جمال المتولى جمعة يكتب: ” اسرائيل الكبرى ” وهم لا حلم


اعاد رئيس الكيان الصهيونى نتنياهو اشعال الجدل السياسى والاقليمى بتصريحاته الصادمة الذى تحدث فيها بأنه فى مهمه تاريخية وروحية واجبة التنفيذ وكأن الوقت قد حان لإخراج هذا المشروع من السر الى العلن فى ظل العجز العربى والتواطىء الدولى تجاه مشروع التوسع الصهيونى فى اراضى عدة دول عربية ب "اسرائيل الكبرى" لاستكمال ما بدأته الاجيال السابقة فى بناء دوله تمتد حدودها الى ماوراء الاراضى المحتلة عام 1967 م ,
جاءت هذه التصريحات الوقحه خلال مقابلة مع قناة 24 i الاسرائيلية حيث اكد نتنياهو ان هذه الرؤية تمثل "واجبا قوميا" وانه يعمل على ترسيخها رغم كل التحديات السياسية والعسكرية . وخطورة تصريحاته تكمن فى وجود دعم امريكى مطلق من ادارة الرئيس الامريكى ترامب وتصريحاته السابقة بصغر حجم اسرائيل وضرورة توسعة اراضيها ويواصل مجرم الحرب نتنياهو وهو بكامل الثقة الاعلان عن سياسات الكيان الصهيونى الاستعمارية التوسعية وهو يعى ان موجة الغضب الشعبى والسياسى العربى والدولى المناهض للكيان الصهيونى على مايرتكبه من حرب ابادة وتجويع بحق الشعب الفلسطينى فى غزة
.هذه ليست كلمات عابرة بل هى مؤشر على عقلية سياسية تتغذى على فكرة التوسع والهيمنة وتستمد قوتها من حالة الانقسام العربى والتراجع الاسلامى والدولى فى مواجهة المشروع الصهيونى امام هذا الواقع لابد من صياغة رؤية شاملة تعيد رسم الاولويات الوطنية والقومية .بل ينبغى ان نتبع خطة عمل واضحة ومشروعا عربيا متكاملا لمواجهة المشروع الصهيونى التوسعى الذى يهدد وجود كيان الامة العربية والإسلامية ومقدساتها .. لقد اثبتت التجارب ان هذا الكيان لا يسعى للسلام ولا لتطبيع العلاقات ونيل الشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة .
ان وهم اسرائيل الكبرى ليس جديدا ولا يرتبط بنشأة الكيان الصهيونى عام 1948 وليس مجرد رغبة توسعية قائمة على اسس سياسية وجغرافية بل يستند الى نص دينى حسب التفسير اليهودى لكتابهم المقدس كما جاء فى سفر التكوين الاصحاح الخامس عشر 18 , 21 إذ يتحدث النص عن الوعد الذى قطعه الرب مع ابرام (ابراهيم) وينص على " فى ذلك اليوم قطع الرب مع ابرام عهدا فقال " لنسلك اعطى هذه الارض من نهر مصر (نهر النيل) الى النهر الكبير اى نهر الفرات "
وفى النص التوراتى نقلا عن بعض المؤرخين إلى ان " الوعد الربانى فى الارض لم يعط لاسماعيل اكبر ابناء ابراهيم بل لاسحاق باعتباره شعب الله المختار , ويذكر ان هذا الوعد قد تكرر عدة مرات فى سفر التكوين خلال الحديث بين الرب وابراهيم ومن هنا تطورت عبر العصور رؤية الارض الموعودة وتثبيت مكانة شعب الله فيها حتى اصبحت تعرف اليوم بــ "ارض الميعاد" ومع ظهور المشروع الصهيونى الذى تحدث عن اقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين عادت الاسطورة الدينية المتعلقة بهذا الوعد لتجد طريقها للأدبيات الصهيونية الدينية .
إن اسرائيل الكبرى مبنى على اساطير اوهام سياسية استراتيجية لا احلام حقيقية او نبوءة دينية وان صح التعبير والقول هى نبوءة وتفسيرات دينية انتقائية توظف سياسيا لذلك هو خرافة غير قابلة للتحقق
على الدول العربية التحرك قبل فوات الاوان .. نتنياهو وأعوانه يسيرون بخطة دفنت عقودا طويلة وهو منهج استعمارى بغيض لدول الجوار(مصر والاردن وسويا والعراق ولبنان وصولا الى السعودية .. ولهذا يجب على كافة الدول العربية والإسلامية مساندة المقاومة فى غزة ولو فى الخفاء بالرغم ان العالم كله يدعم الصهاينة فى العلن ام ان هذا ايضا مستحيل
ان السياسة الاستيطانية الصهيونية التوسعية تعمل الان فى العلن وكل هذا مبرمج منذ ولاية ترامب الاولى فى صفقة القرن
ونحن مازلنا نزيد فجوة الخلاف بيننا .. هذا ليس وقت الكلام بل جاء وقت العمل والجهاد الفعلى علينا ان نقف صفا واحدا امام كل مخطط يهدد وجودنا ووحدتنا لذا فإن اتحاد الدول العربية والإسلامية بكل مالديها من عزيمة. وإرادة حقيقية هو السلاح الوحيد ضد الاستعمار النازى الغاصب لمقدرات هذه الدول فى ظل تواطىء المجتمع الدولي
#جمال المتولى جمعة
المحامى -- مدير أحد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا