د. هانى المصرى يكتب : الدمية والصانع .. كيف أتحد مرتزقة الإخوان مع الكيان المحتل ضد مصر


منذ السابع من أكتوبر 2023، والعالم يترقب فصول المأساة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، تحت قصف الاحتلال وتجويعه المستمر. وبينما ظنّ البعض أن هذا العدوان الوحشي سيوحد الصفوف، أطلّ من بين الركام وجه الفتنة من جديد، وهذه المرة عبر تحالف غريب – ليس غريبًا على من يعرف خيوطه جيدًا – بين "الدمية" جماعة الإخوان المسلمين، و**"الصانع" الحقيقي: أجهزة المخابرات الإسرائيلية**.
من غزة إلى العواصم الأوروبية: حملة ممنهجة بتوقيع مشترك
التحالف لم يعد سرًا. لقد أصبح من الواضح أن عناصر الإخوان المسلمين في عدد من الدول العربية والأوروبية قد تم توجيههم بدقة لتصعيد هجوم إعلامي وسياسي ضد الدولة المصرية، مدّعين زورًا أن مصر تساهم في خنق غزة عبر إغلاق معبر رفح.
رغم أن الحقيقة على الأرض واضحة كالشمس:
الكيان الصهيوني هو من يحاصر القطاع من كل الجهات.
هو من يمنع إدخال الوقود والغذاء والمساعدات الطبية.
هو من يقصف المعابر الإنسانية ويقتل المدنيين عن عمد.
لكن الرواية التي انتشرت كالنار في الهشيم، خصوصًا على لسان عناصر مرتبطة بالإخوان، تعمّدت طمس هذه الحقائق وتوجيه اللوم كله نحو مصر، وكأنها هي من تحتل غزة، لا إسرائيل.
حقيقة الدور الأوروبي.. انتقائية فاضحة ومواقف مزدوجة
المفارقة الصادمة تمثلت في موقف الدول الأوروبية، التي لم تسمح خلال الشهور الأولى للعدوان بأي تظاهرات داعمة لغزة، بل قُمعت أصوات التضامن وأُغلقت المساجد ومُنعت المسيرات تحت ذريعة الأمن والقوانين العامة.
لكن حين تحرّك الإخوان – بتوجيه وتمويل واضح – للهجوم على السفارات المصرية، لم تُقمع هذه التظاهرات، بل تُرك لها العنان الكامل لتحاصر السفارات وتُطلق عبارات التحريض والافتراء بحق مصر.
لماذا؟
لأن الهدف لم يكن غزة... بل إحراج مصر في المحافل الدولية، وخلق صورة مشوّهة عن موقفها الثابت من القضية الفلسطينية.
ولكن السؤال الذي يدور بالاذهان وهو لماذا مصر بالتحديد؟
منذ بدء العدوان على غزة، كان الموقف المصري واضحًا:
رفض التهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء.
فتح معبر رفح رغم القصف المتكرر والمخاطر الأمنية.
إدخال آلاف الأطنان من المساعدات رغم العوائق.
مفاوضات غير معلنة لضمان وقف إطلاق النار.
هذه المواقف أزعجت الاحتلال، وأحرجت أطرافًا دولية تراوغ في مواقفها. ولذلك كان لا بدّ من تشويه صورة مصر، وضرب مصداقيتها في العالم. ومن هنا كان اللجوء إلى الإخوان – الأداة القديمة المجربة – ليقوموا بالمهمة القذرة.
الرد المصري حاسمٌ وواضحٌ وصارم
لم تصمت الدولة المصرية. فجاء الرد في المحافل الإقليمية والدولية، وعلى لسان القيادة المصرية نفسها، لتؤكد أن مصر لم ولن تتخلى عن القضية الفلسطينية، لكنها ترفض التلاعب السياسي والإعلامي الذي يهدف لضرب استقرارها وأمنها.
وأُحبطت عدة محاولات تحريضية في الداخل والخارج، وتم فضح الحملات الإلكترونية والمنصات الإعلامية الممولة التي رددت نفس الخطاب الإخواني الإسرائيلي.
وختاماً .. الحقيقة لا تُحاصر
لقد حاولوا قلب المعادلة: الجلاد يصبح ضحية، والوسيط النزيه يتحول إلى متهم.
لكن الحقائق على الأرض، والتاريخ القريب والبعيد، يشهدان:
من يُجوع غزة هو الاحتلال؟
من يقتل الأطفال والنساء هو الاحتلال؟
ومن يروّج لأكاذيب الإخوان، سواء في الدوحة أو لندن أو إسطنبول، هو شريكٌ في الجريمة؟
مصر ستبقى ثابتة، لا تنحني، ولا تخضع لحملات التشويه، لأنها تعرف جيدًا من هو العدو، ومن هم الدمى في يده.