الجمعة 22 أغسطس 2025 10:35 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

وجيه الصقار يكتب : البكالوريا قنبلة تفجر التعليم !

الكاتب الكبير وجيه الصقار
الكاتب الكبير وجيه الصقار

انتشرت الشكاوى على مستوى مصر من المدارس الثانوية بإجبار الطلاب لدخول نظام البكالوريا، برغم تأكيدات رئيس الوزراء ووزير التعليم بحرية الاختبار مع الثانوية العامة، بينما ثبت فى نفس الوقت ان الوزارة شددت على جميع المدارس بعدم قبول اوراق الطلاب الذين لا يرغبون فى البكالوريا، ورفض أوراقهم وبطريقة فاضحة، مما يحتم تفجر صراع بين المواطنين والوزارة تجاه الكذب مع نفى الوزارة، ولولا أن الناس يعرفون جيدا أن هذا المشروع المزعوم عشوائى، سيدمر أولادهم مارفضوه، ولد مشوها محكوم عليه بالفشل، ولا يؤهل علميا وتعليميا للجامعة. ومن الغرائب ان الحكومة والنواب وافقوا عليه دون أسس علمية فى الأداء والتنفيذ والنتائج، فالطلاب يفضلون النظام القديم برغم التهديد بالنقل إلى مدارس بعيدة بالمخالفة للقانون والمربع السكنى، فى حماقة لم نسمع عنها، فى الوقت الذى انتقد فيه خبراء التربية تطبيق نظام البكالوريا بأنه يفتقد الأسس العلمية والتعليمية، ولا يتوافق مع المعايير المحلية والدولية، ويجرى تطبيقه دون اعتراف به، مثل من يسلخ قبل أن يذبح ، مع غياب الرؤية فى التنفيذ والتطبيق، فالوزير عرضه مقتضبا بمسمى التطوير، مع تقليص أوإلغاء بعض المواد العلمية والأدبية، ودراسة محدودة للغة الأجنبية، بما لا يؤهل بحال للدراسات الأكاديمية بالجامعة ويخرج جيلا ضعيفا علميا. وتواجه المشروع الكثافة الطلابية المرتفعة، وعدم توافر الفصول أو المعلمين المؤهلين ممن يحتاجون تدريبا خاصة لاستيعاب الفكرة، وتتطلب مواجهة ظاهرة الغش والدروس الخصوصية المسيطرة على التعليم. ولعل المعاناة الأكبر هى استمرار العام الدراسى لعامين متصلين وضغط الطالب والأسرة، وإدمان التحسين فى العامين الدراسيين الثانى والثالث. شاملا كل المواد فى الثالث للمرة الثانية أيضا، مما يكشف عن مذبحة للأسرة المصرية، وقدر الخبراء تكاليف عائد الوزارة من هذه اللعبة بنحو 1,5مليار جنيه، لتعيش الأسرة فى عذاب وقلق مادى وعصبى طوال عامين دراسيين فى صراع على المجموع، مع اقتصار التخصص على عدد محدود من الكليات أو الذهاب للشارع بلا دراسة.. أخشى أن يكون موضوع البكالوريا استكمالا لعمليات هدم التعليم بتسهيل استيراد سماعات الغش وترك تجارها دون ملاحقة، وتصميم امتحانات تسهل الغش السريع، واللعب فى نتائج المتفوقين، امتدادا لفنكوش التابلت...ياسادة لو أن فى البكالوريا خير مارماها الطير، عودوا لصوابكم وارحموا الأعواد الخضراء يرحمكم الله ، فإن مشروع البكالوريا سيكون مصدر صراع بين المواطن والوزارة..متى تعود الوزارة لصوابها ؟!

وجيه الصقار البكالوريا قنبلة تفجر التعليم الجارديان المصرية