الجمعة 22 أغسطس 2025 06:16 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : إعلاميين كروت محروقة إبعادهم مكسب

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

ما إن تجيء صفحة أو فيديو او حتي ذكر اسم من أسماء إعلاميين معروفين لأنهم يقدمون برامج تذاع يوميا علي فضائيات معروفة فما إن يأتي ذكرهم علي مواقع التواصل الإجتماعي مثل فيسبوك إلا وتجد تعليقات يكاد يكون جميعها شتائم وهجوم عليهم بما يعكس أن الكيل فاض وفاض بسبب وقاحة وفجر خداعهم وتزييفهم للواقع وتعمد اتباع استراتيجية الالهاء وتغييب العقول، بل تعريضهم الذي أصاب الناس بالملل والشعور بالغثيان إذا ما تقيؤا مديحا بكلام يحمل في طياته تطبيل فج لمسؤول أو شخصية مهمة.
هؤلاء أصبحوا عبء كبير على النظام لأنهم رغم أنهم محسوبين عليه ولا يتركون فرصة الا ويزايدون في التجويد والمديح للسيد الرئيس إلا أنه وتزامنا مع صعوبات في المعيشة يواجهها الكثير لذا فإن وجوه هؤلاء الإعلاميين ربطها الناس بمعانتهم وصعوبات الحياة لأنهم لم يكفوا يوما في إيهام المشاهدين بالمن والعسل والياقوت والمرجان والدولار الذي سوف ينسحق ويتراجع أمام الجنيه، ولكن حال الناس أصبح واضحاً ولا أحد يستطيع طمس معاناة المواطنين والضحك عليهم والتلاعب بمشاعرهم عن طريق الترهيب والترغيب.
ولأن التاريخ يعيد نفسه لكن بصور مختلفة ففي ثمانينات القرن الماضي لم يكن لبرامج التوك شو مساحة أو تأثير كالذي نراه اليوم، لكن كان للصحافة وأقلام الكتاب التأثير الأكبر على المواطنين، في هذا السياق كتب الدكتور زكي نجيب محمود عن أصوات الثلاثة والتي لا يلتقي صوت منها بصوت، لأن كل في واد يهيم، فإذا أردت تفاؤلاً، فاقرأ صوت الدولة بارقامها، وإذا أردت تشاؤما فاقرأ صوت الجمهور، وإذا أردت أن تفقد هويتك وأنت تسبح في بحر النسيان وغياب الوعي، فاقرأ بعض ما يكتبه الكاتبون، فإن صوت الدولة "ما يتشدق به هؤلاء المذيعين حالياً" يضعك علي أرض تجري فيها أنهار العسل واللبن، وصوت الجمهور يملأ سمعك بالانين ويملأ قلبك بالحسرة والأسي، ومع بعض الكرام الكاتبين لا تعرف أين أنت ولا تدري وأنت معهم متي ولماذا ?.

اكبر الظن أن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بما نعرفه عنه من حس مرهف وطيبة قلب يعرف ويشعر بما يعانيه الناس ويعلم مدي الملل والإحباط والبؤس الذي أصاب الناس جراء تلك الوجوه المفروضة عليهم والتي لازالت مستمرة في الاستحمار والاستهبال والاستغفال بسذاجة لا تنطلي حتى علي الأطفال، لذا فإن البؤس الذي سوف يشعرون به إذا ظل هؤلاء الإعلاميين قابعين علي قلوب الناس ويخرجون ألسنتهم لاغاظتم بإصرار عجيب وأنهم محصنين باستقواءهم بالنظام، لذا اظن أن سيادته وفي اجتماعه الأخير بالاستاذ احمد المسلماني قد أعطي تعليمات تهدف إلى تحسين دور الإعلام للقيام بدوره الحقيقي في التنوير والتثقيف والتوعية جنباً إلى جنب والبحث عن مواهب جديدة في مجال الإعلام وكما لو انها تحمل إشارة البدء في التغيير واستبدال الوجوه الكالحة من المذيعين الذين أساؤوا ويسيئون لصورة الاعلام المصري ويطمسون علي ريادتها في مجال الإعلام والتنوير بل إساءة لتاريخ وحضارة البلد.

دكتور رضا محمد طه إعلاميين كروت محروقة إبعادهم مكسب الجارديان المصرية