الخميس 3 يوليو 2025 11:43 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

تيا محمد ابو النصر تكتب : مسرحية صندوق المواجهة عن قصة الصندوق كتابة: د. كمال يونس

الكاتبة الكبيرة  تيا محمد ابو النصر
الكاتبة الكبيرة تيا محمد ابو النصر

يفتح الستار على مسرح مضئ بالكامل باللون الأصفر في غرفة مكونة من سرير على يسار المسرح وشخص باهت مجهول ينظر إلى الحائط ويستند عليه، وخزانة للملابس على يمين المسرح ولوحات غامضة في جميع حوائط الغرفة، ثم تغلق جميع الاضاءات و موسيقى غامضة في الخلفية ثم إضاءة بيضاء خافتة على يسار المسرح وتغلق الموسيقى و يستمع الشخص وهو جالس إلى صوت طفلين يضحكان فيضع الوسادة على وجهه حتى يمتنع عن الاستماع لما يحدث حوله، ولكنه يغضب و يقف و يقول بصوت مرتفع.
الشخص: في إيه بقا هو كل يوم.. مش هروح أنا.

ثم إضاءة سريعة مختلفة الألوان وقوية تنتقل من أسفل يسار المسرح إلى أسفل اليمين ثم إلى وسط المسرح
و تتكرر تلك الأصوات مجددا
و يستمع إلى أصوات متداخلة وهو يجري في أنحاء المسرح.
صوت مراهق: أنا جعان هطلع البيت آكل وأنزل تاني تيجي معايا؟
صوت فتاة بحب: أنا مش هسيبك
صوت طفل : لا لا انا هلعب شوية على ما تنزل
صوت مراهق : اتفقنا بس خد بالك من نفسك
صوت رجل بحزن: قدر الله ما شاء فعل يابني دا مش ذنبك
صوت فتاة بأسف: للأسف مش هنقدر نكمل.
الشخص بغضب: يوووووه اسكتو بقا
و يبحث بغضب في كل أنحاء المسرح على مصدر الأصوات حتى يدرك أن تلك الأصوات خارجة من الخزانة فيقترب منها بتوتر و بطء ثم تتركز إضاءة بيضاء على الخزانة و يفتح الخزانة ليجد صندوق موارب تخرج منه إضاءة خافتة فيحمله بخوف من بعيد و يضعه على الأرض و ينظر داخل الفتحة الصغيرة بحذر و لكنه لا يرى شيئاً و يفتحه بسرعة فيجد إضاءة قوية تخرج منه و تملأ الغرفة و عندما ينظر داخل الصندوق، ثم يأخذ نفس عميق و
يفتح ظرف من الصندوق و تتحول الإضاءة إلى إضاءة صفراء فيجد ورقة قديمة ويبدأ في قراءتها بصوتٍ عالٍ.
الشخص: مش قادر انسى اليوم اللي كلمتني فيه و قالتلي انها مش عايزة تكمل معايا عشان أهلها مش موافقين عليا عشان لسه فبداية حياتي و ماكونتش نفسي بعد ما كنت بدأت أخرج من حالة الاكتئاب اللي انا فيها... ازاي سابتني من غير حتى ما تحاول عشاني وازاي ابوها عايزني في 23 سنة اعمل اللي هو عمله في 65 سنة!!
يترك الورقة و الظرف بجانبه بحزن و يفتح ظرف آخر و تتحول الإضاءة إلى اضاءة خضراء يخرج الورقة و يقرأ:
الشخص: انهاردة كان يوم حلو اوي روحت جبت صاحبي من المطار بعد غياب 5 سنين كان واحشني اوي خرجنا مع بعض حسيت كدا اني رجعت لأيام الجامعة.
يبتسم الشخص بابتسامة باهتة و يضع الظرف الثاني على الظرف الأول و يفتح ظرف آخر داخله الكثير من الصور لمراهق و طفل يلعبان و يحضنان بعضهما فينظر لهما ويظهر انه على وشك البكاء ويمسك الورقة بتردد ثم يتركها و ينظر لها وهو يرتجف و يمسكها مجددا و يقرأ بسرعة
الشخص بارتباك: انا مش قادر أخرج من شعوري بالذنب ان انا لو ماكنتش سبت اخويا الصغير و طلعت ماكانش اتخطف و اتقتل و حتى بعد كل السنين دي ماما لسه مارجعتش زي الأول لحد ما قررت اعيش لوحدي لإنها مش قادرة تنسالي اني سبته لوحده و هي محذرانا نفضل مع بعض دايما ومبقتش مستحمل معاملتها معايا.. كل ما احاول انسى واعيش حياتي افتكر و اقفل على نفسي و ارجع افوق تاني بحب جديد أو خروجة مع صحابي و بعدها بمفيش افتكر تاني لحد ما تعبت و مابقتش قادر افوق تاني ياريتك كنت انت اللي طلعت و خدوني مكانك
انا اسف سامحني.

يضع الورق و الصور داخل الصندوق و يغلقه و يبدأ في البكاء و يتركز ضوء آخر أبيض على الطفل الموجود بالصور و ينظر الشخص له و يحاول أن يدقق في ملامحه و يبكي مجددا
صوت الطفل: انت مالكش ذنب ربنا هو اللي كان عايز كدا أنا مبسوط هنا أوي مفيش حاجة مزعلاني غير زعلك افتكرلي الحاجات الحلوة بس يا محمد فاكر لما كنت بتجيب البوم عمرو دياب و تسمعني أغانيه بأمارة اخر اغنية علمتهالي كانت بتقول ايه... اه
تملي معاك (يبتسم الشخص و يغني معه) و لو حتى بعيد عني فقلبي هواك تملي معاك تملي فبالي و فقلبي ولا بنساك و يقف و يحتضن الهواء حيث تخيله، تغلق جميع الإضاءات و المسرح مظلم تماما ثم تفتح مرة اخرى اضاءة خضراء في جميع أنحاء المسرح و الشخص يحضن نفسه و الطفل و الصندوق غير موجودين فيجلس الشخص و يتربع على الأرض و يضع وجهه على يده و ينظر للجمهور وهو مبتسم ابتسامة خفيفة و يغلق الستار.

تيا محمد ابو النصر مسرحية صندوق المواجهة عن قصة الصندوق كتابة: د. كمال يونس الجارديان المصرية