عبدالرحيم حشمت عسيري يكتب : مترو الأنفاق بين الواقع والمأمول


يعتبر مشروع مترو الانفاق من أعظم المشرعات القومية التي تم إنشاؤها في القرن الواحد والعشرين والتي يأتي في مقدمتها بطبيعة الحال مشروع العاصمة الإدارية الجديدة ويليها مباشرة مشروع المتحف المصري الكبير .. وذلك باعتبار مشروع مترو الأنفاق أحد أهم أفرع منظومة النقل الجماعي الحديثة التي تستخدم الطاقة الكهربائية في مصر والتي تشمل الاتوبيس الترددي والمونوريل والقطار الكهربائي .. ومن المعروف أن مترو الانفاق كشبكة نقل كهربائية سريعة ساهم بشكل كبير في تقليل نسبة الحوادث كما ساهم أيضا في تخفيف حدة الازدحام المروري الذي كانت تعاني منه محافظات القاهرة الكبرى (القاهرة والجيزة والقليوبية) لسنوات طويلة .
حيث يتكون هذا المشروع القومي العملاق الذي يمثل طفرة نوعية كبرى في عالم المواصلات العامة في القاهرة من ثلاثة خطوط تعمل على مدار الساعة بكفاءة عالية .. الخط الأول منها يبدأ من حلوان إلى المرج ، والخط الثاني يبدأ من شبرا الخيمة إلى المنيب ، والخط الثالث يبدأ من عدلي منصور إلى جامعة القاهرة .. ولا يخفى أن الشرارة الأولى في انشاء هذا المشروع بدأت في ثمانينيات القرن الماضي وما زالت أعمال التطوير والتحديث لهذه الشبكة الكبيرة مستمرة .. سواء في المراحل التي دخلت الخدمة أو المراحل الجاري تنفيذها على قدم وساق حتى هذه اللحظة .
والحقيقة أن خطوط المترو الثلاثة الموجودة حاليا في الخدمة كانت مجرد بداية .. حيث يجري منذ عدة سنوات دراسة وانشاء ثلاثة خطوط مترو أنفاق أخرى .. لتغطية كافة مناطق القاهرة الكبرى .. وهي الخط الرابع الذي يبدأ من مدينة 6 اكتوبر إلى القاهرة الجديدة ، والخط الخامس يبدأ من مدينة نصر إلى حي الساحل ، والخط السادس يبدأ من حي الخصوص إلى المعادي الجديدة .. وفي النهاية تُكون هذه الخطوط الستة المتقاطعة شبكة مواصلات كهربائية سكك حديدية سريعة تحت الأرض وفوق الأرض لا مثيل لها في الشرق الأوسط .
ومن فخامة مترو الانفاق وعظمته كوسيلة مواصلات فعالة وآمنة ومكيفة وصديقة للبيئة أصبح يمثل الخيار المثالي للتنقل لقاطني القاهرة الكبرى وزوارها من جميع المحافظات الأخرى .. وذلك لما يتميز به هذا المرفق الحيوي من تسهيل لحركة التنقل وتوفير للوقت والجهد والمال .. ولما يتميز به أيضا عن غيره من وسائل المواصلات الأخرى من سرعة وانضباط ونظافة واستخدام للنظم التكنولوجية الحديثة في توفير وسائل الأمن وتطبيق قواعد السلامة حفاظا على حياة الركاب وحماية للممتلكات العامة .. كما أنه من الأهمية بمكان الاشارة هنا إلى أن مترو الأنفاق وسيلة مواصلات مناسبة من الحيثيات كافة لطبقات المجتمع الثلاثة العليا والمتوسطة والدنيا .
ولهذه الأسباب مجتمعة ، ولغيرها من أسباب أخرى .. يعتبر هذا المشروع الحضاري –بكل ما تحمله الكلمة من معنى– وسيلة جذب فعالة للاستثمارات الأجنبية ودعاية سياحية كبيرة وواجهة حضارية جذابة حيث ينقل ملايين الركاب يوميا من المصريين والأجانب بمنتهى الراحة والرقي والسهولة .. حتى ليخيل لمن يستقله ويعيش أجواءه الحضارية –خصوصا الخط الثالث– أنه يستقل مترو أنفاق في إحدى العواصم الأوروبية المتقدمة وليس القاهرة .. مع كامل اعتزازنا بعاصمتنا النابع من أعماق تاريخنا ووافر حبنا وتعظيمنا لبلادنا المغلف بحضارة وعظمة أجدادنا الفراعنة .
ولذا ورغم كل الأحداث المؤسفة ، والحروب الدائرة ، والدمار الذي لحق بدول المنطقة ، ورغم ظروفنا الاقتصادية الصعبة ، والمؤامرات الدولية التي تحاك ضدنا من قبل الأعداء والأصدقاء والأشقاء على حد سواء .. فإن حالة الأمن والاستقرار التي نتمتع بها ، وإقامة مثل هذه المشروعات القومية العملاقة خلال فترة وجيزة .. تؤكد بما لا يدع مجالا للشك على أن مصر وهي صاحبة الإرادة الحرة المستقلة الوحيدة في المنطقة .. ستسود هذا العالم مرة أخرى كما سادته من قبل في عصر الفراعنة أو ستشارك في قيادته ورسم مستقبله على أقل تقدير .. وباختصار شديد ستتحول مصر لدولة عظمى خلال الفترة القادمة .. والدليل على صحة ذلك أن مصر كلما اقتربت من تحقيق أهدافها كثرت عليها الأحقاد واشتدت عليها الأزمات والضغوط والمؤامرات .. لكن المؤكد أن مثل هذه العراقيل لن تعطل مسيرتها بل ستزيدها همة وعزما واصرارا على المضي قُدما بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها .
هذا التحليل ليس من قبيل الأماني الواهية ، ولا هو مجرد أقول مرسلة ، ولا هو من جملة الشطحات الفكرية .. بل هو استشراف علمي لمستقبل الأمة المصرية بناء على دراسات متخصصة لأهل الخبرة ، وتقارير منظمات دولية محايدة لا تخضع لسيطرة أية دولة .. وكي يتحقق هذا الهدف النبيل السامي ليس مطلوبا منا سوى بذل المزيد من الجهد والعمل والمثابرة ، والاعتزاز بقواتنا المسلحة ، والاستغلال الأمثل لمواردنا العامة ، والاعتماد الكامل على قدراتنا الخاصة ، والوقوف صفا واحدا لا اعوجاج فيه خلف قيادتنا الوطنية الحكيمة .
حسنا فعلت الهيئة القومية للأنفاق بوصفها الجهة الوحيدة المنوطة بإطلاق الأسماء على محطات مترو الأنفاق عندما أطلقت أسماء بعض الرموز والأعلام الوطنية سواء التاريخية منها أو المعاصرة على بعض المحطات .. تخليدا لأعمالهم الوطنية ، وترسيخا للهوية المصرية هذا أولا .. وثانيا عندما قامت الهيئة بتوثيق وإحياء الحضارة المصرية .. بالنقوش ، والرسوم ، والتصاميم الحضارية الرائعة .. على جدران بعض محطات مترو الأنفاق التي أطلقت عليها أسماء المدن والأحياء التي تقع فيها تلك المحطات .. حيث جعلت لكل محطة مترو سمة خاصة ، وطابعا مختلفا يرمز لحقبة زمنية معينة .. من تاريخ الحضارة المصرية العريقة .. ورغم الجهود الجبارة والمشكورة للهيئة القومية للأنفاق لكن الأمر –بطبيعة الحال– لا يخلو من انتفاد هنا أو هناك كما سنعرف بالتفصيل بعد قليل .
واستكمالا لجمال وروعة هذا المشروع الضخم وما يقدمه من خدمة نقل حضارية غيرت شكل الحياة في مصر أقترح تصميم لوحة جدارية تحمل صورة ونبذة تاريخية مختصرة .. عن كل رمز من رموزنا الذين ازدانت محطات مترو انفاق الخطوط الثلاثة الموجودة في الخدمة تحت الأرض وفوق الأرض بأسمائهم البراقة بكل فخر وعزة .. وما ينطبق على الرموز ينطبق أيضا على المناطق التي سميت على اسمها بعض محطات مترو الأنفاق .. كبادرة مؤسسية معلوماتية غاية في الأهمية وكرسالة توعوية وتثقيفية مباشرة موجهة لركاب المترو كافة .
وبالمثال يتضح لنا المقال .. ولنبدأ بمحطة عبده باشا .. وهي إحدى محطات مترو انفاق الخط الثالث التي تقع تحت ميدان عبده باشا بمنطقة العباسية .. والتي لا يوجد فيها أية إشارة تفيد رواد المترو عمن يكون عبده باشا .. لذلك لابد من تصميم لوحة جدارية في هذه المحطة تحمل صورة ونبذة تاريخية مختصرة عن عبده باشا .. ولتكن كما يلي :- سميت هذه المحطة بهذا الاسم نسبة إلى القائد العسكري والإداري المصري البارز عبدالقادر باشا حلمي المعروف بـ عبده باشا .. والذي تولى عدة مناصب عسكرية وسياسية مهمة في الدولة في عهد الخديوي توفيق .
كذلك محطة مترو هارون إحدى محطات مترو أنفاق الخط الثالث التي سميت بهذا الاسم نظرا لأنها تقع تحت شارع هارون الرشيد بمنطقة مصر الجديدة .. ولا أدري لماذا تم اجتزاء الاسم بهذه الطريقة ؟!! .. فلو أن الهيئة القومية للأنفاق أطلقت عليها محطة وسط مصر الجديدة لبدى اسمها أكثر واقعية وكان اسما على مسمى ، ولو أن الهيئة أطلقت على هذه المحطة اسم الشارع كاملا فأصبحت محطة هارون الرشيد لاعتبرنا –من باب الافتراض– أن هذه التسمية جاءت تيمنا باسم الخليفة هارون الرشيد وتخليدا لذكراه باعتباره خامس خلفاء الدولة العباسية الذي شهد عهده العديد من الفتوحات الاسلامية وازدهرت في عصره الخلافة العباسية اقتصاديا وعسكريا وعلميا وفنيا وثقافيا .
ومن أمثلة ذلك أيضا محطة الخلفاوي إحدى محطات مترو انفاق الخط الثاني التي خلت تماما من أية اشارة من قريب أو بعيد للعالم الأزهري الجليل الشيخ محمد أبو العلا الخلفاوي الذي سميت المحطة والمنطقة التي تقع فيها باسمه .. ذلك المناضل الوطني الكبير أحد قادة ثورة عرابي الذي تصدى بقوة للخديوي توفيق واتهمه بالخيانة العظمى وأصدر فتوى بخلعه من العرش فُحكم عليه هو ورفاقه بالإعدام ليخفف الحكم بعد ذلك للنفي خارج البلاد .
وكذلك محطة كوتسيكا إحدى محطات مترو انفاق الخط الأول .. فمن المهم أن يعرف الناس عموما أن تسمية هذه المحطة والمنطقة التي تقع فيها باسم كوتسيكا جاءت كنوع من التكريم لأغنى أغنياء الجالية اليونانية في مصر في بداية القرن العشرين تيوكاري كوتسيكا .. وذلك لما قدمه لمصر من أعمال جليلة باعتباره أول من أدخل في مصر صناعة السيبرتو ومشتقاته المستخدمة في التطهير والتعقيم في المجال الطبي بكافة تخصصاته ، وما زال مصنعه قائما حتى الآن في نفس المنطقة التي تحمل اسمه ، ومن انجازاته أيضا أنه أنشأ المستشفى اليوناني بالإسكندرية على نفقته الخاصة ، كما كان له دور كبير في إنشاء مرفق الإسعاف في مصر سنة 1902 م .
أما الاشارات الغامضة والنقوش المبهمة والرسوم غير المفهومة التي قامت بتصميمها الهيئة القومية للأنفاق في بعض محطات مترو الأنفاق ولم تحقق الأهداف المرجوة منها فلا يمكن السكوت عنها ولعل أبرز مثال على ذلك .. تلك الرسوم الجدارية الموجودة في محطة مترو مسرة إحدى محطات مترو أنفاق الخط الثاني حيث أن هذه الرسوم لا توحي بأية فكرة عن مسرة ، ولا توضح عما إذا كان مسرة اسم انسان أم مكان ، وبالتالي لا تشير هذه الرسوم إلى سبب التسمية بأي شكل من الأشكال .. وللأسف عندما حاول كاتب هذه السطور البحث عمن يكون مسرة الذي سُميت المحطة والمنطقة التي تقع فيها باسمه فوجئ بأقوال متضاربة ومعلومات متناقضة وفي النهاية لم يصل إلى أية نتيجة !! .
وهكذا يتضح لنا مدى أهمية النبذة التاريخية المقترحة عن تلك القامات الوطنية الكبيرة من ذوي الأيادي البيضاء ، وأصحاب البطولات الذين قدموا للبلاد أعمالا عظيمة في كافة المجالات ، وكذلك المدن والأحياء التي أقيمت فيها بعض محطات مترو الأنفاق وسميت بأسمائها .. خصوصا إذا عرفنا المغزى من هذه النبذة وأبعادها المختلفة حيث ستكون هذه النبذة التاريخية المبسطة عن تلك الرموز الخالدة والأحياء العتيقة موجهة في المقام الأول للنشء .. كي تشعل حماسه ، وتقوي ولاءه ، وتشكل وجدانه ، وتكرس انتماؤه ، وتساهم في تكوينه الفكري ، وتثري مخزونه المعرفي ، وتجعله يسبح في سماء المعرفة ، ويغوص في أعماق التاريخ .. كما قال الأديب الكبير عباس العقاد "ليس بإنسان ولا بعاقل من لا يعي التاريخ من صغره * ومن عرف أخبار من قبله أضاف أعمارا على عمره" .
أما في المقام الثاني فستكون هذه النبذة التاريخية المقترحة موجهة لعشرات الملايين من الأجانب من عرب وعجم المقيمين على الأراضي المصرية المباركة بصفة دائمة أو مؤقتة سواء الذين تستقبلهم مصر كلاجئين ، أو الذين يزوروها كسائحين ، أو الذين يزوروها من أجل التبرك بآثار وأضرحة الصحابة الأجلاء وأولياء الله الصالحين ، أو الذين يزوروها من أجل التبرك بالآثار والكنائس والأديرة المرتبطة بمسار العائلة المقدسة ، أو الذين يدخلوها من أجل العمل ، أو الاستثمار ، أو الطبابة ، أو التعليم .. كي تدرك هذه الملايين الغفيرة من الأجانب مدى حجم وعظمة مصر تاريخا ، وحضارة ، وشعبا ، وجيشا ، وقيادة .. رغم أن مصر –بكل اعتزاز وفخر– ليست في حاجة لهذه الدعاية المتواضعة نظرا لحضورها الطاغي منذ القدم على هذا الكوكب من جميع النواحي .
وفي الختام أطالب –من خلال هذه النافذة الرائعة– الهيئة القومية للأنفاق بإطلاق أسماء بعض العظماء المصريين الذين صنعوا حالة فارقة في المجالات المختلفة وتركوا بصمة واضحة –كوضوح الشمس في سماء طيبة– على جبين مصر والعالم كله شرقه وغربه على محطات مترو أنفاق الخط الرابع والخامس والسادس قيد الدراسة والانشاء .. منهم على سبيل المثال لا الحصر .. الملك مينا موحد القطرين ودامج التاجين .. وأحمس الذي حرر مصر السفلى (الدلتا) من الهكسوس وطردهم شر طردة ولم تقم لهم بعد ذلك قائمة .. واخناتون أول من دعا إلى الوحدانية قبل نزول الكتب السماوية الثلاثة .. وتحتمس الثالث أعظم إمبراطور لأول وأقوى وأكبر امبراطورية عرفتها البشرية .. وسيف الدين قطز الذي أوقف زحف التتار فحفظ الاسلام من الضياع وحمى العرب والعالم كله من الفناء .. والسلطان الأعظم الظاهر ركن الدين بيبرس سلطان البرين وسيد البحرين وخادم الحرمين الشريفين وقاهر المغول وكاسر الفرنجة وعزيز مصر والشام وجزيرة العرب وأرض الأناضول التي يطلق عليها ما يعرف بدولة تركيا حاليا .
والشهيد البطل السلطان طومان باي الذي تصدى بكل ما أوتي من قوة للاحتلال العثماني لمصر بقيادة السفاح سليم الأول عليه اللعنة إلى قيام الساعة حيث خاض حربا شرسة في معركة الريدانية (العباسية حاليا) ضد القوات العثمانية الغازية دفاعا عن القاهرة فقدم نموذجا وطنيا مشرفا للبطولة والفداء والتضحية من أجل هذا الوطن وما كان لمثله أن يخسر المعركة لولا الخيانة ومع ذلك استشهد مرفوع الرأس وهو يهتف باسم مصر على باب زويلة فكان يوم إعدامه يوما أسود في تاريخ المصريين على يد المجرم سليم الأول الذي أسقط –باحتلاله مصر– آخر معاقل الخلافة العباسية وأجبر الخليفة العباسي المتوكل على الله على التنازل له عن الخلافة لتتحول مصر على يده الملطخة بالدماء من دولة كبرى حرة مستقلة ذات سيادة –بلغة اليوم– ومن عاصمة الخلافة العباسية لمجرد ولاية تابعة للعصابة العنصرية الخارجة عن القيم والمبادئ والملة المعروفة باسم الخلافة العثمانية بقيادة رمز الخسة والحقارة سليم الأول الذي أذل هذا الشعب العظيم وانتهك الحرمات وسفك الدماء ونهب الثروات من تحف ومعادن ومجوهرات ولم تسلم من يده الطويلة حتى المساجد والأضرحة والمقامات .. ولذلك شهدت مصر خلال تلك الحقبة المظلمة تدهورا اقتصاديا وتخلفا اجتماعيا وجمودا حضاريا وتراجعا تاريخيا .. ومازلنا نعاني من ذلك الاحتلال البغيض حتى اليوم .. وما أن وقعت مصر تحت الاحتلال العثماني حتى رفعت الجزيرة العربية الراية البيضاء مستسلمة دون قتال !! .. بل وسارعت إلى تسليم مفاتيح الكعبة المشرفة لتلك الخلافة العنصرية طواعية .. وفي ذلك عبرة لمن أراد الاعتبار .
ولم يكتف اللص اللعين سليم الأول بما ارتكبه من جرائم النهب والسلب والتدمير .. بل ارتكب جريمة غير مسبوقة في تاريخ البشرية .. حيث قام ذلك التركي الهمجي بعملية تجريف للنخبة المصرية .. وذلك بالتهجير القسري لعشرات الآلاف من كبار العلماء والعباقرة ، وأجل القضاة ، وأهم الأطباء ، وأبرز الفقهاء ، وأصحاب المهن الفنية النادرة ، وذوي الحرف المعمارية الفريدة ومعهم أدواتهم ومعداتهم اللازمة وبرفقتهم أقاربهم من الدرجة الأولى وترحيلهم إلى الأناضول –ما يعرف بتركيا حاليا– على متن ثلاثة سفن عملاقة كي يستغل تلك العقول الذكية والسواعد السمرة والأفكار البناءة والأنامل الماهرة في تشييد ما يشاهده العالم بأسره في تركيا حاليا من نهضة عمرانية ، ومعالم حضارية ، ومزارات سياحية !! .. هذا ما اقترفته تركيا العدوة اللدودة على يد حكامها المجرمين في حق مصر والمصريين من جرائم ضد الإنسانية .. ولأن الأمر كله يتعلق بالولاء للوطن والانتماء له من عدمه يتغاضى الخونة والعملاء والمأجورين ومن يؤيدهم من الجهلة والمغيبين وأنصاف المتعلمين عن تلك الجرائم البشعة التي اقترفها المجرم سليم الأول ضد المصريين .
كما أطالب الهيئة القومية للأنفاق أيضا بإطلاق أسماء هذه الكوكبة من العظماء المصريين ألا وهم –بدون ألقاب– مجدي يعقوب وابراهيم الرفاعي وفاروق الباز ومصطفى السيد وحاتم زغلول ومحمود مختار وحسن فتحي وتقي الدين المقريزي ومحمد مبروك وهدى شعراوي وطه حسين وعبدالرزاق السنهوري وعباس العقاد ومحمد صديق المنشاوي ومحمد عبده واحمد لطفي السيد ومصطفى المراغي واحمد زكي النجار وأم كلثوم وحافظ ابراهيم وفؤاد عزيز غالي وعلي عبدالرازق وابراهيم الخولي ومراد وهبه وسميرة موسى ورفاعة الطحطاوي وجمال حمدان وأنيس سامح أنيس ومحمد غنيم وسعد الدين الشاذلي وباقي زكي يوسف وعبدالرحمن الجبرتي ونجيب محفوظ وعمر عثمان وإلهام فضالي وابن اياس وعلى احمد الجرجاوي وعمر سليمان واحمد رشدي وعمر الشريف وطلعت حرب واحمد منسي ويحي المشد واحمد زويل ... وغيرهم من الرموز التي يزخر بها تاريخنا العريق منذ أيام أجدادنا الفراعنة وصولا للنخبة الوطنية التي اشعلت الفتيل الأول للنهضة المصرية منذ عهد محمد على حتى عصر الرئيس البطل عبدالفتاح السيسي .