثم جويدة مقالات هيثم جويدة منتهى الحرية رسالة بلا ضجيج الجارديان المصرية