جمال المتولى جمعة يكتب : إلابادة الجماعية فى غزة وصمت المجتمع الدولى


ان الكيان الذى اطلق عليه ظلما "دولة اسرائيل " لا يحترم القيم الانسانية والضوابط الاخلاقية والقواعد السياسية والقانونية, حيث يعيش اكثر من مليونين من سكان غزة حرب ابادة بشرية جماعية لم تشهد الانسانية مثيلا لها منذ الحرب العالمية الثانية ويكابدون اوضاعا مأساوية مريرة حسب تقارير المنظمات الدولية والحقوقية ومع انتشار المجاعة بين اوساطهم يبلغ بهم الجوع والتعطش مبلغا كبيرا نتيجة الحصار المطبق عليهم من العدو الصهيونى - الامريكى النازى المجرم على مرأى ومسمع من العالم .
قال البروفسور بارتوف ان الحصار الذى تضربه اسرائيل على غزة ينطبق عليه التعريف القانونى للإبادة (بينما) في حين يتخذ اساتذة قانون ومعلقون اخرون موقفا مخالفا والعجيب ان من هؤلاء المعلقين الذين تستشهد بهم *السى, ان , ان * المعلق الصهيونى بريت ستيفنز الذى سبق ان تولى رئاسة تحرير مجلة " جيروز الم بوست"- فى الوقت نفسه كتب الحقوقى البريطانى جوناثان سامبشن فى مقال جرىء وقوى " ليس لى اى موقف ايديولوجى من هذا النزاع وانما اتناوله باعتبارى من اهل القانون والبحث التاريخى على انى اتساءل احيانا ماهو غير المقبول فى عرف المدافعين عن اسرائيل ؟ أفلم يتجاوز القدر الحالى من العنف الاسرائيلى فى غزة المدى؟ إذ ليس من قبيل الدفاع عن الذات ولا حتى من جنس الاضرار الجانبية التى لا يمكن تجنبها فى الحروب إنه عقاب جماعى وبعبارة اخرى انتقام يثأر به لا من حماس وحدها بل من شعب بأكمله إنه بأختصارجريمة حرب .
اعلنت منظمتان إسرائيليتان لحقوق الانسان أن اسرائيل ترتكب جريمة "الإبادة الجماعية " فى قطاع غزة وأن هناك خطرا بأن تمتد الإبادة الى مناطق فلسطينية اخرى جاء ذلك فى مؤتمر صحفى مشترك عقده ممثلو منظمتى"بتسيلم و اطباء " من اجل حقوق الانسان فى الاسبوع الماضى فى فندق امبسادور الواقع فى منطقة الشيخ جراح فى القدس الشرقية واستعرضت فيه اهم النتأئح التى توصل اليها البحث المعمق الذى قامتا به حول حقيقة وطابع الاستهداف الاسرائيلى للمدنيين والحياة الفلسطينية فى غزة وهذا دليل اضافى الى أن أى تقييم موضوعى للحالة فى غزة يقضى الى النتيجة ذاتها إنها إبادة جماعية . هذه المرة الاولى التى تخرج فيها منظمات حقوق انسان اسرائيلية بأتهام واضح ومباشر عن ارتكاب إبادة جماعية محرمة قطعيا تحت اى ظرف حتى لو كانت بمقولة "الدفاع عن النفس "
ان المسؤولية تقع على عاتق الحكومة الاسرائيلية وايضا على عاتق المجتمع الدولى إذ يجب اتخاذ كل الخطوات الممكنة وفق القانون الدولى لوقف الإبادة الجماعية , ويمكن الاستفادة من هذه التقارير للاستناد اليها فى اعداد دعاوى ضد اسرائيل فى المحاكم الدولية ان استعمال تعبير الإبادة الجماعية المرتبط تاريخيا بمحاكمة النازية - يمكن استغلال ذلك اعلاميا وقضائيا للدفاع عن حياة الفلسطينين فى غزة وقالت يولى نوفيك مديرة" بتسيلم " اصبحت حياة جميع الفلسطينيين من النهر الى البحر مستباحة بالامكان تجويعهم وقتلهم وتهجيرهم من مكان الى أخر والوضع يزداد سوءا بإستمرار .
ما يساهم فى تقويض الادعاء بأن القول" ان اسرائيل ترتكب ابادة جماعية هو ضرب من اللاسامية ومعادة اليهود كشعب وقد سبقت ذلك تقارير ووثائق للعديد من الجهات والمنظمات الدولية تتضمن اثباتات دامغة على ان اسرائيل تمارس الإبادة الجماعية فى حربها الإجرامية على قطاع غزة وكان فى مقدمة هذه الوثائق الدعوى الرسمية التى قدمتها جنوب افريقيا الى محكمة العدل الدولية وطالبت فيها بإدانة اسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية كما اصدرت منظمتا " العفو الدولية و هيومان رايتس ووتش" تقارير تؤكد ممارسة الابادة الجماعية فى غزة .
ان العنف المنهجى والمنظم تجاه الفلسطينبين والحصانة غير المبررة التى يتمتع بها الكيان الصهيونى ونزع الصفات الانسانية عن الفلسطينيين باعتبارهم مجرد تهديد امنى وجودى يمكن القول ان هذه الخلفيات هى مقدمات ملازمة لارتكاب الابادة الجماعية التى نفذتها اسرائيل بذريعة الرد على ماحدث فى السابع من اكتوبر وبإدعاء كاذب هو الدفاع عن النفس
#جمال المتولى جمعة
المحامى -- مدير آحد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا