عادل القليعي يكتب : رسالة إلى رسول الله صل الله عليه وسلم.!


.بدون ألقاب أكتب ، فأنت يا حبيبي معلمنا الأعظم، وتزول كل الألقاب في حضرة معيتك
فرسالتي إلى خير خلق الله وأعز خلق الله إلى الله ، محمد رسول الله صل الله عليه وسلم.
أبعث إليك يا رسول الله برسالتي من قلب محب لك متيما بك وبخصالك الحسان.
استميحك عذرا أبا القاسم فلا تؤاخذني إن جاوزت قدري ، فحبي لك قد فاق حدي.
فماذا سنقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، عندما نتلو قوله تعالى وهو يسمعنا.
(ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)
نقول أتيتنا بالعدل وأتينا بعكسه ، ظلم بعضنا بعضا وجار بعضنا على حقوق البعض الآخر.
فستأسد القوي على الضعيف وطغى عليه وأكل حقه وما أكثر المستأسدين المستذئبين الآن.
أتيتنا بالمحبة وضربت لنا أروع الأمثلة في حبك لربك وحبك لصحابتك وحبك لنا أشد وأعظم
ضربت أروع الأمثلة فى المحبة بأحاديثك القيمة
(المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا).
قمة الحب ، في هذا التشبيه المجازي البليغ ، كالبنيان وليس أي بنيان بنيان مرصوص ، فعندما يتراص البنيان في عمل هندسي منضبط فلا يمكن أن ينهار أبدا ، هكذا المؤمن بالنسبة لأخيه المؤمن يشد أخيه ، وقوفا بجوار أخيه في أفراحه وفي أتراحه لا يتركه قيد أنملة ولا يفرط به.
لكن ماذا نقول له الآن ، عذرا رسول الله فما طبقنا حديثك ، لا تؤاخذنا رسول الله فقد ضيعنا أماناتك.
رأينا إخواننا في غزة يبادون قتلا وتشريدا وتجويعا ، نعم تجويعا ، رأينا الأطفال يموتون جوعا ومن بقي حيا منهم ، رأيناه يلملم بقايا الطعام الملقى على الأرض ، ولم نفعل لهم شيئا ، بأي وجه سنلقاك ، بأي حق سنطلب شفاعتك.
أليس أهل غزة إخواننا فى الدين ، ولهم حق علينا ، حتى الدعاء ندعوه لهم على استحياء ، أي خزي وأي عار ما نحن فيه.
هل وصل بنا الحال إلى أن نتوسل إلى حفدة القردة والخنازير أن يفرجوا عن قوافل الإغاثة لإخواننا.
أتيتنا ببر الوالدين وطاعتهم وفرضت ذلك فرضا في أكثر من حديث من أحاديثك الصحاح ، فهل راعينا آبائنا وأمهاتنا ، هل قمنا عليهم ، هل راعينا الله فيهم ، أم فضلنا أزواجنا عليهما وأودعناهما دور المسنين بحجة رعايتهما ، نحن أولى بهما من دار المسنين ، هل أحسنا إليهما ، هل طبقنا أحاديثك يا أبا القاسم ، هل طبقنا حديثك بروا آبائكم تبركم أبنائكم.
هل عملنا بحديثك الجنة تحت أقدام الأمهات ، لا لمن نعمل بذلك ، ضربنا أمهاتنا وطردنا آبائنا من بيوتنا لماذا ، لأن البيوت ضيقة تكفي الأسرة بالكاد ، وهما أين يذهبان بعدما كبرا وطعنا فى السن ، نتركهما هملا ونلقي بهما فى الشوارع ، ليتعطف عليهما متصدق فيتصدق عليهما ويأخذهما عنده.
ما هذا الحال الذي وصلنا إليه ، يا رسول الله ضاقت علينا الأرض بما رحبت ، يا رسول كثر الخبث ، وكثر اللغط وكثرت الحماقات ، وكثر الجدال والفسوق والكفر والعصيان.
يا رسول الله ملأ الرويبضة الدنيا واختلط الحابل بالنابل وانقلب الحق باطلا والباطل حقا.
يا رسول الله كثرت المزامير وانتشر الفساد بطريق فجة وملأ اللحم الرخيص كل مكان ، وانتشر السفور والفجور والزنا والرجاء والنفاق والتزوير والخداع والغريبة والنميمة.
يا رسول الله المساجد تشتكي إلى الله وإليك قلة المصلين ، وقلة الطاعات.
الناس تملأ المقاهي تنتظر مباريات الكرة ، تلهو وتلعب ، الشباب على قوارع الطريق يضايقون المارة أمام المساجد لا حياء ولا استحياء
والمؤذن ينادي حي على الصلاة ، حي على الفلاح ولا أحد يجيب إلا ما رحم ربي.
يا رسول الله أخشى أن يأتي يوم يمل الدعاة الدعوة ويسئمون ويصيبهم الفتور.
أخشى أن ينخرطوا ويخوضوا مع الخائضين من أجل المال أو الجاه والشهرة والحظوة.
يا رسول الله ما عسى العلماء أن يفعلوا بعدما افنوا أعمارهم فى طريق العلم لتبصير الناس ولم يأخذوا حقوقهم ولم يكرموا التكريم الذين يستحقونه وسط كل هذه الشللية والوساطة والمحسوبية.
يا رسول الله هذه شكايتنا إليك
وهذا اعتذارنا إليك
فهل ستقبله
بربك أجبنا.!
محبك
#عادل بن خلف عبد العزيز بن أحمد القليعي.