دكتور رضا محمد طه يكتب: هرمون حب...صداقات وعلاقات سريعة


الاوكسيتوسين أو ما يعرف بهرمون الحب، وفرته بالجسم تؤدي إلى تكوين صداقات سريعة وكذلك تفضيل الشريك، بينما نقصه يؤدي إلى تأخير تكوين علاقات ويخلق عجزاً في العلاقات طويلة الأمد بين الاقران وتنخفض كثيرا الانتقائية الاجتماعية، وهذا ما كشفت عنه دراسة أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا، بيركلي ونشرت 8 أغسطس الجاري في مجلة Current Biology .
أظهرت النتائج أن هرمون الحب أو الاوكسيتوسين يفرز في الدماغ أثناء ممارسة الجنس والولادة والرضاعة الطبيعية وأثناء التفاعلات الاجتماعية، حيث يساعد في تعميق العلاقات والروابط والتقارب والثقة بين الأفراد خاصة في المراحل المبكرة من تكوين العلاقات، ومن ثم يطلق عليه أيضاً أنه هرمون العناق والاحضان والسعادة، في تلك الأثناء من العلاقات الحميمية من لمس واستماع للموسيقى أو ممارسة الرياضة حيث يزيد مستويات هذا الهرمون بالدماغ والذي بدوره يرفع مناعة الجسم ويحسن الصحة ومن ثم تحفز مشاعر التعلق والقرب والثقة بينهم، وهذا سلط الضوء على الحالات النفسية البشرية مثل التوحد والفصام والتي قد يكون السبب فيها نقص هرمون الاوكسيتوسين، مما يؤثر سلباً على قدرة المرضي على تكوين علاقات وروابط اجتماعية أو الحفاظ عليها.
اختبر فريق البحث التأثير الكبير للاوكسيتوسين علي كل من الانتماء ودرجة العدوان مستخدمين فئران البراري والعادية، ووجدوا أن النتائج المتحصل عليها توازي تلك التي حصل عليها الباحثون بالنسبة للبشر وجميعها تؤكد على الدور الهام الذي يقوم به هرمون الاوكسيتوسين في ديناميكيات الجماعة الداخلية/الجماعية الخارجية.
بعض الأشخاص يبلغ بهم الفقر في المشاعر أو أمية وجفاف مشاعرهم درجة تجعلهم يستنكفوف أو يستكبرون بل قد يخجلون أن يعبروا عن حبهم أو تعلقهم بالآخرين وكما لو أنهم فعلوا ذلك سوف يعتبرها البعض نقطة ضعف لديهم يمكن إساءة استغلالها، ومن ثم يحرمون أنفسهم من الشعور بالتراحم بينهم وذويهم ونقص إنتاج هرمون السعادة وما يترتب على ذلك من مزاج متقلب وحرمانهم من فرصة لتحسين صحتهم وعافيتهم، ويحضرني في هذا السياق حديث شريف عن رجل هو الاقرع بن حابس والذي اندهش وتعجب عندما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم يقبل الحسن بن علي ، فقال: أن لي عشرة من الولد وما قبلت منهم أحداً، فنظر إليه الرسول وقال له "من لا يرحم، لا يرحم....والراحمون يرحمهم الله ".