دكتور فتحي الشرقاوى يكتب : الغش الجماعي


هل أصبح الغش الجماعي جزء من ثقافة مجتمعنا، بما في ذلك جزئيا الغش في الامتحانات، هل وصل بنا الحال الى اعتبار سلوك الامانه والصدق الصادر من بعض الافراد يعد سلوكا مريبا ومن ثم وجب حساب صاحبه وردعه والاعتداء عليه، كيف إنقلب واختل ميزان القيم بهذا الشكل المريع، والغريب والاغرب أن بعض الجماعات من الافراد يعتبرون الغش الجماعي سلوك طبيعي وحق مكتسب
وفي حال عدم تحقيقه من منظورهم، يعتبرون أن حق من حقوقهم سُلب منهم،بل وينادون جهارا دون ادنى مواربة أو شعور بالحياء و الخجل بأنه حق لهم، أقول هذا القول لسببين
الأول:.طالبه في المرحلة الإعدادية( لازال نسقها القيمي في طور الإنشاء وضميرها الحي في مرحلة التشكيل) بأنمراقبي الامتحانات ،لم يتركوا لها ولزميلاتها فرصة النقل من بعضهن أثناء أداء أحد الاختبارات، ومكمن الغرابه هنا أن الطالبة لم يهتز لها جفن ولم ينتابها اي شعور بالخزي ،عندما تحدث بتلقائية شديدة عن حقها في الغش على اعتبار أنه يمثل الصواب وعين الاستحقاق،ثم يأتي المشهد الصادم الثاني في محاولة إعتداء مجموعة من أولياء الأمور على إحدى المراقبات التي رفضت تسهيل الغش داخل أحد اللجان الى حد أنها خرجت من مقر الامتحانات تحت حماية الشرطه والجهات الأمنية لحمايتها من القطيع والحشود الغاضبة من أولياء الأمور،الذين يدافعون بضراوه عن حقهم المسلوب منهم في، إن.هاتين اللقطتين وحدها كفيلتان بتعرية وفضح انساقنا القيمية المجتمعية ،وتصفع بل وتركل وجوه كافة المسؤلين عن خطابنا التربوي الموجه لتربيه اولادنا، ولا اقصد هنا مؤسسة تعليمية بعينها
بل أن العوار يمتد ويمسك بكافة أطراف التنشئة التربوية والاخلاقيه بما في ذلك بالقطع تردي لغة
الخطاب الديني والخطاب الاعلامي وكل المجالس القوميه التي تصدع رؤزسنا ليل نهار بالخطاب التربوي الاخلاقي، نحن بالفعل في أزمه مجتمعيه حقيفية، لم يعد يُجدي معها ترقيع من جانب هذا المسؤل أو ذاك بمفرده ،فالثوب أصبح مهترئا لدى بعض اولياء الذين يحملون على عاتقهم مهمه تنشئة أبنائهم من الابناء،هذه رسالة خوف وتوجس ابثها لرئيس مجلس الوزراء ،المسؤل الأول والأخير عن سلامه انساقنا القيمية سواء التربوية أو الاخلاقيه أو السلوكية أو الدينية ،هل يرضيك مايجسده الواقع على أرض الحقيقة، واذا كانت الإجابه
( لأ ) فماذا أنت فاعل لمحاولة تصحيح الاوضاع وإعادة الأمور إلى شبه مجراها الطبيعي، وللحديث بقية إن كان في العمر بقيه
ا.د فتحي الشرقاوي
أستاذ علم النفس السياسي
جامعة عين شمس