الخميس 10 يوليو 2025 11:13 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

فنون وثقافة

مها حابك تكتب: ( هواجس قاتلة ) عن قصة د / كمال يونس ( الصندوق )

  الكاتبة مها حابك
الكاتبة مها حابك

المسرح خالي تماما لا يوجد به شيئا سوى باب يبدو ل غرفة ما و أريكتين أمامهم منضدة المسرح
مظلم إلى حد ما والأجواء سكون
فجأة يخترق السكون صوت ضحكات خافتة ثم تعلو تدريجياً فتتعالى شيئاً فشيئا
يضيئ المسرح ويظلم
يسكت الصوت. ثم تخرج شهد من غرفة ما من المسرح تقف في منتصف المسرح تنظر هنا وهناك تنظر لأعلى وكأنها تبحث عن شيئ ما بكل ارتجاف
شهد : أنا سامعه الصوت كويس .. أنا مش مجنونه .. أنا سمعاه. حساه

سماع صدى صوت عالي يخترق السكون
صوت مجهول : أنا حذرتك كتيييررر
حذرتك كتيييررر
شهد : ( وهي تنظر لأعلى وكأنها تبحث عن شيئ لا تراه ) وانا ما اتكلمتش ما قلتش حاجه
والد شهد : ينادي من الخارج
والد شهد : شهد .. ياشهد

تقف شهد ب ارتجاف
يدخل والد شهد المسرح
والد شهد : إنتي كنتي بتكلمي حد ؟. مالك واقفه كده ليييه ؟!
شهد : لأ .. لا مافيش مافيش حاجه .. بابا. بقولك ايه بلاش من حكاية الشيوخ دي أنا تعبت
مش رايحه لشيوخ تاني
تدخل والدة شهد على المسرح
والدة شهد : شيخ إيه اللي مش ريحاله تاني إحنا معادنا مع الشيخ بكرا وهنروح يعني هنروح
والد شهد : بطلي بقى الدجل والجهل ده البنت مش هتروح لدجالين تاني ووريني بقى هتوديها ازاي

تبتعد شهد وهي تنظر لهم بكل حزن وألم ف لقد تكررت بينهم الخلافات بسبب هذا الموضوع بل وهو السبب الرئيسي في خلافاتهم المتكررة
تدخل غرفتها بحزن وألم

أم شهد : ياعزيز البت لغاية دالوقت رافضة خمس عرسان وحالتها ...
يقاطعها عزيز
عزيز : شهد أنا ها اعرضها على أكبر دكتور نفسي لو سمحتي عاوز دالوقت فنجان قهوه ..
ومن غير صوت
تنظر له أم شهد مستنكرة ما يقول ثم تمضي إلى المطبخ

بعد دقائق معدودة تخرج شهد من غرفتها تقترب من والدها فتمسك بيديه بكل ألم

شهد : بابا أنا بحبك أوي وبحبكم كلكم أوي
عزيز : حبيبتي إحنا كمان بنحبك أوي وكل منانا أنا ووالدتك طبعاً إننا نشوفك أسعد الناس .. بس هو كل واحد وله طريقة...
تقاطعه شهد
شهد : عارفه يا بابا عارفه والله انكم تعبتم معايا وان كل واحد عاوز يعالجني ب طريقه
آآآه. لكن .. لكن أنا إخترت أسرع طريقة العلاج آآه بابا

تسقط شهد على الأرض متشبثة بيد والدها فيمسك بها والدها

عزيز : شهد .. شهد إنتي عملتي ايه يا مجنونة
شهد : بابا سامحوني أنا .. أنا شربت سم قلت اهلصكم من
من آآه
تخرج أم شهد وبيدها صنية القهوة على كلمة السم. فتسقط منها القهوة وتتوالى صراخاتها

عزيز : شهد .. شهد ... دكتووووور
شهد : لأ .. لا يا بابا .. خليك معايا مافيش وقت آآآه آآآه
خلاص بابا ماما ها هتوحشوني قوي
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
عزيز : ( بصوت عالي ) شهد شهد.


تنتهي حياة شهد. بصراخات والدها ووالدتها

مها حابك ( هواجس قاتلة ) عن قصة د / كمال يونس ( الصندوق ) الجارديان المصرية