وجيه الصقار يكتب : المواطن .. بلا ثمن !


كشف حادث وفاة 19فتاة بأشمون كثيرا من مفاهيم الدولة تجاه المواطن، وبرغم الكارثة لم يذهب مسئول كبير واحد ولو من باب العزاء، بداية من المحافظ والوزراء المعنيين لمواساة أهالى الضحايا المصريين لأن أى حادث يؤلمنا جميعا فلا نستطيع حتى النوم، حزنا على هؤلاء الغلابة البؤساء الذين يجرين على الطرقات مع المصاعب ثم يرجعن لأهليهم فى أكفان، ولم نسمع إجراء عاجلا لمساعدة أو حضور المحافظ أو وزراء التضامن والعمل والتنمية المحلية والنقل، لأنهم جميعا فى مصيف العلمين "مش فاضيين" للشعب ، بما يعتبر احتقارا صريحا للضحايا والشعب ، أوحتى لكشف أسباب الحادث على الطبيعة، وكيفية منع تكراره مما يجعل الأهالى يحسون أن الحكومة المعدومة لا تعيش صدمتهم. إلا أن يكون استخفافا واحتقارا للمواطن، بدءا بإقامة طرق غير صالحة أو آمنة، لدرجة تكرار الحوادث بلا مبالاة حسب الأهالى، وكنت أحسب أن المسئولين سيقدمون العزاء ولو إعلاميا، ونجد غياب متابعة السيارات الكبيرة والتى تسير مسافات بعيدة مثل التريلا والتى يستعين فيها السائق أحيانا بالمخدرات التى تطيح بعقله لدرجة انقلابها برغم أنه مر على كمائن كثيرة طوال الليل، ثم مشكلة سائق الميكروباص الذى يضع 19 بنتا فوق بعضهن فى السيارة فى غياب المرور الكامل، أو ربما يتلقى بعضهم إكراميات رايح جاى، ثم مشكلة أن معظم هؤلاء البنات فى سن صغيرة يعملن فى مصانع أو مزارع، يتستر المسئولون عليهم لمخالفة القانون، وبعدها تم دفن الضحايا فى عجالة كأن لم يكن.. على المواطن أن يدرك أن تلك نهايته بلا حتى عزاء، فالنعوش تنتظره ليكون ضحية المسئولين .