وجيه الصقار يكتب : مأتم وعويل على نهر النيل!

لم يتخيل الآباء والأجداد على مر العصور أن النيل أصبح سلعة لتجارة الحكومة، يحرم منه المواطن، وهو موطن الجمال والمتنفس الوحيد بعد الحصار والضغط، لنجد حكومة "الخواجة المفلس" تكتشفه وسيلة لجمع المليارات بعرض كورنيش النيل في المزاد بالقاهرة والجيزة والقليوبية، وتحويله لمناطق سياحية وفندقية وكافيهات، وأبراج سكنية، ومطاعم.بالمستثمرين الأجانب أوالقطاع الخاص، وقنص المليارات أوتريليونات الدولارات حسب رئيس الوزراء أخيرا، ليكتمل حصار المواطن البسيط ومنفذه للتنفس، وتغتال موطن المتعة المجانى الوحيد، وموطن الذكريات بشاطئ النيل ساحر الوجود، وهى جريمة غير مسئولة تنضم إلى الأراضي الساحلية التى طرحت للاستغلال الخارجى واقتلاع الأشجار التاريخية والزينة بطول الكورنيش وتصدير أخشابها فحما للكيان، وسحق المساحات الخضراء متواكبة مع أزمة سد النهضة وتهديد حصتنا المائية. وجريمة ردم مساحات واسعة من النهر لإقامة ممشى أهل مصر الذي حجب رؤية مياه النيل عن المارة بطول 40 كيلومترا على النيل، وتحويله لمطاعم وكافيهات مستأجرة. فى تحد للقانون ويتحول الكورنيش إلى مناطق مغلقة خلف مشروعات استثمارية. مستباحة لمن يدفع، وبالمثل فى منطقة المنيل هدموا المسرح العائم، ونادي أعضاء هيئة التدريس، وكلية السياحة والفنادق، ونادي القضاة، وحديقة أم كلثوم، ومسرح فاطمة رشدي للأسف وكلها من التراث، ضمن خطة ممنهجة للقضاء على تاريخ وتراث مصر بما لا يمكن تعويضه.. الكارثة أننا نبيع ثرواتنا وتراثنا لوكلاء الكيان..والجميع يعرف ذلك، والحس الوطنى يؤكدأن النيل رمز الوطنية والتاريخ والذكريات والتراث والحياة، تلهو به الحكومة فكرا وعلما تسابق الأعداء فى الخراب، لتقفز لخواطرنا أغان مثل "النيل نجاشي" لعبد الوهاب، وتعبّر عن روح وجمال النيل. وعبد الحليم حافظ فى "يا حلو يا أسمر" لجمال النيل أيضا، وأم كلثوم : "سلاما شباب النيل" ونجاح سلام: "أنا النيل مقبرة الغزاة" ومحمد منير : "يا عروسة النيل ياسمرة" وشيرين عبد الوهاب: "ماشربتش من نيلها" من أكثر الأغاني انتشاراً عن النيل. وشادية: "على شط النيل تحلى المواويل"..ولكن ماعادت هناك مواويل بل حزن وبكاء ليكون النيل فى نكبة .. مصر لم تعد هبة النيل.. بل هبة الجهلة والفاسدين..