الأحد 10 أغسطس 2025 11:54 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

المحلل السياسي محمد الشافعى يكتب: الحقائق حول معبر رفح ودور مصر في أزمة غزة

الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى
الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى

** الاتهامات الجائرة والواقع المرير

في خضم الأزمة الإنسانية في غزة، تتصاعد أصوات مرتشددة على منصات التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية تتهم مصر بالتقاعس عن فتح معبر رفح أمام المساعدات، بينما تتجاهل هذه الأصوات الحقائق الجيوسياسية والعسكرية الصعبة التي تحكم الوضع.

الحقيقة التي يغفلها أو يتجاهلها هؤلاء "المتشنجون" هي أن معبر رفح من الجانب الفلسطيني تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة منذ بعد 7أكتوبر 2023، عندما احتلت إسرائيل مدينة رفح ودمرت البوابة الفلسطينية للمعبر .

** الحقائق التي يتجاهلها المتشنجون

1- من يسيطر فعلياً على معبر رفح؟

- الجانب المصري : مفتوح وجاهز لاستقبال المصابين والجرحى، مع وجود أطقم طبية في حالة استعداد دائم

-الجانب الفلسطيني : تحت السيطرة الإسرائيلية منذ بعد 7 اكتوبر 2023 ، حيث قامت إسرائيل بتدمير البوابة الفلسطينية للمعبر ومنعت دخول المساعدات

- إسرائيل تفرض شروطها : اشترطت تفتيش جميع شاحنات المساعدات في معبر "نتسانا" الإسرائيلي قبل السماح بدخولها إلى رفح، مما يضيف أياماً من التأخير

2- أين قادة حماس ومقاومتها المزعومة؟

- هربت قيادات حماس من المعبر تاركة المدنيين يواجهون مصيرهم، بينما تريد إقحام مصر في مواجهة مباشرة مع إسرائيل

- بينما تملأ شاشات الفضائيات بالهجوم على مصر، تغيب أي تحركات فعلية من حماس لاستعادة السيطرة على الجانب الفلسطيني من المعبر

- إسرائيل أعلنت صراحة عن نيتها احتلال غزة بالكامل، ولم نسمع رداً قوياً من القوى التي تتشدق بالمقاومة

3- التناقض الصارخ في الخطاب

- يتهمون مصر بينما هم أول من هرب من ساحة المواجهة

- يطالبون بدخول المساعدات "عنوة" بينما لا يملكون القوة أو الإرادة لفتح الطريق لها

- يهاجمون مصر والأردن بينما يتجاهلون الدور الإسرائيلي الرئيسي في منع المساعدات

** مصر: بين المطرقة والسندان

واجهت مصر ضغوطاً هائلة من عدة جهات:

* الضغط الإسرائيلي: تحذيرات إسرائيلية من إرسال أي مساعدات دون إذنها، فهل يتم الادخال عنوة بدون اتفاق وتقصف أي شحنات تدخل عبر رفح؟

* الضغط الأمريكي: ترامب وموقفه الملتوى الغير واضح فنرى من يقوم أحد المسؤلين بإدارته بوقف المساعدات الأمريكية إذا لم تستقبل الفلسطينيين من غزة

* الضغط الشعبي العربي: حملات اتهام غير عادلة تتجاهل تعقيدات الموقف

** رغم ذلك، ظلت مصر ثابتة على مبادئها:

- رفضت أي مخططات لتهجير الفلسطينيين من غزة

- حافظت على فتح الجانب المصري من المعبر للحالات الإنسانية

- قادت جهود الوساطة مع قطر لتحقيق وقف إطلاق النار

** الخلط المتعمد بين الأدوار

- دور مصر .. وسيط وحليف للشعب الفلسطيني، وليس طرفاً في الصراع المسلح

- دور القوى الفلسطينية .. الدفاع عن الأرض والشعب، وهو الدور الذي تقاعست عنه السلطة الفلسطينية وحركة حماس .

- دور إسرائيل .. المحتل المسيطر فعلياً على المعبر والمانع الرئيسي للمساعدات

** كلمة حق

يا من تملؤون الدنيا صراخاً واتهامات .. أين كنتم عندما احتلت إسرائيل المعبر؟

- لماذا لا توجهون سهامكم نحو المحتل الحقيقي بدلاً من حليفكم المصري؟

- متى ستتحملون مسؤوليتكم تجاه شعبكم بدلاً من إلقاء التبعات على الآخرين؟

مصر قلب الأمة العربية النابض وستظل القوة الأكبر

ستظل مصر كما كانت دائماً ( صمام أمان للأمة العربية - ملجأ للمظلومين - صوت العقل في زمن الجنون - وسيطاً أميناً للسلام )

ولكنها لن تكون أبداً أداة في يد المتطرفين والمتشنجين الذين يريدون جرها إلى حرب غير متكافئة بينما هم يقفون على منصات الخطابة يتفرجون.

اللهم احمي مصر وشعبها، وارزق قادتنا الحكمة والصبر، واهدِ المتشنجين إلى طريق الحق والعقل.

المحلل السياسي محمد الشافعى الحقائق حول معبر رفح ودور مصر في أزمة غزة الجارديان المصرية