الجمعة 4 يوليو 2025 10:45 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

فنون وثقافة

مها حابك تكتب: ( الطلقة الأخيرة ) عن قصة د / كمال يونس ( يا ليتني )

الكاتبة  مها حابك
الكاتبة مها حابك

يفتح الستار

تظهر هند شاكر امرأة في الثلاثين من عمرها كانت تعمل ك محاميه تحت التمرين وهي الآن على فراش بغرفة ما في إحدي المستشفيات
يلتف حول رأسها شاش قطني يُكسى وجهها بدموع الألم

هند : الست اللي قتلت جوزها !
الجرايد هتقول عليَّ مجرمة ،، وهتقول عليه هو الضحية هههههه ( تضحك بشدة )

حد قال إيه سبب القتل ؟
حد حس ب النار اللي جوايا ؟
أنا مش هقول اني مظلومه
أنا هسيبكم انتو تحكمو

ظلام
تفتح الستار
تدخل هند تجلس على أريكه
( ص ) هاتف
هند : ألو أيوا ياعزت والله ما عارفه اقولك ايه
أنا عارفة ومقدرة انك ماسبتنيش من يوم قتل جوزي حتى لما اتهموني ب قتله قومتلي أكبر محاميين
ومن يومها ماسبتنيش لكن حكاية الجواز دي! ..
لأ أنا مش برفض والله بس !
طب خلاص .. خلاص ياعزت كله على الله يا سيدي
انا موافقة
تغلق هند الهاتف ثم تتحدث

حكاية قتل ( أمين جوزي ) قربت ع السنه وعزت صاحبه واقف جنبي ماسابنيش والوقت بيطلب مني الجواز مش هااقدر ارفض

ظلام
يفتح الستار ( بعد الزواج )

يدق هاتف هند
ألو أيوا ياعزت أنا لسه ف البيت ما نزلتش الشغل .. إيه ؟!
أسيب الشغل ؟!
عزت أنا مش عشان اتجوزت يبقى هااقعد فالبيت أنا شغلي هو حياتي .... عزت من يوم جوازنا واحنا مختلفين على فكره
أنا ..
هو في إيه لكل ده ؟! طب خلاص خلاص يا عزت
مش نازله الشغل تاني حاضر

تغلق هند الهاتف ثم تتحدث

هيّ إيه الحكايه ؟! لا راضي إني أشتغل ولا حتى بيسمع رأيي ف أي حاجه ! وكأني مجرد لعبة ف إيده أو آلة بتنفذ طلبات وبس
( تخرج صورة أمين زوجها السابق من حقيبتها لتتحدث معه )
شفت يا أمين جرالي ايه من بعدك منه لله اللي قتلك كنت كل حياتي كنا بنتشاور ف أي حاجه مع بعض كنت محسّسني إني مراتك وبنتك وحبيبتك فينك يا أمين بجد محتاجلك جنبي

تسمع هند صوت الباب يفتح
هند : إيه ده ؟ أكيد عزت أنا هدخل انام مش قادره أشوفه مش قادره

يغيم الظلام على المسرح إلى حد ما
بعد دقائق معدودة تخرج هند من غرفة نومها والأجواء سكون
هند : إيه ده هو فين عزت أنا حسيت بيه لما نام جنبي هو مشي تاني ولا إيه ؟ وراح فين السعادي ؟!
تنصت هند ل صوت ما يخرج من المكتب
هند : إيه ده عزت بيتكلم مع مين ف التلفون ف الوقت ده ؟!
تنصت هند موجهة أذنها إلى باب المكتب وإذا بصوت عزت
صوت عزت : لأ إنت أخدت كتير كتير أوي .. ياسيدي اللي انت عاوز تعمله اعمله أنا اللي قتلت جوز هند وكلمة منك هتحصّله .. إنت عارف كويس أوي إن ما حدش يلوي دراعي وشفت لما هو حاول أنا عملت فيه إيه
هند : تقف في ذهول تام تبرق عيناها تقف في منتصف المسرح
هند : لأ .. لأ لأ هو اللي قتل أمين جوزي ؟ ده كان صاحب عمره! وانا أنا عايشة معاه ؟ لأ لأ .. لأ ترجع للخلف بظهرها لتصل إلى غرفة النوم تدخل الغرفة ثم تخرج حاملة سلاح ناري
( مسدس )
تضع به ستة طلقات وهي متوجهة إلى الجمهور في صورة هستيرية تتوجه إلى باب المكتب تفتحه فتدخل
تغلق الباب وإذا بخيالها يظهر للجمهور على الحائط
ويدور الحوار

هند الكلام اللي سمعته ده صحيح يا عزت إنت ؟! إنت اللي قتلت أمين جوزي ؟ وصاحبك ؟!
صوت عزت : سيبي بس اللعبة اللي ف إيدك دي ل تعورك
واطلبي ياستي اللي انتي عايزاه

هند: اللي أنا عوزاه ؟! أنا عاوزه أمين
عزت : ( بحدة ) عاوزه كام ياهند ؟
هند : كام ؟! فلوس ؟لأ أنت فاهم الحياة غلط مش كل الناس تمنها فلوس مش كل الناس تقدر تشتريها ياعزت بيه في نوع من البشر حاجه تانيه خالص مايعرفهاش أمثالك
بتشوفوها انتوا زي طير
طير بتدبحوه وليمة لأغراضكم ومظاهركم قدام المجتمع
الناس دي ما تعرفش تشتريها ياعزت عارف ليه ؟
لإن الناس دي ما بتاخدش حقها فلوس
( يعلو صوتها )
الناس دي بتاخد حقها دم ياعزت

ثم يُسمع صوت الرصاص خمس رصاصات فتخرج هند من غرفة المكتب في صورة هستيرية
هند : خلاص .. أنا خلصت العالم من شرّه ده .. ده مش إنسان ده قتل أعز أصحابه و اتجوز كمان مراته !( يعلو الصوت )
وعايش معاها بكل بجاحة
( تهدأ قليلاً )
لأ وانا عايشه معاه بااشكر أفضاله عليَّ !!
ثم تبكي هند وهي تردد في صورة هستيرية مأساوية
هند : أنا .. أنا ما كنتش اعرف والله يا أمين
أنا ما كنتش اعرف يا أمين صدقني
ما اعرفش اني عايشه مع اللي قتل فرحتي وحول حياتي ل سواد
أمين .. أمين
تنظر في ذهول ترفع المسدس على رأسها وتطلق
الطلقة الأخيرة

مها حابك ( الطلقة الأخيرة ) عن قصة د / كمال يونس ( يا ليتني ) الجارديان المصرية