السبت 28 يونيو 2025 02:38 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

ميلاد يونان يكتب : المستأجر يصرخ... ويستجير‎!‎

الكاتب الكبير ميلاد يونان
الكاتب الكبير ميلاد يونان

المستأجر يصرخ... ويستجير‎!
باسم الواحد الأحد... أنقذونا قبل أن تهجّرونا‎!‎
يا أولي الأمر، يا من ائتمنكم الناس لتكونوا نوابًا ومشرّعين... استفيقوا من فضلكم‎!
لا تلهيكم زينة المناصب ولا تشتّتكم زحمة القوانين عن صرخة المطحونين‎.‎
هؤلاء صوت الإنسان‎...
هؤلاء الطبقة التي تحمّلت العبء دومًا في صمت‎.
هؤلاء "عصب المصريين"… البركان الذي يغلي في الداخل، وإن انفجر، فلن تُجدي نفعًا الأعذار ولا الندم‎.‎
لا تستهينوا بدعائهم عليكم، ولا تجعلوا القانون أقسى من الرحمة‎.
ولا تشرعنوا الظلم تحت لافتة "التنظيم‎".‎
الحق في السكن ليس نقاشًا قانونيًا، بل مبدأ دستوري، وركيزة من ركائز العدالة الاجتماعية‎.
البيوت تُبنى بالطوب، لكن لا تُعمّر إلا بالطمأنينة‎.‎
راجعوا قانونكم المسمّى "تحرير العلاقة الإيجارية‎".
من أي برج عاجي كتبتموه؟‎!
أي عدالة تلك التي تهدم بيوتًا عامرة بالذكريات، وتُسلب منها أرواح سكنتها؟‎!
أسرٌ لا تملك إلا الأمل، وأوجاعٌ مكتومة "باسم الستر"، مدفونة في الداخل كأنها أسرار‎.‎
أقولها بصراحة: ما تفعلونه ليس تصحيح مسار، بل تعدٍ على حقوق ثابتة‎…
تعدٍ على الأمان والذكريات، على ماضٍ بُني بالعرق، ومستقبل يُسحق بالخوف والانهيار‎!‎
المستأجر ليس مغتصبًا‎… ‎بل إنسانٌ بنى حياته على عقد قانوني،‎
دفع فيه خلوًا ومقدمًا وتشطيبات، واستقر سنوات يحمد الله على "بيته"... لا مجرد "شقة إيجار‎".‎
ثم، وبكل برود، تقولون: "موعدكم مع التهجير المقنّن بعد سنوات‎"!
ـ عيبٌ، بل وصمة، أن يصبح حلم ملايين المصريين: فقط البقاء في بيوتهم‎!‎
ـ لسنا ضد المالك، ولسنا دعاة فوضى‎…
نحن مع العدالة التي توازن بين الحق والرحمة‎.‎
مع قانون يسمع صوت الطفل الذي يقول‎:
‎"‎أنا مش عايز شقة أوسع… أنا عايز بيتنا‎".‎
حتى الصغير، يرفض البديل... لأنه لا يبحث عن مساحة، بل عن أمان‎.‎
السكن ليس رفاهية، بل كرامة‎.
والشقة ليست جدرانًا… بل وطن صغير لا يُعوّض‎.‎
فلا تنزعوا سقف الأمان من فوق رؤوسنا‎.
ولا تظنوا أن الجدران أغلى من الأرواح التي عاشت فيها‎.‎
أدعو أصحاب القرار‎:
لا تُسرعوا بقرارات تشريد اجتماعي ونفسي، حتى لو غُلفت بقوانين‎.‎
وعيب، كل العيب، أن يُقال للمستأجرين فجأة‎:
‎"‎موعدكم مع الطرد بعد سنوات‎"…
وكأن البيوت كانت استعارة، وكأن العمر كله كان مؤقتًا،‎
وكأن العدالة… أصبحت خصمًا للفقراء

ميلاد يونان مقالات ميلاد يونان المستأجر يصرخ... ويستجير‎!‎ الجارديان المصرية