الأربعاء 3 سبتمبر 2025 02:08 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

وجيه الصقار يكتب : عبير ضحية الطب بلا عزاء !!

الكاتب الكبير وجيه الصقار
الكاتب الكبير وجيه الصقار

صديقة الإعلامية عبير الأباصيري، اتهمت مستشفى الهرم بالتسبب فى وفاتها نتيجة الإهمال وتركها أكثر من 6 ساعات في قسم الاستقبال، بدون أي تدخل أو رعاية طبية، مما أدى إلى تدهور حالتها ووفاتها.. وصلت الإعلامية عبير فى حالة صحية صعبة إلى المستشفى الهرم التخصصي يوم الأربعاء الماضى بمساعدة طفل تصادف وجوده ، وراحت فى شبه غيبوبة، وحسب المستشفى أنها كانت تعانى نقصا حادا بالأكسجين، وهبوطا شديدا في الدورة الدموية، ونتيجة تركها هذه المدة حسب صديقتها، تدهورت صحتها نتيجة جلطة تضاعفت فى الوقت الذى طلبت فيه المستشفى قيمة علاج يكلف 1400جنيه لم تتوافر مع حالة الإعلامية، وتسبب فى تأخر التعامل مع حالتها بشكل فوري، حتى هذه النقطة يمكن أن نصدق صديقتها، بدليل أنه بعد تدهور صحتها نقلتها أسرتها إلى مستشفى آخر ولو لقيت رعاية وانقذوها لما انتقلوا إلى مستشفى آخر خاص ، برغم أن المستشفى نشر ردا عليها بأن الحالة وضعت على جهاز تنفس صناعى، وأعطيت أدوية داعمة للدورة الدموية، وإجراء تحاليل وأشعة مقطعية على الصدر والمخ. وأن جميع الفحوصات أُجريت مجانًا سوى طباعة الأشعة، وأنا شخصيا أصدق الطرفين لأن القضية هنا جلطة وتحتاج حقنة لإذابتها فورا، أما أن تنشغل الإجراءات فى كشوفات وتحليلات وأشعات تستهلك 6 ساعات، فهذه هى الكارثة، والقضية هى نقص خبرة الأطباء لعدم التدريب والتعليم الكافى، فتأخير التشخيص يعنى الموت المحقق، وأنا شخصيا تعرضت لهذا الموقف من 10 سنوات بسوء تشخيص طبيب الاستقبال الذى ذكر إصابتى بحالة خطيرة وطلب من خلال الممرضة ألف جنيه لمتابعة حالتى حتى الصباح، ولأنى كتبت كثيرا فى الطب ضحكت، سألتها أنتم أطباء حقيقى؟! وخرجت على أقدامى، وهى تتعجب منى، ووجدت تبريرا عندى بأن الدفعات الطبية الحالية درست الطب غالبا بالسماع وبالتعليم الخاص ابو 70% طب أوبالسماعة، ممايلفت النظر إلى خطورة تدنى المستوى العلمى فى تشخيص الحالات العاجلة والخطيرة، فالإعلامية لم يكن معها اى أموال لحالتها المفاجئة، ومن منا يمشى معه هذا المبلغ فى ظروف معيشية قاسية، وأنا شخصيا تابعت حالات وفاة كثيرة منهم زملاء كان السبب فيها جهل الأطباء، والشكوى لن تعيد الميت، صحيح أن المستشفيات لا تتوافر فيها أى أدوية، هى رعاية طبية وهمية والعلاج من جيب المريض.. الغريب أن وزير الصحة زار المستشفى فى نفس الليلة التى توفيت فيها الإعلامية فى أول زيارة لوزير منذ إنشائها، فلم تكن مصادفة أبدا، وملاحظته تزاحمًا وتأخرًا في قسم الطوارئ، مما يعنى صدق إدعاء صديقة الضحية، فقرر زيادة عدد الأطباء، وكانت قراراته الحاسمة هى فسخ التعاقد مع شركات النظافة والأمن ولا علاقة له بالأداء الطبى. الضحية ماتت مثل الكثير ولا عزاء لمواطن لا يمتلك المال !!

وجيه الصقار عبير ضحية الطب بلا عزاء !! لجارديان المصرية