الإثنين 18 أغسطس 2025 10:58 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

د . هاني المصري يكتب: الشاشات التي أسقطت العواصم .. الوجه الخفي لبروتوكولات حكماء صهيون

 د . هاني المصري
د . هاني المصري

على مر العقود، ظلّت "بروتوكولات حكماء صهيون" واحدة من أكثر الوثائق إثارةً للجدل في التاريخ الحديث، لما تحمله من خطط ممنهجة تستهدف السيطرة على العالم عبر الاقتصاد والسياسة والثقافة والإعلام. ورغم الخلاف حول مصدرها وصحتها التاريخية، فإن مضمونها يكشف عن مخطط يعتمد على توجيه الرأي العام وتفكيك المجتمعات من الداخل.

كيف صنعت من الإعلام… سلاح العصر

من بين أبرز النقاط التي تتناولها البروتوكولات هو التحكم في وسائل الإعلام وتوجيهها بما يخدم مصالح النخبة المسيطرة. الفكرة تقوم على صناعة "الحدث" ثم توجيه التفسير الذي يصل إلى الجماهير، بحيث يتم التحكم في وعي الشعوب واتجاهاتها دون أن تدرك ذلك.

هذه الاستراتيجية ظهرت بوضوح في العقد الأخير مع ما سُمّي بـ"الربيع العربي"، حيث لعبت بعض القنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي دورًا رئيسيًا في إذكاء الاحتجاجات وتحويلها من مطالب إصلاحية مشروعة إلى حالة من الفوضى العارمة.

وبالإستعانة بأمثلة من الشرق الأوسط

مصر: خلال أحداث 2011، برزت تغطيات إعلامية موجّهة، ركّزت على التحريض المستمر، وتجاهلت أي محاولات للتهدئة أو الحوار، مما ساهم في تسريع انهيار المؤسسات.

ليبيا: لعبت الصور والفيديوهات المنتقاة دورًا كبيرًا في خلق صورة ذهنية لدى الرأي العام الدولي تبرّر التدخل العسكري الخارجي، ما أدى إلى تفكك الدولة ودخولها في صراعات مسلحة لا تزال قائمة.

سوريا: تم تضخيم أحداث معينة وتجاهل أخرى، واستخدام الإعلام كأداة لحشد دعم خارجي وتفكيك النسيج الاجتماعي.

تفتيت الدول من الداخل

إن هذه البروتوكولات تقدم تصورًا خطيرًا لاستغلال الإعلام كأداة لتقسيم الشعوب وزرع الفتن الطائفية والعرقية. فالتحكم في تدفق المعلومات، وإعادة صياغة الحقائق، وبث خطاب الكراهية، كلها أدوات يمكنها أن تدمّر دولة من الداخل دون إطلاق رصاصة واحدة.

وختاماً يا سادة
إن ما شهدته دول الشرق الأوسط في العقد الماضي يؤكد أن الإعلام ليس مجرد وسيلة نقل أخبار، بل قد يتحول إلى سلاح خطير في يد من يتقنه. ومع تسارع التطور التكنولوجي، تصبح مسؤولية الوعي الإعلامي لدى الشعوب أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، حتى لا تكون عقولنا وأوطاننا رهينة لأجندات خفية تستهدف وجودنا ومستقبلنا.

د . هاني المصري الشاشات التي أسقطت العواصم .. الوجه الخفي لبروتوكولات حكماء صهيون الجارديان المصرية