محمد الشافعى يكتب .. الطريق الإقليمي بالمنوفية.. طريق الموت الذي لا يغلق ولا يُحاسب أحد


مرة أخرى، يتكرر المشهد الدامي على الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية، حيث تستمر الحوادث المميتة في حصد الأرواح دون أي تحرك جاد من المسؤولين .. الطريق نفسه، الأزمات نفسها، والتجاهل ذاته من وزارة النقل والجهات المعنية، وكأن أرواح المصريين أصبحت رقماً عابراً في سجلات الحوادث اليومية.
** إهمال متعمد.. وإجراءات وهمية
رغم تكرار المأساة، ورغم الصرخات المستمرة من أهالي المنوفية والمحافظات المجاورة، يظل الطريق مفتوحاً للكارثة، بدلاً من إغلاقه حتى يتم صيانته وتأمينه .. أين وزارة النقل صاحبة المسؤولية الأولى؟ وأين وزيرها الذي لم نرَ منه سوى التصريحات الروتينية التي لا تترجم على الأرض؟ هل ينتظرون مزيداً من الضحايا ليتحركوا؟ أم أن المسألة مجرد "إجراءات روتينية" لا تعني أحداً؟
**السائق أم الطريق.. أيهما القاتل
في كل حادث، تبرز الحكومة سيناريو متكرراً.. "السائق كان متعاطياً للمخدرات" أو "لا يحمل رخصة قيادة"، وكأن المشكلة تنحصر في الأفراد وليس في الطرق المهترئة والإشارات الغائبة والإنارة المعطلة .. صحيح أن هناك سائقين مخالفين ولابد من محاسبتهم حساب عسير ، ولكن أليس من مسئولية الدولة تأمين الطرق ومراقبة من يسير عليها؟ لماذا لا تُجرى فحوصات مخدرات دقيقة عند منح الرخص؟ لا بد من تطبيق القانون بقوة على كل من يتلاعب بأرواح الناس؟ أين الصيانة الدورية للطرق ؟
**مجلس النواب.. صمت مُريب أم تواطؤ
أين دور مجلس النواب الذي من المفترض أن يكون رقيباً على أداء الحكومة؟ هل سيستمر في دعم وزارة النقل ووزيرها رغم الإخفاق المتكرر؟ أم سيقف مع الشعب ويطالب بمحاسبة المقصرين؟ لقد آن الأوان لتحرك برلماني جاد، ليس فقط بالاستجوابات والمناقشات، بل بإجراءات فعلية تُجبر الحكومة على تحمل مسئوليتها.
** يا حكومة مصر.. شعبكم يعانى
كفى تجاهلاً.. كفى تهرباً من المسؤولية .. الشعب المصري يستحق طرقاً آمنة، ويستحق محاسبة المسؤولين عن أي تقصير. الدماء التي تسيل على هذا الطريق لن تتوقف بغير إرادة سياسية حقيقية. فهل من مستجيب؟ أم أننا سنظل ننتظر الضحية التالية؟ فعلوا توجيهات الرئيس السيسى يا حكومة .