الإثنين 7 يوليو 2025 07:39 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : إلتهاب الأمعاء ومنع تحوله إلى سرطان

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

مرض إلتهاب الأمعاء المزمن يعتبر من الأمراض صعبة العلاج وينطوي علي خطر حدوث مضاعفات أكثرها خطورة الإصابة بسرطان الأمعاء إذا ما تسبب في تلف دائم في أنسجة الأمعاء. وبجانب الاستعدادات الوراثية توجد عوامل أخرى مثل نمط الحياة وبالأخص النظام الغذائي جميعا تؤدي إلى ظهور أمراض مثل إلتهاب القولون التقرحي أو داء كرون والتي تبدأ في الظهور في سن 15-29 عاماً وهي فترة من العمر حرجة للتعليم والتطور المهني المبكر ، وتبدو الأعراض أحياناً تدريجياً وأحياناً أخرى على شكل نوبات مصحوبة بتقلصات شديدة في البطن واسهال وفقدان الوزن وإرهاق مصحوبة بمستوى عال من الضغط النفسي، هكذا يبدأ غالباً مرضا إلتهاب الأمعاء المزمنان الأكثر شيوعاً وهما داء كرون والتهاب القولون التقرحي، بينما يؤثر الأخير علي البطانة الداخلية للامعاء الغليظة، يمكن لداء كرون أن يؤثر على كامل سمك جدار الأمعاء، خاصة الأمعاء الدقيقة، ولكن أحياناً يصيب المعدة والمريء.
لذا فإن التشخيص المبكر والعلاج الفوري تعتبر من الأهمية بمكان بحيث يقي المريض من مضاعفات خطيرة ، في هذا السياق أكتشف باحثون من مستشفى شاريتيه الجامعي في برلين هدفاً علاجيا لهذا المرض سوف يسهم بشكل كبير في وقف العمليات الالتهابية المستمرة ونشرت نتاجهم يونيو الجاري في مجلة نيتشر اميونولوجي Nature Immunology.

العلاجات التقليدية لمرض إلتهاب الأمعاء المزمن تستهدف تثبيط الجهاز المناعي ككل، لكن ولأن العلاجات الأحدث أكثر تركيزاً، حيث تعمل على إعاقة العملية الالتهابية عن طريق حجب مواد ناقلة محددة تسبب الالتهاب في الجسم، ومن ثم نجح فريق البحث في تحديد التفاعل بين مادتين ناقلتين للجهاز المناعي باعتبارها الدافع وراء حدوث الالتهاب المعوي المزمن، المادة الأولى هي انترلوكين-22 وهو بروتين يدعم الخلايا المبطنة للامعاء ويساعد في الحفاظ على الحاجز الواقي، والمادة الثانية هي اونكوستاتين م وهي جزيء إشارات يلعب دورا هاما في إصلاح وتمايز الخلايا، هذان الناقلان المناعيان يعملان معا ويزيدان من حدة الالتهاب ويجذبان المزيد من الخلايا المناعية إلي الأمعاء مثل نار تشتعل وتنتشر. ولأن المرضى الذين لديهم مستويات عالية من اونكوستاتين م لا يستجيبون للعديد من العلاجات الشائعة ومن ثم فإن هذا يعني أن مستويات اونكوستاتين م تساعد في التنبؤ بفشل العلاج التقليدي مما يستوجب استخدام العلاج الأحدث.
قام الباحثون في تلك الدراسة بحجب مواقع ارتباط اونكوستاتين م تحديداً في نماذج التجربة ولاحظوا انخفاضاً واضحاً في كل من الالتهاب المزمن والسرطان المرتبط به. لذا وبفضل دور اونكوستاتين م وتفاعله المعزز مع الانترلوكين-22 أصبح لدي الباحثون فهما أوضح للأسباب التي تؤدي إلى الالتهاب المزمن لدي بعض المرضى مما يفتح الباب أمام تطوير واختبار نهج علاجي جديد من خلال تعطيل التفاعل بين تلك النواقل المناعية ومن ثم تطوير علاجات موجهة ضد الآلية المعززة للالتهابات في مرض إلتهاب الأمعاء المزمن.

إلتهاب الأمعاء ومنع تحوله إلى سرطان دكتور رضا محمد طه الجارديان المصرية