وجيه الصقار يكتب : أول القصيدة ..تسريب !


لم نكد نبدأ صباح أول أيام الامتحانات فى الثانوية العامة المصيرية لمستقبل أبنائنا، حتى طيرت الأنباء أخبار تسرب امتحان التربية الدينية، وما أن انتهى حتى انتشرت أسئلة امتحانات التربية الوطنية، مع قرارات الوزارة بالتهديد والوعيد كالعادة. المهم عندها أن تكذب الحقائق، مع أنها الضحية فى هذه القضية، لأن التسريب والغش موروث الفساد الذى غاص فيه التعليم المصرى. الذى انصرف إلى المظاهر والشكليات بدليل عناوين التطوير السنوية التى مزقت الثانوية ولم تبق فيها شيئا ذا جدوى، بداية بالمناهج التى أصبحت قشورا تعليمية لا تتناسب والتأهيل للتعليم الأعلى المتخصص، وذلك تحت شعار تخفيف المناهج وهو الشعار الذى أطاح عمليا بالشهادة الثانوية، وترسخت صيغة الغش وعششت فى العقول حتى أصبحت نوعا من الإنسانية، مما يبشر بالشؤم لأبنائنا المجتهدين والآباء الذين طفحوا الدم بمعنى الكلمة طوال العام الدراسى، بدءا من أغسطس الماضى بين دروس خصوصية لكل مادة حتى اللغة الفرنسية غير المضافة، مما يتطلب حسما أكثر لهذه الفوضى السنوية خاصة فى مراكز البلطجة السنوية للغش، نتمنى أن تواجه الوزارة ظاهرة الغش والتسريب وليس بالهروب بأن الامتحان المسرب ليس حقيقيا أو خطأ ، وصيغة التهديد التى ثبت أنها للإعلام وليس للغشاشين، ونتائج الكليات تكشف مستويات الطلاب الأصلية فى السنة الدراسية الأولى.. إن ظاهرة الغش تضعف جودة التعلم وتفقد أمل الوطن فى أجيال علمية متقدمة، ويعنى ذلك مزيدا من النكبات الوطنية بعد ضياع سمعة المؤسسات التعليمية، التى أصبحت هياكل لا علاقة لها عمليا بتربية أو تعليم وصياغة الأجيال المستقبل، الحقيقة إن الوزارة تحتاج آلية جديدة لمواجهة تلك الظاهرة والنظر جديا فى فرض العقاب القاسى لمن يساعد فى الغش..الأمل كبير فى معالجة هذا المرض السرطانى المزمن الذى ندفع ثمنه الآن من تخلف واستيراد كل شئ بما لا تفعله حتى الدول المتخلفة، فالتعليم الجيد هو المنقذ الوحيد فى جودة الكوادر البشرية في المجتمع.