محمد الشافعى يكتب : أين دور العرب في الحرب بين إيران وإسرائيل


في ظل التصعيد المستمر بين إيران وإسرائيل، والتأييد الغربي الكاسل لإسرائيل، يبرز سؤال محوري" أين دور العرب" فبينما نرى الدعم الأمريكي والأوروبي المطلق للكيان الصهيوني، نجد أن الموقف العربي يتراوح بين الصمت المشبوه والتبعية الواضحة للقرار الغربي.
إيران بين الضحية والأداة الغربية
إيران تقدم نفسها كضحية للعدوان الإسرائيلي، لكنها في الحقيقة لعبت لعبة خطيرة منذ ثورة 1979، حيث أصبحت أحد أذرع الغرب في المنطقة لتحقيق أهداف استراتيجية، منها:
1- إضعاف العراق .. بعد حرب الثمانينيات، ثم إسقاط نظام صدام حسين عام 2003، مما فتح الباب أمام النفوذ الإيراني.
2- التدخل في شؤون الدول العربية .. عبر الميليشيات الطائفية في لبنان واليمن وسوريا والعراق، مما زاد من تفكك المنطقة.
3- إشغال العالم العربي .. بقضايا مذهبية وصراعات داخلية بدلاً من مواجهة إسرائيل.
والسؤال الآن هل ما يحدث هو ( تمهيد للقضاء على إيران) بعد أن أنهت دورها في خدمة المخطط الغربي، فبعد أن ساهمت في تفتيت العراق وإشعال حروب بالوكالة، هل حان وقت التخلص منها كجزء من لعبة أكبر؟
هل هناك مخطط لسايكس-بيكو جديد
التاريخ يعيد نفسه، والغرب لا يغير أساليبه. بعد اتفاقية ( سايكس-بيكو) 1916 التي قسمت المنطقة العربية إلى دويلات ضعيفة، قد نكون أمام صفقة جديدة " صفقة القرن " لإعادة تشكيل الشرق الأوسط ، من خلال العمل على
- إضعاف إيران وتفكيكها إلى كيانات طائفية.
- إبقاء إسرائيل كقوة مهيمنة* تحت الحماية الغربية.
- إعادة تقسيم الدول العربية إلى كيانات هشة، خاصة بعد فشل الربيع العربي.
بعد الفشل هل يعاد الربيع العربي مرة أخرى
الربيع العربي كان تجربة فاشلة بامتياز، حيث تحولت الثورات إلى فوضى وحروب أهلية، لكن ذلك لا يعني أن المحاولة لن تتكرر، الغرب يعيد ترتيب الأوراق، وقد نرى ( موجة جديدة من الاضطرابات) لضمان بقاء المنطقة ضعيفة ومقسمة، من أجل الثروات ومصادر الطاقة فى منطقة الشرق الأوسط
وفى هذا الخضم الهائل من الأحداث والمؤامرات وتحركات أجهزة المخابرات الغربية والإقليمية فأين دور العرب وما هو المطلوب من الحكومات العربية
** الوحدة والاستقلال عن الأجندات الخارجية ، وعدم الانجرار وراء صراعات لا ناقة لنا فيها ولا جمل.
** موقف موحد ضد أي عدوان، سواء من إسرائيل أو إيران، لأن كليهما خطر على الأمن العربي.
** إعادة بناء القوة الذاتية عسكريا واقتصاديا، لأن الضعف يجعلنا لقمة سائغة ، تأكل من أى منهما سواء ايران أو اسرائيل أو من يشغلهما
العرب اليوم أمام مفترق طرق.. إما أن يستفيقوا ويأخذوا زمام المبادرة، أو يظلوا " مجرد مشاهدين" في لعبة الكبار التي ستطحنهم عاجلًا أم آجلًا السكوت ليس خيارًا، فالتاريخ لا يرحم الضعفاء