وجيه الصقار يكتب : المحافظ.. المتعافى والمعلمين !


خلال جولة ميدانية فى المدارس، وجه (اللواء) هشام أبو النصر محافظ اسيوط، نقدًا قاسيا للمعلمين بقوله:"بتحضروا يوميًا عشان خايفين من الغياب لكن المحصلة صفر، جايين تشربوا شاي وترغوا وتمشوا، لكن احنا عايزين نقدم حاجة مفيدة» واصفا جهدهم الدراسى أنه بلا قيمة أو فائدة، وهذا الهجوم المباشر يكشف شخصية كارثة تذكرنا بواقعة محافظ سوهاج فى المستشفى ومحافظ الدقهلية اللواء الذى جرى وراء بائعة خبز مسكينة وانتزعه منها، نجد أن التصرف الغشيم لمحافظ اسيوط وهجومه المباشر على المدرس بأن جهده صفر يدل على جهل فادح بأن المدرسين فى مطحنة طوال العام الدراسى, والذى قال أحدهم : إن المعلم فى شقاء يشارك فى نظافة وتجهيز ودهان المدرسة قبل الدراسة لعدم وجود عمال، ثم يدخل عاما من العذاب الدراسى مع الطلاب دون أى إمكانات تعليمبة بجدول كامل قاتل بلا رحمة، وتحمل مشكلات الطلاب الدراسية والشخصية وإهانات أولياء الأمور لايحميه أحد، ويستمر فى المطحنة بطبيق نظام أعمال السنة المستحيل، كل يوم واجبات ورصد درجات وكتابة وتصحيح الدرس والاختبار أسبوعيا وشهريا والتيرم الاول والثانى، وفى الشهادات يشارك في كتابة وتنظيم استمارات النجاح كما يتولى توزيع أرقام الجلوس ، ويدخل على الملاحظة بالنقل وتصحيح الامتحانات ، ثم الملاحظة بالاعدادية أو الدبلوم، وينتقل إلى معجنة الثانوية العامة التى يتعرض فيها للضرب والإهانة وقتل الضمير، ثم تسليم استمارات النجاح، ولا يرتاح إلا وتأتى امتحانات الملاحق، وفى مثل اليوم يجبر على الحضور إلى لجان الانتخابات والأدلاء بصوته والجلوس طوال النهار فى صوان اللجنة، ثم ياتى محافظ غائب عن الوعى يقول: إن حصاد جهد المعلم صفر بينما هو لا يعطى 1% من جهدالمعلم ، ولوحاول فهم إدارة الوزارة لظروف المدرس ،لوجد أن المعلم مذبوح فى التعليم مع حرمانه من علاواته دون مبرر، فيبلغ متوسط راتبه نحو 6 آلاف جنيه لا تكفى نصف شهر للمعيشة فى غياب كامل للنقابة التى لا نسمع لها كلمة حق ودفاع عن جهد المعلم .. ** وعندما يحضر المعلم فى الإجازة الآن فهو جاء للتسلية والحكاوى حسب عقلية المحافظ .. فالمدرس مجبر يجرى فى السكك لتدبير ما يحفظ كرامته وأسرته، فى ظروف تعليمية ينقصها كل الإمكانات..هل سعى هذا المحافظ لحل مشكلات المدارس المادية والوظيفية ..أم أن وظيفته للمنظرة فقط، فلا لا يعرف مايحدث فى التعليم طوال العام
** إن حق المعلم على المحافظ هو الاحترام والتقدير لينعكس على معاملة الأجهزة الأخرى، فكيف يكون قدوة أمام طلاب يؤثر فيهم بالقيم والاحترام ولايجد سوى التحقير والإهانة حتى فى بيته مدرسته ..ينقصك الذكاء فعلا.