وجيه الصقار يكتب : الثانوية عنوان فشل الدولة !


بصراحة.. الثانوية العامة فى مصر أصبحت عنوان فشل الدولة، تتجسد فى نتائج الامتحانات وتقرير البكالوريا التى أقرت دون فهم أو تخصص فى سابقة مدمرة لم تحدث فى التاريخ، بدءا من تطبيق امتحانات "حادى بادى" التى تشجع على الغش السريع لكامل الدرجات فى دقيقتين، كما لوأنها متعمدة لهدم الجيل للأسف .فالامتحان لا يقيس المستوى الحقيقى للطالب ومواهبه وهضم المادة وإضافاته الإبداعية وثقافته الواسعة، فامتحان الثانوية تقييم كامل لكل السنوات الدراسية السابقة وتهيئته لدخول الجامعة وأساسها فى البحث العلمى لنهضة البلد، مما شجع الفساد والإفساد الواضح على دخول مرحلة الغش الالكترونى من بضع سنين، وودخول تكنولوجيا السماعات الدقيقة التى يصعب اكتشافها زالتى تستوردها مصر من الصين لهذا الهدف فقط، ولو أن الحكومة جادة وحريصة على الشعب ما سمحت باستيرادها حتى أصبحت مقياس التفوق هذا العام، لذا ارتفع ثمنها فى بعض المناطق إلى 20 ألف جنيه، ولا يعقل أن أجهزة الدولة لا تعرف بانتشارها بين الطلاب، لأن نحو 400 ألف طالب استخدموها ولا يعقل أكثر أنها لا تعرف تجار السماعات وهذا يدين الدولة صراحة، مما يدمر البلد ومستقبل الأجيال ليرتقى اللصوص والفاشلين أعلى المناصب فى الدولة، ليدمروها تماما. هل تعجز الدولة عن التشويش بسهولة على الكترونيات كل لجنة؟! هل تعجز الدولة عن قطع النت فى ساعة الامتحانات .هذا يعنى أن الجريمة مقصودة للأسف. ثم تأتى البكالوريا لتخريب مابقى من الشخصية المصرية تماما، الشواهد كشفت أن معظم الناجحين فائقى الدرجات مستواهم دون الصفر طوال حياتهم التعليمية، وأغلبهم كان ينجح بملاحق سنويا، هل رأيتم طالبة الصفر الأولى بإعدادية بنى سويف وطالبة سوهاج التى ذبحتها النتيجة والطلبة المتفوقين بمجموع أقل من 70% .للأسف اهتزت صورتنا نحن الآباء فى نظر أبنائنا، لأننا علمناهم أن الغش حرام وجريمة، فرفضوا الغش وتمسكوا. وفى النهاية أولاد اللصوص تفوقوا عليهم بمراحل فالأبناء ينظرون للآباء أنهم أضاعوهم وأن القيم لا قيمة لها فى معركة تديرها الدولة وأن العدل لا يستقيم فى حياتهم .. مع لصوص يسرقون مستقبلهم، والجميع يعرف أنهم يهددون الامن القومي المصرى، فلم تعد المذاكرة والسهر والتعب طوال عام كامل مقياسا للنجاح والتفوق، لافائدة حتى فى الدروس والمذاكرة. مع لعبة الانترنت لنقل كل الاجابات في ثوان إنها الصدمة الطالب المجتهد كسرت عقيدته فى الاجتهاد ليكون الشيطان نموذجه الاول، بعد انهياره ليرى المتفوق بالسرقة طبيبا أو مهندسا ليتخرج مواطن فاسد مدمر، ليحطم الطالب المجتهد وبالتالى نحطم المجتمع كله فلا قيمة للمذاكرة مع ظاهرة السماعات، وعلى الآباء تجهيز سماعات الغش..إن ماحدث فشل حقيقى.. الدولة الآن ملزمة بعقد امتحانات قبول واختبارات قدرات فى جميع الكليات القمة والقضاء على مشكلة السماعات بقطع النت حول اللجان واستخدم أجهزه تشويش داخل لجان الثانويه ويفضل أيضا عقد الامتحانات فى الجامعات، لأن هناك لجانا تباع فعلا بدليل تلك المدارس التى حصل طلابها جميعا على مجموع واحد بحدود 95%.. فهل نستوعب الدرس ..؟