الجمعة 1 أغسطس 2025 08:23 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

المستشار أحمد النجار يكتب: فيروس سي ..بين دروشة الجهلاء وإدراك الأسباب

المستشار أحمد النجار
المستشار أحمد النجار

منذ سنوات قليلة انتشرت اصابات فيروس سي ؛وتغلغلت فى صفوف الشعب المصري حتى صارت وباء يحصد الأرواح؛
وكانت أطوار المرض معروفة ومشهودة للجميع ...
ولم تكن نسبة الشفاء منه تتجاوز نسبة تقدر بأصابع اليد ..
بل كانت مضاعفات العلاج بحقن (الانترفيرون )تتفوق على أعراض المرض ذاته ...
وانتشرت خرافات العلاج بنقر الحمام وقرص النحل ؛ كما انتشرت اعمال الشعوذة والخرافات ...
واخيرا تناول بول الإبل ...الخ
ولم تسلم الدولة هى الأخرى من السقوط في مستنقع الخرافة؛ باعلانها عن اكتشاف جهاز لعلاج الايدز والفيروس فيما سمى بجهاز( الكفتة ) ...
وتم الإعلان عنه عبر حملة إعلامية ودفعوا بشخص انتيكة يرتدى زيا نظاميا يسمى (جنرال عبد العاطى ) تحت مسمى أنه ذلك العالم الفذ الذى انقذ البشرية من هذا الفيروس ..
المهم ...و
ذات ليلة وضحاها ...يتم الإعلان عن اختراع دواء جديد للقضاء على هذا الفيروس يسمى (السوفالدى )؛
المشكلة أن هذا الدواء تم الإعلان عنه بأمريكا ؛
وتمتلكه شركات الدواء الأمريكية ..
وبالطبع كان غالى الثمن إلى درجة تفوق قدرات الدولة المصرية؛
وتفوق قدرات السواد الأعظم من المرضى المصريين ..
وحسب التصنيف الطبى للهيئات العالمية المختصة؛ فقد تم ادراج مصر ضمن المناطق المنكوبة بهذا الوباء ...
ومع تولى الرئيس السيسى ؛
تضع الدولة المصرية مواجهة هذا الوباء على رأس أولوياتها..
ويتحول هذا المرض بفعل السوفالدى؛ الذى بادرت الدولة بتوفيره للمرضى مجانا اوشراؤه بمبالغ متواضعة فى متناول الجميع إلى ذكرى غير طيبة ...
وتنجلى شمس الحقيقة..
مخترع هذا الدواء د يموتد شينازى ..
وهو يهودى مولود فى مصر؛ وعاش فيها مع اسرته حتى هاجر منها فى الخمسينيات ..
ووفاءا منه إلى الوطن الذى ولد فيه ...فقد فضل حصول مصر على الدواء بسعر زهيد؛ أقل بكثير من الأسعار العالمية ..
هذا اليهودى انتصر للإنسانية وتحررمن التعصب الديني والايدواوجى ..
كما أنه قدم دليلا دامغا على التجرد والرقى الانسانى والأخلاقى ..
وقد آن الأوان أن نعيد النظر فى مواقفنا تجاه الآخرين..
وان نخاطب العالم بلغة السلام والإنسانية ..
هذا الطبيب اليهودى قدم لنا الشفاء متمثلا فى هذا العقار؛ الذى كفل لمرضى الفيروس الاستمرار على قيد الحياة ..
ولم يتردد فى ذلك رغم كونه يهوديا ؛
مع علمه بما يتضمن أن اى منبر اسلامى يوم الجمعة لايخلو من الدعاء عليهم ؛
بينما يردد هؤلاء الضحايا الذين كان سببا فى شفائهم من خلف الإمام (آمين) ...
يدعون بهلاك من كان سببا فى الشفاء وينقادون مزعنين لمن لم يقدم لهم سوى الظرط عليهم وبول الإبل ..
انما تؤخذ الدنيا بإدراك الأسباب ..
اسباب العلم وأسباب القوة ..
وبغير اتباع الأسباب فلانهضة ولا بقاء على قيد الحياة من الأساس..
استقيموا ....

المستشار أحمد النجار فيروس سي ..بين دروشة الجهلاء وإدراك الأسباب الجارديان المصرية