محمد أبوجمعة يكتب : نص مونودراما ” بقايا بيت ” عن نص ” يا ليتتي ” للدكتور / كمال يونس


تفتح الستارة
( إضاءة صفراء في منتصف المسرح ع إمرأة تقوم بتوضيب غرفة الصالون في منزلها يبدو عليها التعب الشديد من شدة الترويق ) ع أغنية شيرين .
حتعمل ايه لو نمت يوم وصحيت بصيت
وشفت نفسك ف المرايا بكيت
جواك سؤال تصرخ تقول انا مين
انا مين انا زى مانا ولا اتقسمت اتنين
وبعدين بعدين قول ياللى ف المرايا فهمنى ايه الحكاية فرحان تعبان مرتاح ندمان
حاجات كتير ف حياتنا اتسببت ف حيرتنا وادينا عايشين راضيين جايين ورايحين .
( ثم تتوقف عن الترويق وتجلس على الكنبة )
قائلة : يا رب يا رب انا تعبت من اللي انا فيه ده ، كل يوم ع نفس الحال ، كل يوم
مسؤلية شغل الصبح ومسؤلية بيت وعيال بليل ، أأكل و أشرب وأذاكر وأروق طب وأنا فين من كل ده ، يا رب انا لو كنت عارفه ان هتجوز نطع مكنتش اتجوزت من أصله .
عايشه بس ع التقطيم من كل اللي حواليا
أمي الله يرحمها كانت تقولي : مش هو دا اللي انتي اخترتيه وابتلتينا بيه وقولتلك بلاش ، استحملي بقى عشان بناتك ،
وبعدين احنا معندناش بنات في العيلة تطلق هو انتي عايزه اخواتي ياكلوا وشي ! اهو ضل راجل ولا ضل حيطة .
ضل راجل ولا ضل حيطة ايه ، والنبي الحيطة لو كانت بتتكلم كانت حست بوجعي وقهرتي اكتر من امي ،،،
الله يرحمها بقا .
بس لااا ، انا كان لازم اطلق ، دا انا كنت راجل البيت مش هوو .
لاء و ابويا اللي كان يقولي : جوزك ع ما تعوديه .
هي دي جزاتي ان كنت بحافظ ع شكله قدامهم مش كفايه كنت مستحمله قرفه وضربه وإهانته ليا ، وهو لا بقا بيصرف ولا بينزل شغل من ساعة م اترقيت وبقيت مديرة وهو بقا عايش ع قفايا ، والله فعلاً كنت عايشه مع نطع ومحسوب عليا راجل .
كان مستخبيلي الهم دا كله فين يا رب ، وصاحبة عمري اللي كانت تقعد تقولي سبيه انتي ايه اللي جابرك تستحملي الوضع ده ، وانتي اللي غلطانة ، وايه اللي يخليكي تكملي معاه دا لا شاريكي ولا شاري عيالك ولا عاوزك في حياته اصلاً ، أتاريها كانت بتسخني و بتشجعني ع الطلاق عشان تتجوزه هو ، يا رب خدهم هما الاتنين في ساعة واحدة ، انا مش عارفة دا زنب ولا ابتلاء ده يا ربي .
( ثم تقوم لتستكمل عملها في توضيب البيت )
الأم قائلة : خِلفت البنات دي طلعت صعبة اوي يا رب ميت مره اقولها مترميش حاجتك ف الصالون مفيش فايدة
(تمسك الأم شنطة إبنتها ليقع منها النوتة ف تقوم بقرآتها )
( تسجيل صوتي بصوت الإبنه أثناء قيام الأم بقراءة النوتة وهي تقوم بقراءة صفحة تلو الأخرى )
صفحة 1 ( بصوت الإبنه ) : ماما بقت عصبية اوي ومبقتش قادرة اتعامل معاها ، حاسه ان انا كمان بقيت وحيدة مش هي بس ، مش عارفه المشكلة كانت من عندها ولا من عند بابا عشان يطلقوا ،بس اي كانت المشكلة عند مين انا مش قادرة اسامحهم هما الاتنين ، ازاي مفكروش فيا وهما بياخدوا قرار زي ده ، كل واحد فيهم فكر في نفسه وبس ، ماما كل اللي همها دلوقتي فلوس النفقة وبابا اصلا مبقتش اشوفه ولا بقينا بنتقابل حتى ، وانا اللي بقيت شايله هم اختي الصغيرة ، محدش دفع تمن حياتهم غيري أنا .
(تقلب الصفحة )
صفحة 2 : النهاردة هكتب عن يوم من أسوأ ايام حياتي مش عارفه ليه بكتبه بس يمكن تكون محاولة مني إن أخرجه من دماغي ، يوم م بابا وماما اطلقوا في المحكمة ، كل واحد فيهم كان بيسيب التاني والحقيقة اللي كنت حساها ان انا اللي كنت بتساب مش هما.
( تقلب الصفحة )
صفحة ٣ : امبارح سمعت ماما وهي بتكلم خالتوا في التليفون وبتقولها انها باعت شبكتها عشان مرتبها وفلوس النفقة مبقتش بتكفي ومبقتش عارفه تعمل ايه ، كمان سمعتها وهي بتقولها ع العريس اللي جايبهولها وعماله تقنعها بيه ، غير الجوازات الغريبه اللي بسمع صحبات ماما في الشغل بيقنعوها بيها زي جواز المسيار او جوازات الكام يوم دي ، بس اللي مش عارفاه لغاية دلوقتي ، هي ماما عاوزة تتجوز فعلاً ، ولا عاوزة راجل يصرف علينا ؟!
" تجلس الأم ع الكنبة مرة اخرى وهي منهمكة في البكاء ، حتى يغلبها النوم ، ع أغنية شيرين ك مؤثر صوتي " .
حتعمل ايه لو نمت يوم وصحيت
ولقيت اقرب ما ليك ف الدنيا مش حواليك
هو انت مين اللى عمل كدة فيك كدة فيك
مش انت ولا ف حدغمى عنيك
وبعدين بعدين قول ياللى ف المرايا
فهمنى ايه الحكاية فرحان تعبان مرتاح ندمان
حاجات كتير ف حياتنا اتسببت ف حيرتنا
وادينا عايشين راضيين جايين ورايحين
" بلاااك "
تفتح الإضاءة ، الأم تقوم بتحضير الفطار لإبنتهيها قبل أن تذهب للعمل ، الأم تستمع لأحد البرامج التلفزيونيه تتحدث عن حقوق المرآه " .
ومن ثم تقوم الأم بالإتصال هاتفياً بفني لإصلاح غسالتها
الأم : ألوو صباح الخير ، لو سمحت محتاجة حد يجي يصلح الغسالة .
مشكلتها إيه : هي مشكلتها في الماتور بيعمل صوت مزعج اوي وبحس بريحة شياط ف بخاف تضرب فيا والنبي حد يجي يلحقني.
جايباها من إمتى : دي غسالة جوازي بقالها يجي ٢٠ سنه كده .
لا اشتري واحدة جديدة ايه بالله عليك حد يجي يشوفهالي صعب اشتري جديد دلوقتي .
تمام ماشي ، شكراً الله يصلح حالك ، هبعتلك التفاصيل واللوكيشن ع الواتس ، مع السلامة .
" ثم تنظر في الساعة ف تجد نفسها متأخره ع الشغل ، تنهض مسرعة " .
الأم قائلة : يلاهووووووي اتأخرت ع الشغل
ثم تخرج الأم
بلاك .