الأحد 29 يونيو 2025 05:12 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : التوحد...هل اصبح وباء مستفحل ؟

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

التوحد هو اضطراب عصبي يصيب الأطفال في الغالب مما يترتب عليه ضعف في تفاعل الطفل اجتماعياً مع صعوبة في تطوير علاقات اجتماعية عادية وفي استخدام اللغة والتحدث بها ومن ثم يظل حبيس أنماط سلوكية متكررة ولا يتفاعل بصورة طبيعية عند توجيه الحديث إليه نظرا لقلة اهتمامه بالآخرين.
خرجت مؤخرا تصريحات عن التوحد مبنية على تقارير بحثية تفيد بتزايد حالات التوحد في الآونة الأخيرة خاصة مع زيادة الوعي بتشخيصاته وتعقيداته، حيث ساهمت المنشورات علي منصات التواصل الاجتماعي في تعزيز الوعي بالتوحد وقبوله وكذا إبلاغ المستخدمون عن تجاربهم الشخصية في تلقي تشخيص بهذه الحالة العصبية النمائية والتعايش معها. وقد قدم روبرت كينيدي الإبن وزير الصحة الأمريكي خلال مؤتمر صحفي في 16 ابريل 2025 تقرير جديد صادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC حول انتشار التوحد وصرح بأن حالات التوحد أخذة في الارتفاع للدرجة التي أصبح فيها حالة طوارئ صحية كالوباء في الولايات المتحدة الأمريكية حيث بلغت النسبة طفلاً واحداً من كل 44 طفلاً في عام 2021، والسبب كما صرح هو السموم البيئية.
كما أنه وعلى مدى العقود القليلة الماضية توسع تعريف التوحد حيث كان التشخيص في السابق يقتصر على الأفراد ذوي الاعاقات الشديدة ، مع إصدار الدليل التشخيصي والاحصائي للاضطرابات العقلية DSM-5 تم دمج حالات أخرى مثل متلازمة اسبرجر واضطراب النمو الشامل جميعا أصبحوا تحت مصطلح "اضطراب طيف التوحد ASD. ادي هذا وعوامل أخرى إلي زيادة تشخيصات التوحد على مر السنين بما في ذلك تحسين الفحص والتشخيص المبكر وزيادة الوعي ومن ثم أوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بإجراء فحص روتيني لمرض التوحد في عمر 18 و24 شهراً بدءا من عام 2006 وادي هذا النهج الاستباقي إلي الكشف المبكر عن الأطفال المصابون بالتوحد بمن فيهم أولئك الذين يعانون من أعراض أقل وضوحاً مما أدى إلى زيادة عدد التشخيصات.
في تأكيده على تأثير العوامل الوراثية أشار كينيدي إلي أن التوحد لابد وأن يكون ناتجاً عن التعرض البيئي للسموم وقلل من أهمية دور الوراثة الجينية في هذه الحالة العصبية، لكن العلماء يؤكدون على أن العوامل الوراثية تلعب دورا مهما في التوحد حيث تؤكد نتائج الأبحاث علي أن الكثير من الحالات هي وراثية. وأنه في العائلات التي يوجد فيها طفل مصاب بالتوحد، فمن المرجح أن يكون أحد أشقائه مصاباً أيضاً ، إضافة إلى العوامل البيئية التي تعلب هي الأخرى دوراً في زيادة خطر الإصابة، هذا فضلاً عن التغييرات في معايير التشخيص وتحسين الفحص وزيادة الوعي ادي ذلك إلى ظهور حالات التوحد كانت متوارية عن أنظار الباحثون.

دكتور رضا محمد طه مقالات الدكتور رضا محمد طه التوحد...هل اصبح وباء مستفحل؟ الجارديان المصرية