المحلل السياسي محمد الشافعى يكتب: احلام ”إسرائيل الكبرى”..أوهام صهيونية تحطمت من قبل وستكون كابوس اليوم


** الجذور التوراتية لمشروع التوسع الصهيوني
الاحلام الغير واقعية والتى ستكون انتحار اسرائيلى ، حيث تعود فكرة "إسرائيل الكبرى" إلى النصوص التوراتية المشكوك في صحتها تاريخياً، حيث يستند الصهاينة إلى تفسيرات مزعومة لـ"أرض الميعاد" التي تمتد من النيل إلى الفرات . هذه الرؤية التوسعية ليست حديثة، بل هي جوهر الفكر الصهيوني منذ تأسيسه، حيث كان زعماء مثل ديفيد بن جوريون يتحدثون صراحة عن "تكسير الحدود المفروضة" و"زيادة الحيازة للأرض" كوسيلة لتعزيز القوة اليهودية .
اليوم، يعيد نتنياهو إحياء هذه الأوهام عبر تصريحاته المثيرة التي يربط فيها بين "المهمة التاريخية والروحية" و"الرؤية العاطفية لإسرائيل الكبرى" ، بل ستكون مهمة انتحارية
لنتنياهو واسرائيل .
** الواقع يفكك الأوهام: فى حرب أكتوبر 73
لقد شهد التاريخ الحديث تحطيم هذه الأحلام مراراً، بدءاً من حرب أكتوبر 1973 التي كسرت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر ، المفارقة التاريخية أن إسرائيل التي تحلم بضم أراضي من مصر والأردن وسوريا ولبنان، عجزت عن إخضاع قطاع غزة الصغير المحاصر لعامين متتاليين . كما أن الخسائر الكبيرة التي تكبدتها إسرائيل في غزة، والانشقاقات الداخلية بين المتدينين "السفارديم" الذين هددوا بمغادرة إسرائيل، كلها مؤشرات على أن "الحلم اليهودي" يتحول إلى "كابوس" كما وصفه محللون .
** ردود الفعل العربية والدولية: بين الإدانة والتحذير
أثارت تصريحات نتنياهو الأخيرة غضباً عربياً واسعاً، حيث أدان الأردن هذه التصريحات ووصفها بـ"التصعيد الاستفزازي والمخالف للقانون الدولي" . ونحذر من أن هذه التصريحات ستمثل "صفعة جديدة في وجه رعاة التطبيع"، وتكشف النوايا الحقيقية لإسرائيل التي لم يعد هناك مجال للشك فيها .. الجدير بالذكر أن وزارة الخارجية الإسرائيلية نفسها نشرت في يناير الماضي خريطة مزورة تدعي وجود "مملكة يهودية" تضم أجزاء من عدة دول عربية، مما يؤكد أن هذه ليست مجرد تصريحات عابرة بل سياسة دولة .
من الفرات إلى النيل ... أوهام لن تتحقق
تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى" ليست سوى صفير في الظلام، محاولة يائسة لإحياء أحلام توسعية تحطمت على صخرة إرادة الشعوب.
"حلم دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات لن يتحقق بإذن الله عز وجل" . القرآن الكريم يذكرنا بأن الله تعالى "كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله" [المائدة:64]، وهذا ما تؤكده سورة الإسراء بأن اليهود "كلما حاولوا العلو والسيطرة يبعث الله عليهم من يدمر ما علوا" . .. وتلك الأحلام الصهيونية والتصريحات الغير واعية ستكون كابوس ينال كل صهيونى ، وسيندم من يحاول أن يؤكد تلك الاحلام ومن معهم أوقظوا قادتكم الاسرائيلية حتى لا يأتى يوما لا ينفع الندم وستقهروا كما حدث فى اكتوبر 1973
اليوم، أمام صمت العالم المخزي، تقف المقاومة كالطود الشامخ، تذكيراً للصهاينة بأن أحلامهم التوسعية لن تكون إلا وبالاً عليهم، وسيعودون كما بدأوا - غزاة محتلين - لكن هذه المرة سيكون الندم مصيرهم، ندماً لن يمحوه الزمن.
واذكركم بما قاله الرئيس الراحل أنور السادات فى 16 أكتوبر 1973
" أن الصهيونية بدواعيها وبمنطق التوسع بالبطش ماهى إلا تشبيها هزيلا للفاشية والنازية .. تثير الإزدراء ولا تثير الخوف .. وتبعث على الإحتقار أكثر مما تبعث على الكراهية "