الجمعة 1 أغسطس 2025 08:23 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

د سامى اسماعيل يكتب : زياد الرحبانى ذائقة جمالية وسياسية مختلفة

د. سامى إسماعيل
د. سامى إسماعيل

برحيل الفنان والموسيقى والمسرحى زياد الرحبانى فقدت الامة العربية قامة فنية كبيرة .هكذا جاء وصف النعى الرسمى لحزب الله وفاة زياد الرحبانى بانه ..القامة الفنية والوطنية المقاومة .

ونعت الرئاسات الثلاث فى لبنان وفاة زياد الرحبانى .ونعت لبنان وسوريا والامة العربية كلها زياد .
فكيف تم الاجماع على حب وتقدير ذلك الفنان الموسيقى والمسرحى والسياسي والماركسى العنيد والساخر .
اجماع ينم عن تقدير حقيقي لموهبة جادة وحقيقية كان فى استطاعته ان يعيش فى ترف الارث الفيروزى والرحبانى الكبير ولكنه اثر على نفسه ان يعيش فى ترف ذلك الارث وراح يرسم لنفسه مساره الخاص .
انخرط زياد الرحبانى فى العمل بقوة فى قراءة الواقع السياسي والاجتماعى اللبنانى وانضم فى مرحلة ما فى حياته الى الحزب الشيوعى اللبنانى وعاش فترة عصيبة وصعبة اثناء الحرب الاهلية اللبنانية وامن بقوة المقاومة اللبنانية ممثلة فى حزب الله فى حربها مع الكيان المحتل
وانتقدها بشدة فى مرحلة تالية .
كتب مسرحيات شهيرة انتقد فيها الواقع المعيش ..مثل بالنسبة لبكرا شوا ؟ و فيلم اميريكى طويل و شي فاشل وبخصوص الكرامة شو .
كانت تلك المسرحيات بمثابة قراءة سياسية واجتماعية ساخرة تنبأ فيها بالتكتلات الطائفية التى افرزت الحرب الاهلية فى قراءة بريختية للمشهد السياسى والاجتماعى اللبنانى
كانت افكاره السياسية شديدة الوضوح للجميع واشتراكيته واضحة للجميع ايضا كذلك حبه للزعيم الخالد جمال عبد الناصر .
فكيف لمثل هذا الفنان ان تعبر اعماله الفنية عبر الذائقة الجمالية للجميع ؟
كيف نعاه الجميع ؟
جلست امه الثكلى امام نعشه صامدة
لتوديعه .وهى التى اثرت الا تاخذ فى حياتها اية مواقف سياسية واضحة فى مجتمع تعالت فيه نبرات الطائفية. فى حين خالفها زياد فى ذلك وعبر عن نفسه بقوة واشتبك مع واقعه الاجتماعى والسياسي
برحيل زياد الرحبانى فقدنا احد الاصوات الحرة العنيدة والساخرة والمقاومة . التى عبرت عن نفسها بقوة وجسارة غير معهوده .

د سامى اسماعيل
كلية الاداب جامعة بنها

d7e41edcb6e7.jpg
د سامى اسماعيل زياد الرحبانى ذائقة جمالية وسياسية مختلفة الجارديان المصرية