محمد الشافعى يكتب : هل الحرب بين إيران وإسرائيل مسرحية مُصنَّعة ؟


في خضمّ المشهد المُعقَّد للتوترات بين إيران وإسرائيل، تبرز أسئلة مشروعة حول حقيقة ما نراه: هل هو صراع حقيقي أم مسرحية مُخرَجة بذكاء؟ هل الأسلحة والضربات المتبادلة مجرد أدوات في لعبة كبرى تُدار من خلف الكواليس؟ والحقيقة أن الإجابة ليست بسيطة، فالصراع له جذور تاريخية وجيوسياسية عميقة، لكنّ أدوات تنفيذه وتصويره الإعلامي قد تحوّلت إلى جزء من "صناعة الحرب" التي تخدم مصالح متشابكة ، أوتسلية للشعوب أن تشاهد على الهواء مباشرة حربا بالطائرات والصواريخ والمدافع والبوارج كأنها أفلام هوليوود .
**الأهداف الخفية: مَن المستفيد
اقتصاد السلاح: لا شك أن الحروب تُغذّي سوق الأسلحة العالمية، والدول الكبرى (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، وأوروبا) هي المُصدر الأكبر لهذه الأسلحة .. كل موجة توتر تفتح أبواب صفقات جديدة، سواء لإسرائيل (التي تمولها أمريكا بشكل شبه كامل) أو لدول الخليج وحلفاء إيران.
الهيمنة السياسية : الصراع يستخدم كورقة ضغط لتعزيز النفوذ الإقليمي والدولي.. أمريكا تحتاج إلى وجود عدو مثل إيران لتبرير وجودها العسكري في الشرق الأوسط، وإيران تستخدم "مقاومة إسرائيل" كشعار لشرعيتها الداخلية والإقليمية.
إلهاء الشعوب: في الداخل الإسرائيلي والإيراني، يُحول الصراع إلى أداة لطمس الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.. فالشعوب المنهكة من التضخم والفساد توجه نحو "العدو الخارجي" كي لا تثور على أنظمتها.
**المسرحية وأبطالها: هل الظاهر هو الحقيقة؟
* إسرائيل وإيران : قد يبدوان كخصمين أبديين، لكن المواجهة المباشرة بينهما محدودة ومحسوبة .. الضربات التصعيدية (مثل ضرب السفارة الإيرانية في دمشق أو الهجوم الإيراني على إسرائيل) كانت مخططا لها بدقة لتجنب الانفجار الشامل. أو الضرب المتبادل بالمسيرات والصواريخ .
*أطراف أخرى ستظهر: إذا اشتد الصراع، قد نرى تدخلا أمريكيا مباشرا، أو انهيارا في التفاهمات السرية بين طهران والدول الغربية ، كما أن حلفاء مثل حزب الله أو الميليشيات العراقية قد يسحبون إلى الحرب، مما يخرجها عن السيطرة.
النتائج غير الواضحة: الكل خاسر إلا صناع الموت
* الخسائر البشرية : الضحايا دائما هم المدنيون والعسكريون الصغار، بينما النخب الحاكمة وصناع القرار في مأمن لأنهم يلعبون من أجل المصالح .
* تدمير البنى التحتية : كل صاروخ يطلق يعيد المنطقة عقودا إلى الوراء، بينما تبنى القواعد العسكرية والأنظمة الأمنية على أنقاض حياة الشعوب .
* استمرار الحلقة المفرغة : الحرب لا تنتج أمنا، بل تغذي الكراهية وتعيق أي فرص للسلام. وتعمل على اضعاف الجانب النفسى للشعوب وهو ما يستمر لعقود طويلة بين المتناحرين .
** كيف نحمي الإنسانية من آلة الحرب
** فضح اقتصاد الصراع : يجب كشف شبكة مصانع السلاح والوسطاء الذين يثرون من نزيف الشعوب.
** دعم الدبلوماسية : الحلول السياسية هي الوحيدة القادرة على كسر الحلقة، حتى لو كانت هشة. ، فلايمكن أن تكون أى حرب هى الحل بل الجلوس على طاولة المفاوضات هى الحل الوحيد وذلك للحفاظ على الانسان .
** التضامن الإنساني : مقاومة الترويج للعداء عبر الإعلام، والتركيز على القيم المشتركة بين الشعوب بدلا من خطابات الكراهية ، وثأر الدم .
** الحرب ليست مسرحية بالكامل، لكنّها تدار كجزء من لعبة مصالح لا تبقي ولا تذر.. المسرح الحقيقي ليس سماء الشرق الأوسط المليئة بالصواريخ، بل غرف القرارات المغلقة حيث تباع الأسلحة وتشترى الولاءات.. أما النهاية، فستكتبها الشعوب إذا رفضت أن تكون وقودا لهذه الآلة
** ويا قادة الشعوب .. ان الصواريخ والبوارج والأسلحة النووية لايمكن لها أن تقيم الأمن ولكنها على العكس تحطم كل ما يبنيه الأمن .. وعلينا من أجل شعوبنا من أجل حضارة صنعها الإنسان أن نحمى الإنسان فى كل مكان من سلطان قوة السلاح