الأحد 6 يوليو 2025 09:08 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

د .عماد عبد الهادي محمد صديق يكتب: الاستدامـة التَفَكُّريـة.. بوصلة المبدع الحقيقي في بيئته!!

د / عماد عبد الهادي محمد صديق
د / عماد عبد الهادي محمد صديق

تعتبر الاستدامة التَفَكُّــِرية مصطلح جديد، نتج تحت مظلة ( مرجعية من التفكير إلى التَفَكُّر)، والتي أكرمني الله عز وجل بواسع بفضله، من إرساء قواعدها ، محاولًا توظيفها في العديد من المجالات الإنسانية والعلمية، وأرَ أن المبدع الحقيقي، هو المُتَفَكِّر الذي يصارع بحق، للبحث عن بيئة ملائمة، تُحفزه على التَفَكُّر الإبداعي في مجال اهتماماته، ولا تقتصر "لحظة إلهامه التَفَكُّري" على مجرد العبور الذهني فقط للأفكار، بل تتجاوز ذلك قُدمًا في طريق الصيرورة، بطاقته الهائلة محاولًا توظيف إبداعه لخدمة المجتمع، وإحداث أثر إيجابي فيه، فهو يواجه الكثير من التحديات التي تقف حائلًا أمام تحقيق أهدافه، ولديه قدرة كبيرة على تحدي كل الآثار السلبية، والسالبة، بكل نزاهة وشفافية، انطلاقًا من دافع حقيقي، هو إيمانه بدوره ومسؤوليته أمام الله، تجاه مجتمعه وبيئته، فالمبدع الحقيقي هو الذي يدرك وبحق، أنه إنسان اصطفاه الله على سائر خلقه ليكون خليفته في الأرض، وهو ( الفاعل )، وأن الاستدامة هي (المفعول بها )، وهي قرار يتم صناعته، واتخاذه، إذًا فالتساؤل الذي يطرح نفسه الآن هو:

• هل هناك استدامة حقيقية بدون تَفَكُّر؟

وللإجابة عن هذا التساؤل ببساطة، هي: ( بالطبع لا ).

ومن هنا.. لكي نصل إلى الاستدامة التَفَكُّرية للمبدع الحقيقي في بيئته، علينا في البداية أن نتعرف على (مرجعية من التفكير إلى التَفَكُّر)، والتي من خلالها نصل إلى تعريف دقيق للاستدامة التَفَكُّرية، كما يلي:

• "مرجعية من التفكير إلى التَفَكُّر":

تنص" مرجعية من التفكير إلى التَفَكُّر" والتي تنص على أن:

" تمر المعرفة الإنسانية في أي مجال بشكل منظومي تسلسلي متكامل ومتفاعل من خلال عدة مستويات: المستوى الأول ويسمى ( التفكير المعرفي الأولي )، المستوى الثاني ( التفكير في ما وراء المعرفة، ويسمى: مستوى التفكير التأملي الوجداني )، المستوى الثالث ( التفكير في ما بعد المعرفة، ويسمى : مستوى التفكير التدبري المنطقي )، والمستوى الرابع يسمى: ( التَفَكُّر الحِكْمِي ) بمعنى الوصول إلى حكمة أو عبرة أو عظة ما تحمل قيماً ترتقي بسلوك ومهارات الإنسان إلى الأفضل في أي مجال، ولاسيما مجال التعلم والتدريب، ومن هنا ينشأ التَفَكُّر الإبداعي أو التَفَكُّر الابتكاري ".

• مستويات التَفَكُّر الإبداعي، وسياقاتها، لدى المبدع:

يمكن تصنيف المبدع وقدراته من خلال مستويات التَفَكُّر التالية، وسياقاتها المتعددة، في التعامل مع أي معضلة في أي مجال ويتضمن هذا التصنيف:

1 - المستوى الأول - ( مستوى التفكير المعرفي- للمبدع ) :

يطلق عليه التفكير المبدئي أو الأولى أو الخام وهو نمط سلوكي لتلبية احتياج ما، أو الإحساس بمشكلة أو معضلة ما أو البحث عن إجابة لتساؤل محدد أو عدة تساؤلات، ويتسم بالعمومية، وعدم التفكير في الجزئيات. ومن ثم يكون الإنسان ( مفكراً ) .

• المفكرون المبدعون:

وهم الذين لديهم القدرة على التفكير المعرفي للمعضلة، من خلال الملاحظة الدقيقة لها وجمع معلومات عنها ليكونوا على دراية بالسياقات التالية: ( الوعي كامل بها، والتركيز فيها، والإدراك لها، والفهم الشامل للمعضلة).

2 - المستوى الثاني- ( مستوى التفكير التأملي الوجداني- للمبدع )

وهو التفكير في ما وراء المعرفة ويعني الاستكشاف العميق لقيم الأفكار ودلالتها من خلال القيام بمجموعة من النشاطات التي تعتمد على الحواس لتثبيتها في الوجدان، ويتم ذلك من خلال: توضيح أهميتها، خصائصها، تطورها، تشخيص واقعها، ومن ثم يكون الإنسان ( متأملاً ) .

• المتأملون المبدعون:

وهم المفكرون الذين لديهم القدرة على التأمل الوجداني الذاتي بالاستكشاف العميق بالقلب والروح والحواس لجميع جوانب المعضلة من خلال الدراية بالسياقات التالية: ( أهميتها، خصائص مكوناتها، تتبع تطور جوانب المعضلة، وتشخيص واقعها ) .

3 – المستوى الثالث - (مستوى التفكير التدبري المنطقي - للمبدع) :

يعني التفكير في ما بعد المعرفة، ويتم ذلك بنقد وتقييم واقع الأفكار وتحليله، وفق مبادئ منطقية وعلمية، لتغيير هذا الواقع من خلال التطبيق، وتحديد ما تؤول إليه الأمور، ومن ثم يكون الإنسان ( متدبراً ) .

• المتدبرون المبدعون:

وهم المفكرون المتأملون الذين لديهم القدرة على التدبر المنطقي، وتقييم ما تؤول إليه الأمور بالنقد والتقييم في حيز الواقع وفق مبادئ واعتبارات منطقية حقيقية، سعياً لمعالجة المعضلة، من خلال الدراية بالسياقات التالية:

( تحليل المعلومات حول المعضلة، وضع فروض لمعالجة المعضلة، ضبط إجراءات تطبيق معالجة المعضلة، التأكد من صحة معالجة المعضلة، التعميم ).

4 – المستوى الرابع - ( مستوى التَفَكُّر الحِكْمي - للمبدع ) :

يعني تقويم الفكرة في ضوء معالجة المعضلات، ويتم إدراك علاقات جديدة غير معلومة بهدف تطوير الواقع إلى الأفضل، ومن ثم يتم الوصول إلى حكمة أو عبرة، وبالتالي يتخذ القرار بتطبيقها في الحياة بصفة عامة، تنعكس قيمة تلك الحكمة أو العبرة على السلوك الإنساني، ومن ثم يكون الإنسان ( مُتَفَكِّراً ) .

• المُتَفَكِّرون المبدعون:

وهم المفكرون والمتأملون والمتدبرون الذين لديهم القدرة على التقويم الإيجابي لمعالجة المعضلات بكل دقة، والاستفادة من مراحل تلك المعالجة، والتوصل إلى إدراك علاقات جديدة لم تكن معروفه من قبل، ومن ثم الوصول إلى حكمة أو عبرة أو عظة، بحيث تنعكس قيمة تلك الحكمة أو العبرة أو العظة على السلوك الإنساني بشكل قيمي، وراقِ... ومن ثم يتم اتخاذ القرار بتطبيقها في الحياة بصفة عامة، بشكل إبداعي أو ابتكاري، وذلك من خلال الدراية بالسياقات التالية: ( السياق الكوني، السياق الإنساني، السياق الاجتماعي، السياق الوطني)، ومن هنا يكون المبدع الحقيقي هو القدوة المُتَفَكِّرة التي تصنع التَفَكُّر فيمن حولها من خلال ما تقدمه لنا.

فالإنسان المُتَفَكِّر في معالجة أي معضلة أو أي موقف في أي مجال ... لا يعرف للفشل أو الإحباط أو اليأس طريقاً، لأن الممارسات التَفَكُّرية هي مِفتاح كل سلوك إيجابي، وفي أسوأ الأحوال يصل لتحقيق الحد الأدنى لمعالجة المعضلات بما لديه من ممارسات تَفَكُّرية وخبرة في إدراك السياقات المتعددة للمعضلة، وطريقة إدارة معالجتها، فكلما زادت هذه الممارسات والخبرات بدقة وإتقان وفق " مرجعية من التفكير إلى التَفَكُّر "، كلما زاد التَفَكُّر الحِكْمِي الذي يتضمن: ( التَفَكُّر الإبداعي أو التَفَكُّر الابتكاري ).

ومما سبق نستطيع أن نعرف:

• المبدع المُتَفَكِّر في أي مجال:

هو الذي يستخدم ( بوصلته التَفَكُّرية ) في مجاله، ويوجهها بالتفكير الإيجابي حول المعضلة، ويستدعي ( نظارته التَفَكُّرية ) ذات العدسات الأربع: ( عدسة التفكير- عدسة التأمل- عدسة التدبر- عدسة التَفَكُّر )- والعدسات هنا، تمثل ( مستويات مرجعية من التفكير إلى التَفَكُّر )- ولكل عدسة نوعها: ( محدبة- مقعرة- مستوية )- وأنواع العدسات هنا، يمثل ( السياقات المتعددة في كل مستوى من مستويات مرجعية من التفكير إلى التَفَكُّر )- مما يؤدي ذلك إلى قدرته على (التحليل والتخطيط التَفَكُّري) لمعالجة المعضلات البيئية والاجتماعية، ووضع ( بصمته التَفَكُّرية ) في إيجاد حلول إبداعية وابتكارية، بطرق عملية ملموسة على أرض الواقع، تسهم في استثارة ( الاستدامة التَفَكُّرية ) بشكل حِكْمِي، لدى الآخرين نحو تحقيق الغاية من خلق الإنسان في الكون.

• نموذج ( الاستدامة التَفَكُّرية للمبدع المُتَفَكِّر)، في أي مجال:

هو عبارة مجموعة من المراحل والخطوات المتتالية التي يتبعها المبدع المُتَفَكِّر في أي مجال لتحقيق الاستدامة التَفَكُّرية في المجتمع الذي ينتمي إليه، وللبشرية جميعها، كما بالشكل التالي:

• مراحل النموذج :

• أولًا: استخدام المبدع لبوصلته التَفَكُّرية Contemplative Compass:

إذا كانت البوصلةCompass تُعرف بأنها: أداة ملاحية لتحديد الاتجاهات علي كوكب الأرض و تحتوي علي مؤشر مغناطيسي يدور بحرية ليوجه نفسه بدقة تجاه ( الشمال ) في المجال المغناطيسي للأرض، مما يتيح معرفة باقى الاتجاهات ( الشرق والغرب والجنوب )، فإن البوصلة التَفَكُّرية - من وجهة نظري المتواضعة- تعني بأنها:

قدرة العقل البشري على توجيه الفكر والسلوك، بالتفكير الإيجابي ، والتأمل الوجداني بالقلب والروح والحواس، والتدبر العقلي بالتحليل والنقد والتقييم، وفلترة المعلومات والمعارف، لمعالجة المعضلات، باستخدام مناهج العلم وأدواته، والتكنولوجيا ومستحدثاتها، عند التعامل مع الذات والآخرين، وكل ما يحيط به.. تجاه (التَفَكُّر الحِكْمِي)، للارتقاء معهم، وبهم، نحو ( تحقيق الغاية من حكمة وجود المخلوقات، والإنسان، في الكون ).

مثال:

إن المؤرخ، هو من يبحث في الأسباب ويسرد الأحداث ويرتب النتائج وفق إجراءات منهجية بكل دقة وأمانة ... وهكذا يكون مفكرا ويمكن أن يبدع في تفسير هذه النتائج التي توصل إليها بأساليب علمية... وبذلك يكون المؤرخ ( مفكرًا مبدعًا ).. وكذلك الحال بالنسبة للروائي فيكون ( مفكرًا مبدعًا) .. حين يبدع في تضفير السرد التخيلي للحدث التاريخي ....

ولكي يكون ( المؤرخ مُتفكّرًا إبداعيًا )، فإنه يجب أن يستخدم بوصلته التفكرية ، بالتفكير الإيجابي، وتوجيهها نحو اكتشاف مواطن ( التفكر والحكمة ) حتى في المواقف السياقية المرتبطة بالأشخاص أو غيرهم، بكل دقة وأمانة، وباستخدام أدوات علمية ملائمة، ليستثير تفكر المستقبلين، سواء من الباحثين، والروائيين، والمفكرين.... على الفلترة والمعالجة التفكرية من خلال أعمالهم سواء تصميم برامج تعلم، أو أعمال درامية مثلاً .. تؤدي بدورها إلى إنشاء جيل من المتفكرين.

فعلينا أن نتبين الحكمة في مواقفها السياقية، حتى يكون للتاريخ، والعلم، والتكنولوجيا، والتعلم،.... قيمة، نهتدي بها، للمحافظة على الاستدامة التَفَكُّرية من جيل إلى جيل.

• ثانيًا : استدعاء المبدع لنظارة التَفَكُّر التكنولوجي (TCG) لديه:

وهي اختصار للمصطلح Technological Contemplation Glasses: ويمكن القول بأنها:

" نظارة تتيح القدرة للإنسان في أي مجال، على التبصر بحقيقة الأمور، ومعالجتها تفكريًا ( بالتفكير المعرفي، والتأمل الوجداني، والتدبر العقلي )، والقدرة على تذوق جمال الحكمة ( التَفَكُّر الحِكْمِي ) في المواقف والمعضلات ضمن سياقاتها المتعددة، والتخطيط لصنع أي عمل أو مُنْتَج، يسهم به مع الآخرين في الارتقاء بالفكر، والسلوك، والوجدان، والقيم الإنساني بمجتمعاتنا العربية الأصيلة إلى الأفضل، والعمل على استثارة الخلايا العصبية التَفَكُّرية لإدراك وتكوين روابط، وعلاقات جديدة، لم تكن معروفة من قبل ، بهدف تحقيق الغاية من خلق الإنسان في الكون، كما أرادها الله عز وجل "، حتى لو بدى لنا الشيء سلبيًا أو سالبًا، في كل ما تراه العين، وكل ما تسمعه الأذن، وتستكشفه الحواس، سواء بالتعامل الواقعي المباشر، أو الافتراضي من خلال المستحدثات التكنولوجية أو تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

• ثالثًا: البصمة التَفَكُّــِرية Contemplative Fingerprint للمبدع :

تشير إلى الأثر التَفَكُّري العميق الذي يتركه المبدع المُتَفَكِّر في كل عمل يقدمه أو ينتجه في مجال ما، بحيث تعكس قدراته ومهاراته التَفَكُّرية الإبداعية في التعامل مع الأفكار، والمعلومات، والمعارف، لمعالجة المعضلات، واستثارة ( التَفَكُّر الحِكْمِي ) لدى الآخرين، وتحفيزهم على إدراك واستكشاف علاقات جديدة، في سياقات متعددة، تسهم في الارتقاء بالواقع إلى الأفضل، لتحقيق الغاية من خلق الإنسان في الكون، إن هذه البصمة التَفَكُّــِرية تدعونا للفلترة التَفَكُّرية عند تفاعلنا مع المعلومات في عصر التكنولوجيا الحديثة، وما يمكن أن يترتب على ذلك من تأثيرات على المجتمع ككل، فعالم الأفكار هو عالم متشابك ومعقد، حيث كل بصمة تترك تأثيراً خاصاً في نسيج التاريخ والمعرفة.

رابعًا: الاستدامـة التَفَكُّريـة Contemplative Sustainability)

تعتبر مصطلح (الاستدامة التَفَكُّرية أحد نتاجات (مرجعية من التفكير إلى التَفَكُّر)، وهي مصطلح يجب ضرورة تبنيه وتأصيله، في المجالات الحياتية المرتبطة بالتطوير الدائم والمستمر للبيئة الإنسانية في أي وقت وأي مكان، لأن الإنسان إذا لم يكن متفكرًا، في حدود مستوى قدراته ومهاراته التَفَكُّرية، أيًا كانت حتى لو كانت في حدها الأدنى البسيط، مع بيئته بكل مكوناتها ( البشرية والمادية والطبيعية ) في كيفية تحقيق الاستدامة، وفق مبادئها، والتي تشمل: ( التكامل – العدالة– الكفاءة– المرونة– المشاركة للجميع في عملية صنع واتخاذ القرار) .

يمكن القول بأن الاستدامـة التَفَكُّريـة، تعني:

القدرة على التفكير بشكل مستدام وإبداعي في مواجهة التحديات البيئية والاجتماعية، وإنها بوصلة للمبدعين الحقيقيين الذين يسعون إلى إيجاد حلول إبداعية ومبتكرة، طويلة الأمد، ومستدامة للتحديات التي نواجهها، بتطوير الأفكار، من خلال مستويات وسياقات ( مرجعية من التفكير إلى التَفَكُّر )، ودراسة كيفية تطبيقها في الواقع، وتحويلها إلى أفعال ملموسة، يمكن قياس تأثيرها التَفَكُّري على الأفراد في البيئة والمجتمع.

تتطلب البيئة التَفَكُّرية للمُتَفَكِّر المبدع مجموعة من العوامل المترابطة لتمكين الإبداع وتعزيزه، لا تقتصر هذه البيئة على المكان الفيزيائي فقط، بل تتعداه لتشمل الجوانب النفسية والاجتماعية والثقافية، ويمكن تلخيص أهم عناصرها فيما يلي:

• يؤثر المبدع في بيئته بطرق متعددة لإعادة تشكيلها، وذلك من خلال:

1 - ابتكار حلول جديدة للمشاكل:

يُلاحظ المبدع المُتفكّر المشاكل والقصور في بيئته، ويستخدم إبداعه لاختراع حلول مبتكرة لها، قد تكون هذه الحلول تقنية، اجتماعية، أو فنية، لكنها جميعاً تُسهم في تحسين البيئة وتطويرها.

– مثال: ابتكار تقنيات جديدة للطاقة المتجددة لحل مشكلة التلوث البيئي.

2 - تغيير المفاهيم والنظريات التقليدية السائدة:

يُقدم المبدع المُتفكّر أفكاراً جديدة وتفسيرات مختلفة للظواهر، مما يُسهم في تغيير المفاهيم والنظريات السائدة في بيئته، هذا التغيير قد يكون تدريجياً أو ثورياً، لكنّه يُؤثر بشكل عميق على طريقة تفكير الناس وتفاعلهم مع بيئتهم.

– مثال: ظهور نظرية النسبية التي غيّرت فهمنا للزمان والمكان.

3 - إلهام الآخرين وتغيير السلوكيات:

يُلهم المبدع المُتفكّر الآخرين من خلال أعماله وإنجازاته، مما يُحفزهم على التفكير بشكل إبداعي والمساهمة في تطوير بيئتهم. قد يُسهم هذا الإلهام في تغيير السلوكيات الاجتماعية والثقافية، وإحداث تحول إيجابي في المجتمع.

– مثال: حركات حقوق الإنسان التي ألهمت ملايين الناس للعمل من أجل العدالة والمساواة.

4 - تعزيز ثقافة إبداعية:

يُسهم المبدع المُتفكّر في خلق ثقافة إبداعية في بيئته من خلال مشاركة أفكاره، وتشجيع الآخرين على التفكير بشكل إبداعي، وتوفير بيئة داعمة للإبداع والابتكار، هذه الثقافة تُسهم في تعزيز التقدم والنمو في مختلف المجالات.

– مثال: تأسيس ورش عمل فنية أو حاضنات أعمال تُشجع على الابتكار.

5 - تطوير التقنيات والأدوات:

يُطور المبدع المُتفكّر تقنيات وأدوات جديدة تُسهم في تحسين حياة الناس وتسهيل أمورهم، هذه التقنيات والأدوات تُغيّر من طبيعة البيئة وتُسهم في تطويرها.

– مثال: ابتكار الإنترنت الذي غيّر طريقة تواصلنا وتفاعلنا مع العالم.

6 - إعادة تعريف الجمال والمعنى:

يُعيد المبدع المُتفكّر تعريف الجمال والمعنى في بيئته من خلال أعماله الفنية أو الأدبية أو الموسيقية، هذا التغيير في المفهوم الجمالي والمعنوي يُؤثر على طريقة تفاعل الناس مع بيئتهم، ويُسهم في إثراء حياتهم.

– مثال: أعمال فنية تُبرز جمال الطبيعة وتُشجع على حمايتها. باختصار، يُعدّ المبدع المُتفكّر قوة دافعة للتغيير في بيئته، فهو لا يتأثر بها فقط، بل يُؤثر فيها بشكلٍ عميقٍ ومستدامٍ من خلال ابتكاراته وأفكاره وإلهامه للآخرين. تأثيره هذا قد يكون تدريجياً أو سريعاً، لكنّه يُسهم في تشكيل بيئة أفضل وأكثر ازدهاراً.

د .عماد عبد الهادي محمد صديق الاستدامـة التَفَكُّريـة.. بوصلة المبدع الحقيقي في بيئته!! الجارديان المصرية