الجمعة 4 يوليو 2025 06:48 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

فنون وثقافة

د عماد خماج يكتب: المسرح أداة قوية للتواصل الثقافي، ويمكن أن يكون جسراً رائعاً بين الشعوب المختلفة دون أن يمس بالهوية الوطنية

د عماد خماج
د عماد خماج

الطرق التي يمكن للمسرح أن يحقق بها ذلك:
1. عرض الأعمال المسرحية الأجنبية المترجمة أو المدبلجة:
* التعريف بالآخر: يسمح هذا بتقديم قصص، أفكار، وأنماط حياة من ثقافات أخرى للجمهور المحلي، مما يوسع آفاقهم ويزيد فهمهم للعالم.
* التعلم المشترك: يمكن للجمهور أن يرى كيف تتعامل الثقافات الأخرى مع قضايا إنسانية مشتركة (الحب، الفقد، العدالة، إلخ)، مما يعزز الإحساس بالإنسانية المشتركة.
* دون المساس بالهوية: الترجمة والدبلجة تضمن فهم المحتوى دون الحاجة إلى تغيير اللغة الأصلية للجمهور، مما يحافظ على الهوية اللغوية والثقافية المحلية.
2. إنتاج أعمال مسرحية مشتركة (تعاون دولي):
* تبادل الخبرات: يتيح للممثلين، المخرجين، والكتاب من ثقافات مختلفة العمل معاً وتبادل التقنيات والأساليب الفنية.
* إنشاء محتوى عالمي: يمكن أن ينتج عن هذا التعاون أعمال فنية تعالج قضايا عالمية من منظورات متعددة، مما يجعلها resonate مع جمهور أوسع.
* تعزيز الاحترام المتبادل: العمل جنباً إلى جنب يبني جسوراً من التفاهم والتقدير بين الأفراد من خلفيات ثقافية مختلفة.
3. المسرح كمنصة للحوار الثقافي:
* المسرحيات التي تتناول قضايا الهجرة والاندماج: يمكن للمسرح أن يعكس تجارب المهاجرين، مما يساعد الجمهور على فهم التحديات والفرص المرتبطة بالتعايش الثقافي.
* المسرح الوثائقي: يمكن أن يسلط الضوء على قصص حقيقية من ثقافات مختلفة، مما يقدم نظرة عميقة وواقعية على حياة الشعوب الأخرى.
* المسرح التفاعلي وورش العمل: تنظيم ورش عمل مشتركة أو عروض تفاعلية تسمح للجمهور بالمشاركة وطرح الأسئلة والتعبير عن آرائهم حول الثقافات الأخرى.
4. التركيز على الإنسانية المشتركة والقيم العالمية:
* قصص عالمية: العديد من القصص والموضوعات الإنسانية تتجاوز الحدود الثقافية (الحب، الخسارة، الشجاعة، البحث عن الذات). يمكن للمسرح أن يركز على هذه الجوانب المشتركة لربط الثقافات.
* الرمزية واللغة العالمية للمسرح: يمكن استخدام عناصر المسرح غير اللفظية (مثل الموسيقى، الرقص، الإيماءات، التصميم البصري) للتعبير عن أفكار ومشاعر يفهمها الجميع بغض النظر عن لغتهم أو خلفيتهم الثقافية.
5. تقديم الهوية الوطنية للثقافات الأخرى:
* تصدير الأعمال المسرحية الوطنية: يمكن للمسرح الوطني أن يسافر ويعرض أعماله في الخارج، مما يقدم ثقافته وتقاليدها وهويتها للجمهور الأجنبي. هذا يعزز الفخر بالهوية الوطنية وفي نفس الوقت يسمح للآخرين بالتعرف عليها وتقديرها.
* الاستفادة من القصص التراثية: تقديم القصص التراثية والفولكلور المحلي في قالب مسرحي عصري يمكن أن يجذب اهتمام الجمهور العالمي ويبرز تفرد الهوية الوطنية.
كيف يتم ذلك دون المساس بالهوية الوطنية؟
* الوعي الذاتي: يجب أن يكون هناك فهم عميق للهوية الوطنية والقيم التي تمثلها، بحيث يمكن للفنانين أن يقدموا هذه الهوية بثقة ووضوح.
* عدم التنازل عن القيم الأساسية: عند عرض أو استضافة أعمال من ثقافات أخرى، يجب ألا تتعارض هذه الأعمال مع القيم الأخلاقية أو الدينية الأساسية للمجتمع المضيف. يمكن أن يكون هذا تحدياً، ولكن الحوار والتفاهم المتبادل ضروريان.
* التأكيد على الخصوصية مع الانفتاح: المسرح يمكن أن يبرز الخصوصية الثقافية للمجتمع دون أن ينغلق على نفسه. يمكنه أن يظهر كيف تتفاعل الهوية الوطنية مع التأثيرات الخارجية وتتكيف معها مع الحفاظ على جوهرها.
* دور المؤسسات الثقافية: تلعب وزارات الثقافة والمسارح الوطنية والمراكز الثقافية دوراً حاسماً في صياغة استراتيجيات تعزز التبادل الثقافي مع حماية الهوية الوطنية.
باختصار، المسرح يمكن أن يكون جسراً قوياً للتواصل مع ثقافات الشعوب الأخرى من خلال خلق فرص للتعرض، والتعاون، والحوار، والتركيز على الإنسانية المشتركة، كل ذلك مع الحفاظ على الهوية الوطنية من خلال الوعي الذاتي، وعدم التنازل عن القيم، والتأكيد على الخصوصية.

د عماد خماج المسرح أداة قوية للتواصل الثقافي ويمكن أن يكون جسراً رائعاً بين الشعوب المختلفة دون أن يمس بالهوية الوطنية الجارديان المصرية