محمد الشافعى يكتب : إسدال الستار على المسرحية الكوميدية الذكاء الاصطناعي والحرب بالوكالة


بكل براعة وإخراج هوليوودي، أسدل الستار أمس على آخر حلقات المسرحية الكوميدية الساخرة التي حملت عنوان "مواجهة إيران وإسرائيل"، من تأليف وإخراج الولايات المتحدة الأمريكية، وبطولة كل من إسرائيل وإيران، بدور البطولة المزيفة، بينما اقتُصر دور الدول العربية على الكومبارس الصامت، الذي يرقب المشهد من خلف الستار، بينما العالم كله يشاهد العرض المباشر عبر الشاشات الفضائية
المشهد الأول: صواريخ بلا ضحايا!
لقد كانت المسرحية مذهلة في إخراجها ، صواريخ تنطلق في سماء الشرق الأوسط، وانفجارات تُبث على الهواء مباشرة، لكن الغريب أن المستشفيات لم تُعلن عن سقوط قتلى أو جرحى .. الكل يطلق النيران، لكن لا أحد يُصاب! لقد نجح الذكاء الاصطناعي في صناعة مشاهد الحرب دون حرب، وصناعة الرعب دون ضحايا، فقط مشاهد مُعدة مسبقًا باحترافية تثير الضحك أكثر من الخوف.
المشهد الكوميدي الأخير: ضرب الخليج والمطارات المتعطلة
ولم تخلُ المسرحية من لمسة كوميدية سوداء، عندما أُعلن عن ضرب بعض دول الخليج وتعطيل المطارات لبضع ساعات، وكأنها إشارة تحذيرية: انتبهوا.. الحرب قادرة على الوصول إليكم إن شئنا .. لكنها كانت مجرد ديكور لإثارة الرعب المؤقت، قبل أن تُكشف الأوراق ويُعلن عن "وقف إطلاق النار الاستعراضي" بين إيران وإسرائيل.
النهاية المتوقعة.. المصالح فوق كل شيء
المسرحية انتهت كما بدأت.. اتفاق خلف الكواليس، لأن الجميع يعلم أن إيران وإسرائيل هما ، وجهان لعملة واحدة، يديران حربًا بالوكالة لصاحبهما الحقيقي ،الغرب وأمريكا . فإيران تُحرك الميليشيات، وإسرائيل تُهدم غزة، وتركيا تلعب على كل الحبال، بينما العرب يُجرون إلى مزيد من التقسيم والضعف.
رسالة إلى العرب: كفى خداعًا
لقد سئمنا هذه المسرحيات الهزلية التي تُقدم لنا على أنها صراعات وجودية، بينما الحقيقة هي أن إيران وإسرائيل وتركيا ، جميعهم أدوات في يد القوى الكبرى، يُحاربون حين يُطلب منهم ذلك، ويتصالحون عندما تُدار الصفقات. والعرب هم من يدفعون الثمن ( أرضا تسلخ، ومضائق تسيطر عليها قوى خارجية، واقتصاد يُختنق)
فهل آن الأوان لليقظة
هل نستمر في دور المتفرج الساذج، أم نرفض المشاركة في كومبارس هذه المسرحية المبتذلة؟
كفى أوهامًا.. فالحرب الحقيقية هي حرب الوعي