وجيه الصقار يكتب : الرتبة العسكرية ممنوعة بالمدنية!


. بمناسبة تصرف اللواء محافظ المنيا وأدائه الوظيفى وغيره تذكرت توجيهات أساتذتى بالاهرام فى بداياتى الصحفية، بضرورة حذف اللقب أو الرتبة العسكرية، لأى محافظ أو رئيس حى ينشر خبر بالجريدة، لأنه لم يعد يتبع القوات المسلحة أو الشرطة، وكنا نبادر بشطب الرتبة العسكرية، ونبدلها إلى (السيد) مهما كانت رتبة صاحبها. إذ أنه قانونا لايحق له الاحتفاظ برتبة عسكرية فى عمله المدنى فهو ليس فى موقع عسكرى أو حربى، ولا يؤدى عملا عسكريا، والآن أصبح موظفا مدنيا، ولا يحق له فى جميع الأحوال استخدام الألقاب والشارات العسكرية في الوظائف المدنية. كما نصت مدونة السلوك وأخلاقيات الوظيفة العامة لعام 2019 على منع استخدام الألقاب العسكرية في الوظائف المدنية، لتجنب ازدواج المسميات الوظيفية وخلط السلطات المدنية بالسلطات العسكرية. لكن نلاحظ هذه الأيام انتشار استخدام الرتب بالمخالفة للقانون المدنى والعسكرى الذى يحظر ذلك، وفسر البعض انتشار اللقب العسكرى والتمسك به فى الحياة المدنية حتى فى المراسلات الرسمية، بقصد إرهاب المواطن أو المسئول، واكتساب حماية من الرقابة والمحاسبة والعقاب. والمنطق السائد أن من يخلع البدلة الميرى إلى المدنية مباشرة يجهل التعامل المدنى لأنه قضى حياته فى العسكرية، لذلك لا تتعجب من سلوكه الغريب اوإساءة الإدارة المدنية مع فرض رتبته أى أنه فوق الحساب والعقاب، بينما السائد لدى المدنيين أنه ينقصه الكثير جدا من حكمة الإدارة المدنية التى تحتاج خبرات واسعة وطويلة، فلم يتدرب على أى شئ ونادرا ما يتفاهم، وكثيرا ما تحدث على يديه الكوارث وتمر دون حساب بمسمى الرتبة العسكرية، لذلك هناك ضرورة لتدريب من خرج من العسكرية أو الشرطة إلى وظيفة مدنية، لسنتين على الاقل حتى يفهم الحياة المدنية مرتبطة بدروس فى فن التعامل والإدارة، ولا أدرى ما سبب موجة الألقاب العسكرية لرجل أصبح مدنيا، ونجد ذلك أيضا فى القوانين العسكرية والإدارية في بعض الدول والتى توضح أن العسكري الذي يترك الخدمة العسكرية ويُلتحق بالعمل المدني يُشطب اسمه من السجل العسكري، ولا يُسمح له بالاحتفاظ بالرتبة كلقب رسمي في الحياة المدنية. وبالتالي فإن الاحتفاظ بالرتبة العسكرية بعد ترك العمل العسكري للعمل المدني غير جائز رسمياً، ويُمنع استخدامه في الوظائف المدنية وفي أي إطار حكومي أو إداري مدني. مابالك وعندنا يوقع رسميا بهذه الرتبة، فلا حسيب أو رقيب أو قانون اوحتى عرف مدنى. وهى توظف لإخافة من يتعامل معه، ولم نجد إلا قليلا منهم يفهم إدارة الحياة المدنية.. ليت الأجهزة المسئولة تستيقظ لهذه المشكلة والمبادرة بالتدريب والتعليم قبل المنصب، فالوظيفة ليست هبة أو ملاكى يهين الناس ويفعل ما يشاء بلا معايير أو حساب..للأسف..