ميلاد يونان يكتب : المستأجر يصرخ... ويستجير!


المستأجر يصرخ... ويستجير!
باسم الواحد الأحد... أنقذونا قبل أن تهجّرونا!
يا أولي الأمر، يا من ائتمنكم الناس لتكونوا نوابًا ومشرّعين... استفيقوا من فضلكم!
لا تلهيكم زينة المناصب ولا تشتّتكم زحمة القوانين عن صرخة المطحونين.
هؤلاء صوت الإنسان...
هؤلاء الطبقة التي تحمّلت العبء دومًا في صمت.
هؤلاء "عصب المصريين"… البركان الذي يغلي في الداخل، وإن انفجر، فلن تُجدي نفعًا الأعذار ولا الندم.
لا تستهينوا بدعائهم عليكم، ولا تجعلوا القانون أقسى من الرحمة.
ولا تشرعنوا الظلم تحت لافتة "التنظيم".
الحق في السكن ليس نقاشًا قانونيًا، بل مبدأ دستوري، وركيزة من ركائز العدالة الاجتماعية.
البيوت تُبنى بالطوب، لكن لا تُعمّر إلا بالطمأنينة.
راجعوا قانونكم المسمّى "تحرير العلاقة الإيجارية".
من أي برج عاجي كتبتموه؟!
أي عدالة تلك التي تهدم بيوتًا عامرة بالذكريات، وتُسلب منها أرواح سكنتها؟!
أسرٌ لا تملك إلا الأمل، وأوجاعٌ مكتومة "باسم الستر"، مدفونة في الداخل كأنها أسرار.
أقولها بصراحة: ما تفعلونه ليس تصحيح مسار، بل تعدٍ على حقوق ثابتة…
تعدٍ على الأمان والذكريات، على ماضٍ بُني بالعرق، ومستقبل يُسحق بالخوف والانهيار!
المستأجر ليس مغتصبًا… بل إنسانٌ بنى حياته على عقد قانوني،
دفع فيه خلوًا ومقدمًا وتشطيبات، واستقر سنوات يحمد الله على "بيته"... لا مجرد "شقة إيجار".
ثم، وبكل برود، تقولون: "موعدكم مع التهجير المقنّن بعد سنوات"!
ـ عيبٌ، بل وصمة، أن يصبح حلم ملايين المصريين: فقط البقاء في بيوتهم!
ـ لسنا ضد المالك، ولسنا دعاة فوضى…
نحن مع العدالة التي توازن بين الحق والرحمة.
مع قانون يسمع صوت الطفل الذي يقول:
"أنا مش عايز شقة أوسع… أنا عايز بيتنا".
حتى الصغير، يرفض البديل... لأنه لا يبحث عن مساحة، بل عن أمان.
السكن ليس رفاهية، بل كرامة.
والشقة ليست جدرانًا… بل وطن صغير لا يُعوّض.
فلا تنزعوا سقف الأمان من فوق رؤوسنا.
ولا تظنوا أن الجدران أغلى من الأرواح التي عاشت فيها.
أدعو أصحاب القرار:
لا تُسرعوا بقرارات تشريد اجتماعي ونفسي، حتى لو غُلفت بقوانين.
وعيب، كل العيب، أن يُقال للمستأجرين فجأة:
"موعدكم مع الطرد بعد سنوات"…
وكأن البيوت كانت استعارة، وكأن العمر كله كان مؤقتًا،
وكأن العدالة… أصبحت خصمًا للفقراء