دكتور عادل القليعى يكتب : إنها أميرة الفلسفة


رحم الله أميرة الفلسفة أميرتنا
أستاذتنا الراقية الأستاذ الدكتورة أميرة حلمي مطر.
أستاذ الفلسفة اليونانية ، وعلم الجمال ، والفلسفة الحديث والمعاصرة ، بل لا أكون مبالغا إذا ما قلت أستاذ كل تخصصات الفلسفة ، المترجمة البارعة ، أسطورة الفكر الفلسفي المعاصر في مصرنا ووطننا العربي
الأستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة.
إلتحقت بالسنة التمهيدية للماجستير بجامعة القاهرة كلية الآداب ، قسم الفلسفة عام 1991م.
وانتظمنا فى الدراسة ، كنا مجموع تتكون من حوالي أحد عشر طالبا وطالبة على ما أتذكر.
أول من إلتقيناه ، سعادة الدكتورة أميرة ، كنا نأخذ محاضراتنا في غرف مكتبها ، وما أن دخلت علينا ، إذ بهالة من الجمال والبهاء والوقار ، كنت أسمع عنها مذ كنت طالبا وكان ندرس كتبها ، لكن عندما رأيناها رأي العين.
رأينا خلق كريم يمشي على الأرض ، وقار ، أناقة مظهر وشكل وملبس ، كبر سن يخالطه وقار.
تعرفت علينا واحدا واحدا.
استوقفها أننا من سوهاج فقالت ، أحب سوهاج وأهل سوهاج لنا بها أحبة ولنا بها تلاميذ مخلصين.
أما طريقة شرحها للمقرر ، ما هذه السلاسة والبساطة في إيصال المعلومة ، ما هذا الربط المحكم بين الفلسفة الإسلامية والفلاسفة اليونانية ، ما أحرصها على تراثنا الحضاري ، فإنه على الرغم من معاصرتها إلا إنها كانت تربط بين الأصالة والمعاصرة.
تعلمت منها البساطة فى الشرح ، كيفية فهم النصوص ، المناقشات والمحاورات فى المحاضرة.
كنا نجلس في معيتها لا نمل سماعها ، كنا نتمنى ألا تنتهي المحاضرة.
كلفتنا ببحوث في الفلسفة اليونانية ، هل تتخيلون أنها ناقشت كل واحد منا على حدة في بحثه ، وقفت عند بحثي قليلا لأنني لم أكتبه على الآلة الكاتبة وقتها لضيق ذات اليد فكتبته بخط يدي ، قالت خطك أجمل من الآلة الكاتبة جابرة لخاطري فقد استشعرت ضيق ذات يدي خصوصا بعدما علمت أنني لم أعين معيدا واعمل في حرفة بسيطة مصرا على إكمال دراساتي العليا ، اعجبها بحثي فأعطتني تقدير ممتاز.
وانقضت السنة الدراسية ، وذهبنا لأداء الامتحانات ، أتت إلينا بامتحان ، كنا نظنه سيأتي مما درسناه كما تعودنا في مرحلة الليسانس ، لكن الوضع كان مختلفا فى الدراسات العليا ، أدينا الامتحان وكتبنا ما نعرفه وخرجنا كل منا ينظر إلى زميله ولسان حالنا يقول سنحمل بهذه المادة.
وانتهت الامتحانات ، وذات يوم ذهبنا أنا وزميل لي إلى جامعة القاهرة لنرى النتيجة ، والتقيناها وهي ذاهبة إلى الكنترول لتسلم نتيجتها خشينا أن نستوقفها ، انتظرناها إلى أن خرجت ، ذهبنا لهاثا خلفها ، ألقينا عليها السلام ، تذكرتنا قائلة أنتم من سوهاج ، قلنا نعم سألناها عن النتيجة .
عادت مرة أخرى إلى الكنترول ، ويبدو أننا كنا رسوب في مقررها ، فقالت بخفة دمها التي عهدناها منها فى محاضراتها ، أنا نجحتكوا لوجه الله ، قلت لها نجحنا قالت هتمشوا ولا أرجع الكنترول مرة أخرى.
أستاذ قلما يجود الزمان بمثلها.
رحم الله اميرتنا
الأستاذ الدكتورة اميرة حلمي مطر
أستاذ الفلسفة بآداب القاهرة.
أستاذ الفلسفة بآداب حلوان.